مازن جميل المناف - حقائق وتساؤلات عن ماهية كتابة المقالة

ثمة تساؤلات لماذا نكتب وماهية الطرح الصحيح وما الغاية من نثر الحروف. ؟ اتسأل وأنا على يقين ان ما نكتبه هو محاكاة مع الذات والاخرين بعطاء متدفق بفطنة وما تخلفه المواضيع من معاني جلية حين نرسم ونرمز الاشياء في محلها كفن رفيع يعتمد على معايير تنسج في صياغات وجمل ذات الوان وابعاد , وانا ادرك يقينا ان الكتابة ما هي الا اسقاطات وارهاصات وتجليات عن تعبير للمواقف تلازمنا وتعبر عن أيدولوجيات ترتبط ارتباطا وثيقا بما يدور من احداث صاخبة تثير في انفس المتلقين وفق حركات مبنية ضمن هندسة بيانية تشكيلية , نحاول فيها ان نسلط هذا المزيج في التصويب الصحيح , قد تكون في ملتقى ونقطة دالة تحمل عبء الموضوع , ونرى اليوم ان الصحافة الادبية في العراق اختلفت تماما عن ما يطرح سابقا في نهج مختلف وتنافس كبير, كثيراً ما نقرأ استعراضات رائعة تقدم حول مواضيع ذات اهمية قصوى وما سر العلاقة الادبية تحت هذا الضجيج والاجراس المدوية .
ثمة سؤال ملح يجول بخاطري , لماذا تزيف الحقائق ببساطة , ولماذا نترك المبدعين والادباء تحت طائلة المغالطات وان تهمل مواهبهم بينما تتوثب مواهب ادباء اخرين غير جديرين بوقت الذي علينا ان نرجح كفة الابداع بصورة بارزة بلا حرج او مجاملات, بيد ان هذه القدرات لمن وهب العطاء الادبي والثقافي بواعز موضوعي واخلاقي متزن رصين شفاف بغية ان لا نكون سبب بضياع الادب والثقافة بحس انساني رفيع يجعل الدافع الرئيسي في خلق بوتقة من التشكيلات الادبية الممتعة لأن هذا الميدان وعر في حقيقته فرض علينا كأدباء بإقرار وجودهم , وكثيرا ما نقرأ من نقائض لما يطرح ويكتب ويتناول ضمن مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر في صحفنا يحز في النفس كثيراً ان نرى هذا التدني والاسفاف والسخف والتفاهات والانتهاكات لأمر مخجل للغاية وان يستمر الكاتب ممن يدعي بكتابة المقالات بمعلومات غير مسندة بحقائق وركاكة الاسلوب فيحاول تصويب خاطئ مشوش مغلوط , بدأ من صياغة الموضوع مسترسلاً بخاتمة هزيلة , وطرحنا هذه نقدمه كجزء من حقيقة مرة كامنة تسوغ في عرف الامانة الادبية , ان كان الكاتب يجهل ذلك في ضياع المقاييس وتجليات الثقافة في ذهنية ربما يحكم عليها بالفشل والضياع على النتاجات الهزيلة في مجال الصحافة الادبية وكثيرا ممن تسلل في الصحافة الادبية وعاثا خراباً في مقدرات القيم الادبية وجهد الادباء فالفارس الحقيقي من يمتطي قلمه مواضيع اكثر دقة واهمية دون املاء مقالته ( الحشو ) فعليه ان يكسر قلمه وينتفض لمن لم يكتمل نضوجه الادبي والفكري بشكل مطلق ويؤسفنا ان الاغلبية وجدوا المجال متاح ومفتوح امام عبثهم فراح يسرح ويمرح كما يشاء ويفعل كما يحلو له وما يريد بهشاشة رثة وفي مناورات باخسة وتافهة, المراد منها ملخص الشهرة على حساب الاخرين في اغرب مهزلة ادبية متصورا ان ما يكتبه سيحدث ضجة في الاوساط الادبية.
لماذا هذا العبث والاستمرار بمثل هذه الاعمال العابثة دون رادع والتي لا تجدي نفعاً, بل في واقع الامر تجر خيباتهم ضررا كبيرا لابد ان يلحق بهم وبالصحافة عاجلاً ام اجلاً كما انها تسيء الى المواهب الخلاقة , ان الغرض من هذه المقالة ان نخاطب بعض ممن يسمى بالأدباء ان دروب الخطى لا توعز بالعبث واللامبالاة فلابد من كل كاتب ان يعي مسألة خطيرة بأن لا تطفح كلماتهم بشكل عشوائي مالم تثير فينا وفي انفس المتلقين والمتطلعين على الحراك الثقافي بشكل مذهل وكبير بنسيج خاص يفتح افق جديدة على عالم الصحافة بروح ظامئة , وها هنا اود ان اؤكد في الوقت نفسه ليس كتابة المقال كما تتصورون انه لف ودوران وتنقل مهين من البدايات الى النهايات من اجل املاء الفراغات مبتعدا عن ماهية وموضوعية وفكرة الطرح التي تحتل بجدارة ضمن اصول متزنة في الكتابة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى