مازن جميل المناف - حول ضياع سلوكيات الذات والتعامل الفيسبوكي

يقيناً نحن نعيش بعيدين كل البعد عن تلمس الضياع والتشتت فينا , لا نريد في هذه المقالة ان نذهب بعيدا ونأخذ نماذج عن امثلة مشابهة من الغرب ومن شخصيات تاريخية او حكايات غرائبية غير واقعية , بل سنأخذ جانبا مهماً من واقعنا ومن المقربين منا ومن معارفنا وأصدقائنا لنفترس في سلوكهم ووجوههم ونطرح المشاكل والتناقضات واين يكمن الضياع فينا , وبما اننا نعيش في مجتمع عربي متفكك يهمنا ان نعي ذاتنا بوعي مجتمعي تحت عوامل صراع الوجود بكل ما تبتغيه التربية والاحاسيس والآمال نتاج عوامل قد تؤثر فينا كأشخاص ومن البديهي ان كل شخص له حاجات والآم واحلام وتطلعات لذلك تفرض علينا تلك الاشياء اكتشاف الضياع داخلنا وكل الالآم تأتي حين نعانيها مباشرةً لتماسنا مع الاشخاص المقربين حين ينسفون امامك تجليات القيم والمبادئ المطلوبة بوعي او دون وعي وهذا ما يبعدنا عن التقييم والتقدير الشعوري , وقبل ان نتطرق عن اي ظروف او تقاليد او مفاهيم متوارثة ومتعاقبة واعراف مجتمعية علينا ان نفرض على شخصيتنا قبل ان نتحجج كل الاشارات والمبررات والاشادة الى المظاهر القلقة وان نستعرض بطاقاتنا وقابلياتنا التي تظهر ملامح نفسية معتدلة عبر ما نقدمه للأخريين التي تمحورت وترتكز عليها المظاهر والافعال المتناقضة والتي تبتعد عن الاسس الثابتة لجميع الانفعالات , يبدو هذا الامر خطير لبعض من اعتمد تلك السلوكيات في تعارض طبيعي بين اخلاقية الحديث المتذبذب والنقاش غير المتزن.
هذا التعارض يجعلنا في صراع قلق مع نفوسنا ويفرض علينا ان لا نخوض تلك التناقضات ونتعامل وفق منهج طبيعتنا السمحة ببداهة وعفوية , هذا الضياع وهذه الصراعات لربما لا نستطيع تجنبها اطلاقاً فهي فرضت علينا في مجتمع نمطي مقيد ولا سيما عندما نتعامل بالأحداث فيسبوكيا والتي فرضت على الكثير للأسف الشديد التعامل معها دون تحليل مجريات الاحداث وملابسات الحوادث مع اي شخصية تتعامل معها في ضرورة لما لها من سلطة في سير الحياة اليومية ضمن ( النشر وما يطرح وما يتناول من مواضيع اكثر جدلا ) .
ان اساليب ونمط نواميس التعامل مع الذات الاخرى المتنمرة والمتمردة والتي ترافق دوما ضياع وجدانيات التعامل الصحيح بتصنع احترافي جاء نتيجة تناقض سلوكي عنيف بين اخلاقياته يتطلب ايحاءات صحيحة لاسيما نحن نتعامل ضمن مواقع التواصل الاجتماعي فقط بالضغط على ازرار الكيبورد ( مجتمع الالة ) وهذا يتطلب تمعن وتركيز شديد لروابط فهم ايديولوجي ما وراء ما يحيط بنا من تلاعب وضياع اكثر من الارتباط الصحيح لمصلحة الفرد وواقعية الحياة , فالتناقضات الابدية التي جاءت نظرا للمصالح الشخصية والمنافع في هذا القطاع من عالم الوهم والافتراض في اغرب حوادث سلوكية حملت لنا القسط الاوفر من الضياع الجماعي , وبدأنا نعاني من هذه السلوكيات المضطربة التي سادت فيها العبثية والفوضوية وتسقيط الاخرين تحت نظم سلوكي غير متكافئ تقوم على اعتبارات تصديق ما يطرح وما يكتب بينما يختلف الامر بنا حين نجد فلسفة مفادها ترجمة تلك السلوكيات والتصرفات مع مراعاة النزاعات النفسية العميقة في رهافة الحس وعمق الاستجابة والردود لهذه الصفات المتذبذبة سلوكيا . بيد ان لا تحمل القيم الذاتية فينظر للأبداع نظرة من زاوية واحدة حيث ان هذا المناخ ( الفيس بوكي ) جعل الاحاسيس النفسية تقترن بامتداد بعيد فرض على الاغلبية المبالغة دائماً في رغبة جامحة لتعويض النقص الداخلي في اغلب المظاهر السلوكية المتبعة وطرق تعاملها مع الآخرين , يبدو من خلال تجربتي ان نبذ واهمال الاشخاص الذين ارتبطت جهودهم الشخصية بأشكال غير مترابطة من حيث القيم والجوهر والغيبيات بغية عدم التعامل الجدي والانصهار والانسجام معهم كي لا تشعر بفقدان الذات مع نزعات صراع غير طبيعية تقتل الوقت وتشتت الفكر المعرفي الذهني بعيداً عن الاخلاقيات الاجتماعية العامة التي لا تقيم وزناً للفرد بهذه السلوكية عن متطلبات حقيقية التي ترافق الحديث والجدال مع الاخرين عن قداسة المنطق ومع هذه الثغرات السلوكية الكبيرة جعلت من الضياع ان يكشف اتضاح النوايا المغرضة التي تكمن وراء مصالح وغايات لا تؤمن بالحق كتجريد مطلق تؤثر سلبا على طاقات الاخرين باستخفاف واستهزاء في اسلوب التعبير بصدق وجرأة عن خوالج النفس التي وصلت الى العبثية والفوضوية لبعض من يتعامل بهذه السلوكية المتناقضة الى درجة ضعف الثقة بالنفس وهم يتنقلون باحاديثهم الشاذة المثيرة بواقعها غير المسند دون افساح مجال لتنصيب وفرمتة عقله ان كان موهوباً كما يزعم, لان التعامل بهكذا عقليات افتراضية خارجة عن حدود المنطق والذات تجعلنا في دوامة ومضمار ضمن حلقة مفرغة ( وتبقى هذه الجدلية قائمة بحد ذاتها دون اللجوء الى الحلول المقنعة للسلوكية بشكل واضح وجلي وصريح وجريء والذي يعتريه مصداقية الرد المكفول بشكل مقنع ومتزن ضمن محادثات ترتقي لمستويات ثقافية عالية ورصينة بغية ايجاد بدائل ونظريات توازي الحدث او المشكلة ) .

مازن جميل المناف



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى