مصطفى الحاج حسين - وَطَنُ المَوْتِ.. شعر

وطنٌ كالقطِ يخنقُ صغارَهُ
بَالَتْ على بَهجتِهِ الكلابُ
يطاردُ عصافيرَهُ أينما ارتحلوا
ويضرمُ النِّيرانَ تحتَ الأغاني
وطنٌ فقَّسَتْ فيه بيضُ الكُرْهِ
وربضَ الحقدُ عندَ أسوارِهِ
لا يدخلُ إليهِ إلَّا الموتُ
ولا يخرجُ منهُ إلّا القتلى
تنقضُّ عليهِ سماؤُهُ بالانفجاراتِ
ويطلقُ عليه بحرُهُ أمواجَ الويلِ
وعلى دروبهِ انتشرَ هَوْلُ الفجائعِ
وطنٌ يسكنُهُ الهلاكُ
يقتاتُ ترابُهُ على الدَّمِ والجثَثِ
لا يسلمُ من جرائمِهِ حتّى الهواءُ
لا ينبتُ فيه سوى الاختناقُ
سلَّمَ راياتِهِ للأجنبيِّ اللعينِ
وراحَ يتقصَّى علينا الهَمَساتِ
وطنٌ يحتلُّهُ جيشٌ من الزِّبالةِ
وحثالةُ التَّاريخِ أوغادُ الدَّهرِ
باعَهُ الأنجاسُ برخصِ شرفِ أمَّهاتِهم
وما مِنْ شهامةٍ احتوَتْنَا
ما مِنْ أخٍ أو صديقٍ
إلَّا وكذب على دمعِنا
صرْنا تجارةً ولعبةً وحائطَ مَبْكى !*.

مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى