حميد العنبر الخويلدي - تَمَيُّزُ الطينة.. تَمَيُّزُ العنصر شرطُ نتيجةٍ حتما.. قراءة في قصيدة: "اعتراف".. للشاعرة ديما ابراهيم

اعتراف
نص حداثة
ديما ابراهيم

ماذا أقول له لو جاء عاتبني؟؟
أ تنهمر الدموع كغيمة حزينة !
أم أقول له مابداخلي من براكين تثور...
أم ألتزم الصمت والهدوء!!
أم أحوم حوله كفراشة الطيون
وأنثر عطري نحوه من زهرة النسرين..ليصل مداه....
هل ألفه بدفء حناني وآيات حبي.. واهمل اوجاعي وما سببه العشق؟؟ أنا لا ادري أهو حُلم...أم سيرة قلب!! إلتوى بين الضلوع، ولوعني هواه ...
كتمت أمنيتي كي أمنحه مغفرتي، وأكون امرأة الصمت..
لا...لا..سأكون امرأة من حديد، واعلن العصيان لجرح قديم...ك سحابة البحر عندما تعصفها الرياح، سأستسلم لهذا العتاب ، واعلن الإستفتاء عليه، والجواب دائما يتوارى خلف النسيان، حتى يباغتني الشجن لأعود من جديد أبحث عن الهوى، واتقبل ذلك العتاب، والعذاب يكون لذيذ....

ديما ابراهيم..
شاعرة مغتربة /اسبانيا

.................
......



تَمَيُّزُ الطينة.. تَمَيُّزُ العنصر
شرطُ نتيجةٍ حتما
نص نقدي مقابل

تنتقي ديما الشاعرة جَنَاها من مشتهياتِ الحسن ومن متارفه،
من الوردة شذاها.. ومن الغزال نحافتَهُ..ومن العروس فرحتَه والوانَ سِلالِها وتبشيراتِ المخفي..ا.ا.ودهشتِهِ في المهجة والشعور...
ومن النهر موجَهُ المسرّحَ النحيلَ قبل الغروب... والطيرِ زقزقتَهُ باُذُن الغابة..ومن التراب رائحة المعن وبَلَل الماء..
ديما يدُها سحريةٌ ،نعم حينما تُقْبِلُ تلتفتُ الطبيعةُلها وتلتفت لكل مبدع فلعله ينهدم عنه قفص او هيكل الطين فيخرج وهاجا من عموده تنبهر الطبيعة تعشقه تحبه فتظهر اسرارها له.. حتى ينتقي كيفما يشاء..تهزُّ اطباقَها.. وتقول لها خذي فلعلك النجمةُ التي تعوّدتِ تاتين من اثار الاندلس..وقصر الحمراء ..تملكين سَكْبَ الاباريق اللجينيّة وهي تدور بيد الساقي..
ديما ياابهى مخلوق تحضنه اصابع
البرق والنور ليسلك الى خِزانات ولّادة بنت المستكفي..
نستطيبُ حروفَها نحن المتلقين
دمشقية اللمح والتقاسيم...فتخلط حتما شعورا وقراءة...
(جادَكَ الغيثُ اذا الغيثُ هما
....يازمانَ الوصلِ بالاندلس )
فتديمُ رابطَ الحب وترفع سقوفَهُ الى مقاماتِ العشق الصوفي..فغنى زرياب ..واسحاق
ووديع الصافي وفريد الاطرش الدرزي الافياء والجبل..هذا سرى في مفاصل قصيدها كما تسري نجمةٌ في ليلِ مرتحلٍ من قبل ..
تهتدي بالشفرة التراثية ..تحب الزهرة والحمامة والخط العربي والتطاريز. ..تطير روحها على معقوف هلال القبة ..على لمع ذهب القلايد ديما محبة للجمال للمحاسن للّفظ الجزيل..تغمّسُهُ وكانت ادخلت تجربتها مستوى بلوغ يتزايد باتجاه ذروة صاعدة تعتمد الفني ان كان صعدت تتسامى ،او كان نزلت تهافتيا
دخلت ديما...
على خليقتها بالسؤالات
واكثرت ب الاستفهاميات متهيبة من محبوبها القمر..
محبوب جدلي افتراضي تعيشه لتقوم به شرعة العاشقين..
فلعله يحمل صفة الايمان الصوفي والتغزل بالله بعيدا عن الغرايزي المستبطن..وهذا حق الصورة والطينة والمحتوى..
ويحمل جدلية حب الاب النموذج ذي التلاوين في الحنان والدفء والرحمة والشرف الاصيل..
محبوبها الوطن ويالشد الشوق لوطن ابتعدت عنه
( وكل غريب للغريب نسيب..)
( اقول وقد ناحت بقربي حمامة...
ايا جارتا هل تشعرين بحالي...)
ديما بابداعها تبني فلسفةً على حاصل حركة النوعي واختيارية اشمل او مؤانسة ومكاشفة الغايص الجمالي
الذي التقطته من مهاميز المشتركات من رموز وعناصر الخلق..
حيرى باراداتها..وبكيفيات الفعل..
اقول ام التزم الصمت
اقول له ما بداخلي من براكين تثور..
ام احوم حوله كالفراشة..
وانثر عطري..
نحوه من زهرة نسرين...
ديما كانت تبدد ضغط الماحول. بالشعري التخيُّلي مايجعل الواقع المادي ينهدم امامها اذ تحظى بالرهجي الخلاّق كطينة تبتدع منها عصافير شوقها مع الفجر او زهورها المنقشة ..
اَلِفُّهُ بدفء حناني..
وايات حبي ..واهمل اوجاعي..
انا لا ادري..كذلك رجعتْ لذهولها ولاادريتْها...تتقمص الدور وتسقط روح الرمز المتخيل على كيانها الشخصاني لتصبح هي هو ويكونان واحدا..او ياانا..
كتمت امنيتي كي امنحه مغفرتي..
قدس جميل ومغتسل كريم توضّأتْ به للصلاة في محراب دمع يكتب الحرف استرسالا ..مع الهواء مع البكاء مع الطير المهاجر..او مع السراب ..
لا لا ساكون امراةً من حديد..
واعلن العصيان...
ما احلاك في العناد وانت تلبسين
بزّةَ الوقار وفطنة العقل تنفرض على جنبات ازمنتك..
كسحابة البحر وهي تعصفها الريح
نعم ساستسلم لهذا العتاب..
وكما عينت لسرديتها عنوان اعتراف.. جاء تطابقا مع استسلم لهذا العتاب..تعترف حد ارضاء محبوب قصتها في خطابها المستتر والمعلن..
واعلن الاستفتاء. هذي تظاهرة احتجاج سلمية ديما تريده يرجع لعالمه، رغم اذاه فاذاه لذيذ.. وهذا اعتراف ثاني.. حتى يباغتني الشجن لاعود من جديد.. ابحث عن الهوى... واتقبل ذاك العتاب والعذاب لذيذ...
شجنيات بثتها بابهى حُلَلً... وظّفت شعريتها ومستوى بلوغ تجربتها.. وخزين ما انطوى في الذاكرة..واستلهام موهبتها الفذة..
نباهة الحس في نفسها.. وخصب ما في الذهن .. كل هذا عوامل حملت المسرودة التعبيرية. رفعت الحال الى ان تقدم لنا نصّاً مخضلا بالعطر
والندى وريح الشجر...
عذرا شكرا....

.............حرفية نقد اعتباري
.......ا، حميد العنبر الخويلدي........
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى