حميد العنبر الخويلدي - معمارية الطراز الترقيمي للنص،،، وكيفية ابتكار ناموسه معرفياً في نصوص حداثوية ،، للشاعر عبد الرسول عبد الامير

1
كأس.

فِي نصفِ
كأسِي الفارغة
تَلمعُ صورَتان
بَياض شَعري المُبكر
وَجُرح وَطَني

2
النواب.

أيامكَ تأتي وَتغدو
عَيناكَ اللامِعتان فِي إنتِظار
أفق مُؤجَل
الرِيل
بَطيء الوُصُول
وَحَمد
يُدَندنُ راعِفاً
ما بَينَ السَنابل وَغَفوَة القِطا
وَالمَحَطاتُ بَعيدة
3
شاعر .
شاعرُ
يَرسمُ بَحراً
فِي حَضرَة النَوارس
يَشربُ نَخْب ظهُور المَد
يَقيناً سَيقْرأُ للَسياب
غَريباً عَن الخَليج

4
مَنطقٌ مُختَلف.

عاشقُ
يَبتَغي التَوحد
مَع المَطَر
يَطردُ زَحم الكَلمِات
لِيبحَث عَن مَنطقٍ مُختَلف

5
الآتي أسوَأ.

خَبا ضَوء القِندِيل
المَوقفُ بَذيءٌ جداً
الغَد بَعيد جداً
الآتي أسوأ
لا شَيءَ سِوى
صَمت وَحزن كَبيرين
6

بالِغة الهَيئة.

نَحيفةُ
يَضمها كُرسِي مؤطَر
بَعدما أرتَدت
السَارِي الأصفَر
بَدت بالغَة الهَيئة
بِمسائها المُستحَب
وَأنا لا أملكُ شَيئاً
سِوى النَظر


رسول عبد الامير التميمي
العراق /السماوه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


/نص نقدي مقابل /

معمارية الطراز الترقيمي للنص،،،،،
وكيفية ابتكار ناموسه معرفياً
======================

النص ايما نص ، ومن لحظة الشروع فيه ، والتي نسميها مصطلحياً نقطة البداية ، هو وجود بعد عدم ،
هذا العدم به السرُّ المُسْتَدرِكُ لاحاجيِّ وثيماتِ الفنان الوافدة من عش الرقادة الذي كانت سابتةً به زغباً وخاماتٍ يافعةً من الغامض الغيب ،
، والذي يفترض علينا قوىً نصفيةً آتيةً من مواضعها النورانية في كنف القدري الديماسي وهذي ظلمات الرحم المكتنِف لها ، و واضح اذا قلنا هو القدري او الماورائي ، وذكرنا انها نصف قوى ولكنها هي الاقوى والارجح ، فلعلها التي تضايفت مع نصفها الثاني الواقعي المتوثب للقاء بها حيث يكتمل حينها دم الحياة ودورتها ،والذي نسميه بالمستدرَك المستأنَف نعني النصف الاخر. وجوداً والذي سبق بتكوينه وصار اليوم يكتنف في آباطه كل المستقبلات للوافد الاحداثي ، نعم نصفها المعلن والمودع في الاشياء،وهذا عن طريق روح المبدع نقصد النصف الثاني بكامل تقديراته ،،
ولانَّ المبدع يدخل من جهة الموجود لانه ذو شهادة على مايجري بحكم كينونته الابداعيه ، ووجوده الكوني ووعيه واحساسه، وكامل غرايزه ،التي تفيض من ذاته الاعتبارية فتدمج وتندمج كمكونات مادية ، بها خيارات واساليب المحدث المكاشفاتي لكل الموجودات المترابطةبالموضوع ، وكمثل واشارة،،
/النواب،،،/
ايامك تأتي وتغدو ،،
عيناك اللامعتان تنتظران افق مؤجل ،،
الرَّيل بطيء الوصول ،،
وحمد يدندن راعفاً ،،
مابين السنابل وغفوة القطا
والمحطاتُ بعيدة ،،،
وكما ذكرنا انها نصفاقدرة فرضت طبيعتها بالفعل الانتاجي ، نصف مثالي ونصف واقعي ،، ومن المؤكد
انَّ لكل منهما سُحناتٍ وعواملَ تمتاز بهما ، وتؤدي وظائفهما عن هذا الطريق الدينامي للصيرورة ،
فايُّ الذي اتى من الكنف العدمي واي الذي اتى من العرض الوجودي ،،
هكذا كل عملية ابداعية ينتجها مبدع ما ، ولو كان راعياً للغنم او باذراً لمحصول القطن ،او صانعاً لسيارة تويوتا ، او هو ذاته الذي هندس وخطط برج خليفة وغيرهم ،،
هي نسبيّتان نسبيّة قدرية ونسبيّة واقعية ،،يكون لقائهما في ذات الفنان الاعتبارية بالتحديد ،،الذات التي اتتنا بشفرات المرام المبتدع ، حاجته ، عوضه ، عوزه ، نقصه ، مكان وجوده ، قد يكون بصحراء حضرموت او تحت مياه الاحمر متوسط او الابيض ، عن زمانه المناخي الطبيعي او زمن النتاج الدينامي حركة روحه وانفعالاته نسبة تقديراته وبما يوائم الآتي من المستدرِك للاحجيات ، هنا المبدع لديه النبؤة والتبصّر واللّزم في حفظ مصير الموجودات الجامع ،،فلعلها التي تندمج وتدمج نفسها مع المبعوث من العدم ،،
وفي قطعة اخرى،،،،نرى المبدع استلهم النسبيتان التي اشرنا اعلاه وهذا ضرب فلسفة وحرفية نقديتين ،،
/منطق مختلف /
عاشق يبتغي التوحد مع المطر،،
يطرد زحم الكلمات ،،
ليبحث عن منطق مختلف ،،،

كل خِلْقة في صورة في كتلة في هذا الوجود ، تشتمل على غامض المرام ياتي انسراباً ، وآخراً مودعاً معلوماً يعلمه المبدع من الواقعي تساهم به عناصر الخلق ومنها الذات والمَلَكات اللفظية. الاعرابية النحوية والعلمية المعرفيه والطرق الاسلوبية والحداثية تفرضها مزاجات مرحلة وانماط تفكير جيل في وقتها،،
ونحاول نذكر من هذي العوامل المهم جدا ،،
وتحت سؤال هل المبدع رسول عبد الامير ،، استحضر الترقيمات من. رقم ١- الى رقم ٦ - وهل استحضر العنونات الاسمية شرطاً ،،كأس ، النواب، شاعر ،منطق مختلف ، الآتي اسوء ، بالغة الهيئة، استحضرها بطراً ،
ام انها امليت عليه املاءً،،،؟ وماكان اجراءها تكلُّفياً ابدا ، بل نقول كان منساباً حسب نظرة النقد ،،وهذا يدلل
ان المبدع مستقر السريرة غير مرتبك ،ما جاءه من جيوب الوجود كتبه على. طبيعته باعتبار المبدع راسم للصور والهيئات والكتل في النص ،فمازوّق وما رقّشَ ايهاماً ابداً
ونسأل من ايّ الجهات انسحبت هذي الترقيمات ومتى ابتكرها العقل الابداعي الجمعي ،،،؟ وطرحها كطرازات يكتب بها وتحمل احاسيس امة وتاريخ تفكير مرحلة ،
عندها كان كتب بها مبدعنا التميمي رسول ، وبذلك نعطي وجهة نظرنا المكاشفاتية وحسب منهج اصحابنا ،، اذ نثبت ان طرازات كثيرة حملت الشعر وحملت الادب ،من القديم وفي الراهن المعاصر الان ، كان العمود وكان الحر او تنويعات كثيرة مثل الومضة والمدوّر والمقامة والسرد ، او هذي نفسها التي نسميها قصيدةالترقيم والاعْداد ، وكان سبق ان تحدثنا عنها في بحوث خاصةعن كل طراز ،، ولاضير ان اذكر عن ترقيمات الشاعر التميمي الان وكما فرضها نصه ،،
ونختصر ،،اذ نقول ان الحروب الطويلة التي طرقت واقعنا وامتنا وكانت جزءً منا وكنا جزءً منها ، تفاعلنا بحماسها
وبنظامها طوعاً او كرهاً وهذي حرب كونية حتمية ،كنا نحن الجند فيها اعني المبدع الشاعر والروائي. الكاتب والصحفي والمنشد والمغني والمفكر والفيلسوف ، و، الخ من الاعداد في تعبئتها وتكويناتها في الافواج والكتايب. والفيالق الجرارة والسرايا المعبّئة ودون ذلك ،،
كل هذا انسحب على خيال المبدعين اذ تحول فصار ناموسا يحمل هموم امة ونضج تاريخ ومرحلة ،
هنا دور العقل الجمعي الابداعي بالضبط ، فقد ابتكر الترقيمَ دلالةً لارقام الفصائل وارقام السرايا والسطور في المقطع الشعري تحته تمثل معنى
وقيمة الانسان الجندي اثراً وتأثيرا في الوقت وحسب عمق المفردات وعبقريتها
،، قطعة رقم ٣ بعنونة ،،،،،/ شاعر،،/في مفهومنا هي حركة فصيل مشاة افرض ، رغم انها غناء وكلمات وشجون و معانٍ ،
انما لنا منها ارهاصها المنطبق والذي يثبت فكرتنا ،،
شاعر يرسم بحراً ،،
في حضرة النوارس ،،
يشرب نخب ظهور المد ،،
يقيناً سيقرأ للسياب ،،
غريباً على الخليج ،،
لو فسّرنا هذي السطور والمفردات ضمن منطقنا الاثباتي للطراز وابتكاره ، نقول انها حركة الجند وكان قد تكتّبت كتائباً وتحشّدت وتعبْأت ،،وهي بدورها مسحوبة من ناموس طبيعي سبق ان ترك تلاميحه على الواقع وعلى خيال المبدعين ولعلهم كانوا انفسهم الذي يديرون الحروب ذاتها ويتفاعلون معها،،
فغرابيل العقل الجمعي وبوعي القدري تم اختزال هذ النظم الحاملة للنضج اذ ابتكرت الطرازات ومنها هذا المرقم العددي الذي كتب عليه مبدعناالتميمي رسول ولازال غيره يكتبون عليه ،
ارجعْ، وتابعْ متى وكيف اكتشف العراقيون بالضبط العراقيين واخصهم فلعلهم المسرح الفعلي للحروب الطويلة ،، والحقل الابتكاري لمثل هذي النواميس المثالية المعيارية لحمل فيض الادب في مرحلته ، وان قلت لنا وحاججتنا ان الكبير ادونيس رقّم ووضع اعداد الحساب على مقاطع قصائده ، وكذلك المرحوم امل دنقل ، وغيرهم من المعاصرين العظماء ،،من ابناء الامة ،
نقول الجزء يعوض عن الكل ، وهذا امر فلسفي معروف ، فالعراقي في روحه وشعوره هو ذاته السوري والمصري والمغربي وان كانوا في اماكنهم وازمنتها ،المعادلة في الباطني والعميق تجري كما شاء لها قدرها ،روح الجواهري تنفعل وكما هي روح ادونيس تنفعل ، وكذلك سعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر ، كأنهما امتداد الفيتوري اينما كان الفيتوري ،،الزمن الحركي المستدرِك لاتحدُّهُ حواجز ولاحدود
،، كل من استكنه الضاد وملكاتها وترابطاتها وحسب بالدم والطينة انه عربي ، واحس وشعر بضمير يتحرك به ، فهو مشمول بالتغيرات اينما وجد ولو بالبيت الابيض مع ترامب او بايدن ،،
العربي روح وقيمة ،اعني ذا صلاح واخلاص ورابط ،
النص مثرٍ وباهر ،نسجه تخالطياً من تجربة الثمانينيات معماريا ومن هاجس الاني انفعالياً
نكتفي بهذا القدر وشكرا ً،،،،،

،. الناقد الاعتباري
حميد العنبر الخويلدي
حرفية مكاشفاتية ،،،،العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى