بوعزة الفرحان - التجربة الشعرية الحالمة بين البقاء في الماضي والتطلع لحاضر أفضل.. قراءة تحليلية لقصيدة "للدجى فجر..." للشاعر محمد شنوف

للدجى فجر...
محمد شنوف

سَمِعْتُ الْخَيْلَ قَدْ صَهَلَتْ
وَمَا كَلَّتْ تُنَـــــــــــادِيــنَا
لِنَــــرْكَبَهَــــا لِــــفَـجْرِ غَدٍ
لَهُ اشْتَاقَتْ مَغَــــانِـــــينَا
سُيُــــوفُ الْوَعْدِ نَـصْقِلُهَا
وَكَمْ كَثُرَتْ مَجَـــانِـــــيناَ
نَعُـــودُ عَلى العِدَى رَجْماً
لَظَى حُمَمٍ بَرَاكِـــــــــــيناَ
نُذِيـقُ لِسَــــــانَ بَـاطِلِهِمْ
حَمِـــــيمَ الذُّلِ غِسْلِـــيناَ
نَصـيرُ رُعُــودَ عَــــاصِفَةٍ
فَلاَ تُـبْقِي مَجَـــــــــارِينَا
مَتَى يَأتي الخَلَاصُ مَتَى
وَقَد مِتْنَــــا ليُحْيِـــــــيناَ
يَقِـــــــــــيناً لِلدُّجَى فَجْرٌ
مَتَى نَمْحُو دَيَـــاجِـــــيناَ


ـــ تحليل العنوان: للدجى فجـــر
للدجى فجر/ تقدم الخبر "للدجى" وجوبًا على المبتدأ" فجر" لأن الخبر شبه جملة من الجار والمجرور، والمبتدأ نكرة غير مخصصة بالوصف أو الإضافة. عنوان يمكن اعتباره نصا أدبيا مستقلا بنفسه، وينطوي على معنى لكونه خطابا وكعتبة لا يمكن تجاوزها قبل الدخول إلى عالم النص الشعري. فإذا كان القارئ يفهم أثناء مواجهته للعنوان، بأن كل داجية تصيب الليل قد لا تطول، فلا بد لكل ليل يغيب يأتي بعده فجر، ولا فجر يطلع من ليلة إلا بعد أن تستوفي زمنها المحدد لها. فالشاعر راهن على ربط انجلاء الظلمة ببزوغ الفجر، وجعلها تتغيب وهي تلفظ أنفاسها بعد اكتساح النهار للفضاء الذي كانت تسكنه..
فما هي العلاقة بين الدجى والفجر، أو بين الليل والنهار؟ هما كلمتان متضادتان. فاللَّيل يُشير إلى الظلمة، والنهار يُعبّر عن النّور والضياء، وعلى الرغم من هذا التضاد، فإنهما يسيران في نظام دقيق، وهي أول ظاهرة استطاع الإنسان معرفتها وتمييزها منذ أن وُجد على سطح الأرض، وذلك من خلال نظرهِ إلى السماء ومشاهدة شروق وغروب الشمس. فالشاعر لا يصف ظاهرة طبيعية في هذا العنوان، فجيرار جنيت "يعتبر العنوان نصا صغيرا يختزل ويختصر النص الكبير." فالعنوان "للدجى فجر" في هذه القصيدة، هو بنية لغوية يتركب من جملة خبرية ينبغي دراستها تركيبا ودلاليا، للوصول إلى الهدف المقصود من اختيار الشاعر عنوان قصيدته من بين عناوين أخرى محتملة. فهل ينسجم هذا العنوان مع مضمون النص؟ ما هي المرجعية الثقافية والاجتماعية والإديولوجية التي يحيل عليها؟ هل العنوان له تأثير واضح على كل تأويل ممكن للنص؟
يقول أحد النقاد:" إن المكتوب يُـقرأ من عنوانه، فالعنوان هو خلاصة المادة التي يتحدث عنها، ويحرض على الخوض فيها...". فهل يمكن أن نُخضع هذا العنوان "للدجي فجر" إلى التأويل أم إلى التفسير؟ فإذا لجأ القارئ إلى التفسير، فإنه يولد أسئلة تتعلق بظاهرة طبيعية تنتظر أجوبة تفسيرية من قبيل: كيف يحدث الظلام؟ أين يرحل الليل عندما يحل النهار؟ هل الليل يعم الكرة الأرضية كلها،أم يوجد في جزء معين؟ هل تتنقل الظلمة من مكان إلى آخر؟ أسئلة تهدف لفهم ظاهرة الليل والنهار وتعاقبهما في الكون. لكن القارئ يتجه نحو استدعاء المعاني الخفية المضمرة في الصورة المركبة من العنوان "للدجى فجر ". فالليل له بداية، ونهايته تنتهي عندما يحل الفجر، وكما أن الفجر له بداية ونهاية، ولكل منهما زمن محدد. فالقارئ قد لا يقتنع بهذه المعلومة، بل يلجأ إلى استدعاء التأويل للكشف عن معان حديدة، والتي لم يصرح بها الشاعر، مما يحفز القارئ أن يطرح عدة أسئلة ليتمكن فتح كلمة "الدجى" على معاني منزاحة عن معناها الأصلي. فلم تعد تعني الظلمة كمعنى مألوف. فالشاعر واع بأهمية الكلمة الشعرية التي تختلف عن كلمات متداولة، والقارئ يدرك أن كلمة "الدجى" قد تتعدد معانيها لتشمل ظلمة النفس والفكر والذات، وما حل بالحياة الاجتماعية من دُجْــية قاتمة سدت عليه منافذ الأمل والتطلع إلى حياة أفضل. فالظلمة التي عبر عنها الشاعر قد تكون موسعة من حيث المعنى الموجود في عدد من الصور المشابهة لحالة الظلمة، ومختلفة من حيث فضاءات متعددة. فالدجى الموظف في العنوان لا ينطوي على ظلمة واحدة، بل يوحي إلى ظلمات متعددة، منها: ظلمة النفس/ ظلمة البيت/ظلمة المجتمع/ ظلمة الفكر/ ظلمة الرؤية/ ظلمة المحيط/ ظلمة المستقبل.../ فمن الصعب إزاحة ظلمة الحاضر،لأنها تفوق طاقة الإنسان المنطوي على نفسه، المشحون باليأس والإحباط ، وعدم الإقبال على الحياة الحالية. لكن الشاعر يحاول فتح الآفاق في وجه القارئ ليزف له أن فجرا سيأتي بعد الدجى، ويعمل على تبديده، وتحفيز الذات الإنسانية للانتقال من التشاؤم إلى التفاؤل، ويدفعه إلى تلمس التغيير والتحول الأتي لفجر قريب. آنذاك ينتقل الخلق من حالة الضيق النفسي وظلمته إلى حالة أرحب وأوسع تتميز بالنور والضياء. فهل سوف تتحقق أماني الشاعر أم يداري نفسه ليتكيف مع الوضعية؟ فهل يشاركه القارئ في رؤيته للمستقبل الذي يسمح للتاريخ بتشكيل فجر جديد؟ فالشاعر يحس أن انتظاره سيطول لساعات، لأيام وأعوام.. ولكنه مؤمن أن الفرج سيأتي في النهاية لا محالة. كأن الشاعر يعطي للقارئ جرعة أمل، وشعلة نور قد يدركها الجيل القادم.
فالظلمة لم تعد محصورة في الظاهرة الطبيعية، بل يمكن أن تتوسع وتشمل فضاءات متعددة من مناحي الحياة، وفضاءات مكانية وزمانية ونفسية واجتماعية، وهي كلها تتعلق بالإنسان وكل الكائنات الحية. يقول الناقد: حسن عجمي: "بما أنَّ الشِعر فن استدعاء التأويل بينما النثر فن استدعاء التفسير، إذن الشِعر و النثر يختلفان باختلاف التأويل و التفسير رغم أنهما يتحدان في كونهما فنون استخراج المعاني و استنتاجها. فهُما يختلفان في منهجية و كيفية استنتاج المعاني، فالشِعر يطالبنا بمنهجية التأويل، بينما النثر يطالبنا بمنهجية التفسير. لكنهما يتفقان ويتواصلان ويتحدان في كونهما فن الدعوة إلى استنتاج المعاني.( 1)
قد يعتقد قارئ ما أن العنوان يدخل في العناوين المباشرة والتقريرية، فقد يحتاج إلى التأويل أكثر من التفسير،لأنه ينطلق من ظاهرة طبيعية معروفة عند القارئ. وإذا ما سلمنا بذلك، فإن أي قارئ لا بد أن يتساءل ما قيمة هذا العنوان بالنسبة للنص؟ هل الكاتب يخفي دلالة ما أو صورة معينة وراء كلمة "الدجى" التي قد تتحول إلى لغز محير للمتلقي؟ هل يمكن للقارئ أن ينتج دلالات أخرى عبر تفكيك العنوان؟ وهل عمل الشاعر على انسجام عنوان قصيدته بمضمون النص الشعري؟

2 ــ تحليل النص الشعري:
قبل الشروع في تحليل النص الشعري "للدجى فجر"، لا بد أن نشير بأن النص الأدبي سواء كان شعرا أو نثرا لا يمكن أن يكون مؤثرا وفاعلا في المتلقي، إلا إذا نال قراءة أو قراءات للوقوف على أثره المتنوع ضمن عملية القراءة المتواصلة. يقول الناقد "أيزر" "يصدر عن النص تأثير لا يمكن أن يدرس، لا من خلال النص وحده ولا من سلوك القارئ وحده. فالنص فعل كامن تحينه أو تحققه عملية القراءة في كل لحظة".
فالمعاني تتجدد كلما نال النص عددا من القراءات المختلفة، وكلما كان النص غير واضح تسوده الرمزية والإيحاء والتلميح كلما كان ناجحا في إقبال القراء عليه، نظرا للتناغم الحاصل بين النص والقارئ، وكل ما قال النص كل شيء، كلما أحس القارئ بالتهميش والسلبية.
يقول الناقد عبد الكريم شرفي :" إذ أن المعنى يتشكل أثناء إلتقاء النص بالقارئ، ويقوم على الانسجام بينهما، ولكي يحدث هذا التناغم لابدّ للعمل الأدبي الناجح أن لا يكون واضحا كل الوضوح في طريقة عرضه لعناصره، لأنه في هذه الحالة يفقد القارئ اهتمامه، بعد أن يشعر برغبة المؤلف في تحويله إلى شخص سلبي يجد كل ما يبحث عنه جاهزا بعد قراءة النص."(2)
فالنص الأدبي لا ينتهي عند القراءة الأولى، بل كل قراءة له تزيده انفتاحا واتساعا على قبول أسئلة جديدة، وتأويلات وتفسيرات مختلفة للبحث عن المعاني غير الموجودة في النص، وبذلك يكون النص الشعري "للدجى فجر" قابلا لقراءات أخرى.
يقول الشاعر في مطلع قصيدته
أ ـــ سَمِعْتُ الْخَيْلَ قَدْ صَهَلَتْ
وَمَا كَلَّتْ تُنَـــــــــــادِيــنَا/
سَمِعْتُ الْخَيْلَ قَدْ صَهَلَتْ/ فالسماع تم فجأة، ولعل صهيل الخيل كان قويا نقلته الرياح بسرعة إلى أذن الشاعر مما حرك انتباهه، والالتفات إلى ناحية الصهيل، فعمل على تشغيل أذنيه أكثر، واستدعاء عينيه للبحث عن الجهة التي يأتي منها الصهيل. حالة الخيل وهي تصهل دفعت الشاعر نحو ارتباك نفسي، واهتزاز في الجوارح، فصهيل الخيل شغل باله مدة من الزمن، وحرك شعوره. وهي حركة تدخل في صيد الذاكرة، واسترجاع أهمية الخيل في الزمن الماضي، فصهيل الخيل مشاعر الشاعر، فسقط في دوامة التخيل والتصور والتساؤل: هل الخيل رابضة في مكانها، أم آتية نحوه؟هل هي تستعد لشن غارة على العدو؟ هل هي تستعد للغارة على العدو تشبيها بالحروب القديمة؟ هل هي جائعة؟ هل اشتاقت للحركة وإحداث الجلبة على الأرض؟ فالشاعر لم يترك القارئ في حيرة بعدما قال: وَمَا كَلَّتْ تُنَـــــــــــادِيــنَا/فصهيل الخيل يتكرر تباعا، وما فتئت أن تكرره في استرسال كأنه نداء، أو استدعاء، أو إنذار لخطر محدق بالإنسان والمجتمع. فلم تتعب في ترديد صهيلها وإطلاقه كرسالة مشفرة، قد تدعو للحيطة والحذر من اعتراضها أو الوقوف في وجهها. هناك مسافة مكانية بين صهيل الخيل ووجود الشاعر في مكان ما، وما دام الصهيل قد انتقل إلى أذن السامع فإنها ترسل إشارة دالة على الاستغاثة وطلب النجدة. فصهيل الخيل ليس خطابا للفرد، وإنما هو خطاب لجماعة غير محددة الأفراد، وبذلك يكون النداء موجها لعامة الناس. أناس تخلوا عن قيمة الخيل التي كانت لها في حياة الإنسان الأول. فالخيل أحست بالإهمال في ظل تطور حضارة الإنسان الجديدة، بعدما أصبحت مقصورة على الزينة واللهو والتسلية كتجارة مربحة. فهل كان الشاعر يدرك بسماعه حقيقة صهيل الخيل؟ هل كان يتخيل مستحضرا الماضي؟ هل استرجع حقبة تاريخية سكنت نفسه وفكره؟ ألا يمكن أن يكون الشاعر يقارن بين تاريخ منير ولى، وتاريخ مظلم يجثو على أنفاس الحاضر؟ ألا يشير ضمنيا لسلبيات الآلات الحربية المتطورة التي سقطت بين يدي البشر في العصر الحالي؟ إنه الاشتياق للعودة إلى الحياة البدائية التي كانت مفعمة بالسعادة وراحة البال، بعيدا عن تعقيدات حياة خلقها الإنسان بعلمه وتقدمه الحضاري. فما صهيل الخيل إلا هو صهيل الإنسان المعاصر الذي يعيش حياة داجية. فهو يصرخ، ويصهل من أجل الحرية والانعتاق، وتوليد حياة تضمن الأمن والسلم لكل الناس.
ب ـــ لِنَــــرْكَبَهَــــا لِــــفَـجْرِ غَدٍ
لَهُ اشْتَاقَتْ مَغَــــانِـــــينَا/ لم تكن هذه الخيل تصهل بسبب الجوع والعطش، وإنما تحث أهلها على ركوبها والانطلاق للبحث عن فجر متجدد، فجر يأتي بالمسرات والأفراح والعيش الكريم للخروج من أزمة العتمة التي طالت وهي جاثمة على النفوس، دجى مدد عباءته عل كل مناحي الحياة، وما من سبيل لتمزيق هذه الظلمة إلا بفجر يشرق على غد متغير يعود بنا إلى مغانينا التي بقيت كرمز، كمتخيل، كصورة في أذهاننا، كتاريخ مشرق. فالمغاني التي كانت مأهولة بسكانها، تكاد تصبح منسية، بل داخلة في بطن التاريخ القديم، فلم تعد كما كانت من قبل من نبل وشجاعة، من عادات وتقاليد جميلة، فما بقي في هذه الحياة العصرية شيئا إلا هذه الحياة المظلمة، حياة جاءت بالنكبات والفواجع، فما بقي شيء يشدنا إليها.. غاب الاعتزاز بالنفس، ضاعت الكرامة، وفقد الإنسان بلده وأصله، وعاد غريبا وهو في بلده. لقد كثر ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فسدَت الأخلاق، وتلاشت العادات الحسنة، فحلت محلها عادات مستوردة، فبقي الإنسان العصري لا يعرف نفسه، وغير قادر على الاحتفاظ بكرامته. فأين نحن من المغاني التي كانت لأجدادنا؟ فأين نحن من فجر تاريخي تولد من الدجى وهو يحمل معه نورا يعم النفوس والقلوب وكل مناحي الحياة. فرق كبير بين مغاني الأمس الأصيلة، ومغان مشوهة صنعت على يد الإنسان المعاصر.
فالشاعر يحن ويشتاق لحقبة زمنية، وحياة هادئة بعيدا عن التعقيد والتكلف والصراعات العبثية. كأنه يوجه تحذيرا للإنسان المعاصر ليشعره أنه فرط في مكتسبات قيمة، دينية وأخلاقية واجتماعية وإنسانية، ومن تم سوف يعيش دوما في الظلمة. فكأن الشاعر يلتقي مع الشاعر شارل بودلير عندما نشر ديوانه الشهير “أزهار الشر”، مدفوعا بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبرى مثل باريس. فكلاهما يشيران إلى أن هذه الحضارة رغم إيجابياتها على الإنسان المعاصر هي شر عليه. لكن الشاعر محمد شنوف لم يحصر تناقضات الحياة اليومية في مدينته، بل وسع رؤيته نحو عالم جديد يعيش في تناقضات شائكة بين الماضي والحاضر.
ج ــــ سُيُــــوفُ الْوَعْدِ نَـصْقِلُهَا
وَكَمْ كَثُرَتْ مَجَـــانِـــــيناَ/ الشاعر يلمح إلى فترة ذهبية في تاريخ العرب، دون أن يصرح بذلك، ولكنه رمز إليها ب "سيوف الوعد". فما المقصود بكلمة "الوعد"؟ فالشاعر على بينة من استعمال لغته في القول والنظم، فلم يستعمل كلمة "الوعيد" أو "الإيعاد". فالوعد قد يستعمل في الخير والشر. يُقال وَعَد يَعِدُ بالكسر وَعْدًا. قال الفرَّاء: يُقال وَعَدْتُهُ خيرا ووعدته شرا فإذا أَسْقطوا الخير والشر، قالوا في الخير الوَعْدُ والعِدَةُ وفي الشر: الإيعَادُ و الوَعِيدُ."
فالشاعر يقصد الخير، لما قال:"سيوف الوعد " ولم يقل "سيوف الوعيد"،لأن تلك السيوف استعملت في نشر التعاليم الدينية، ونشر الدعوة الإسلامية لما تحمله من فضائل عظيمة على البشرية جمعاء، وأن الله تعالى وعد من آمن بالله ورسله وعمل صالحا بالجنة. فالشاعر يرد ضمنيا على أولئك الذين يلصقون التهمة بالدين الإسلامي، ويتقولون بأن الأوائل نشروا الدين ب "سيوف الوعيد" التي ترمز إلى التهديد والترهيب والتخويف، فهو يفند ما يروجه الحاقدون والجاهلون بأن الذين الإسلامي هو دين إرهاب.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"(4)
سُيُــــوفُ الْوَعْدِ نَـصْقِلُهَا/ فكلمة" نصقلها" محملة بدلالات مضمرة تتجاوز المعنى الكامن في تلميع السيوف وجعلها قاطعة، بل تنزاح عن معناها الحقيقي فتدل على صقل القلوب والنفوس والعقول من صدأ الشرك والكفر والإلحاد لتصبح نقية وطاهرة، ثابتة على الإيمان بالله وحده... برمزية عالية استعمل الشاعر مقارنة بين الأمس واليوم، بين زمن جميل ولى، حيث كان التعقل هو تاج الرؤوس الآدمية. لكن اليوم، أصبح يعج بالمجانين والمستهترين بالقيم الإنسانية، شعارهم هو القتل والتدمير، واستعباد الشعوب بصناعة معدات فتاكة كفيلة أن تدمر الحجر والبشر بلمسة زر. فمجانين العصر كثر، وهم يتكاثرون عبر الأزمان الآتية لإلحاق ضرر كبير بالكون كله، يقودهم في ذلك الطمع والاستغلال، والاستحواذ على خيرات الأرض ليعيشوا وحدهم دون غيرهم.
د ــــ نَعُـــودُ عَلى العِدَى رَجْماً
لَظَى حُمَمٍ بَرَاكِـــــــــــيناَ/ فالفعل"نعود" يؤكد على الاعتداد بالذات، واستغلال عقولنا للاستعداد على مواجهة هؤلاء المجانين، بالتدبير المحكم، والقوة الممكنة بعدما أظهروا عداءهم المقيت إلينا. للشاعر غيرة كبيرة انسلت من قلبه كبوح، كانفجار داخلي ممتلئ بالألم والتحسر، لِما آلت إليه مغاني أهله وإخوته الأشقاء من تمزيق وتفكيك على يد أعداء غرباء، أتوا من بعيد يحملون في قلوبهم عداء كبيرا لإضعاف الأمة العربية والإسلامية. فما من سبيل لذلك، إلا بالوقوف في وجههم بأبسط الوسائل بالرجم والحجارة، وغيرها من الأسلحة الحديثة حتى تنبعث من الأرض براكين تتصاعد منها حمم مشتعلة وحارقة حتى تعود الأمور إلى نصابها، وإعادة الحياة للمغاني التي دمرت على يد العِدى، فهم قوم عادون، فلا مودة بيننا وبينهم.. قال تعالى في كتابه العزيز: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"(5)
ه ـــ نُذِيـقُ لِسَــــــانَ بَـاطِلِهِمْ
حَمِـــــيمَ الذُّلِ غِسْلِـــيناَ/الشاعر يتدرج في خلق صور متعددة لمواجهة العدى، والتي تجلت في صقل السيوف/ الرجم/ توليد حمم البراكين/ جعل ألسنتهم تتذوق المهانة والإذلال/ والرد بقوة على الأباطيل التي حاكوها عن قصد لزعزعة قلوب الناس، والتشكيك في إيمانهم ودينهم وأخلاقهم، والحط من قيمة المسلم أين ما كان، على اعتبار أنه إرهابي يخوف الناس، ومن تم يجب محاربته عسكريا وإعلاميا، وإخفاء حقائق كثيرة، والعمل على تحريفها وتشويهها، ونعت المتدين بالدين الإسلامي بالإرهابي..
استعار الشاعر كلمة "غسلين" من القرآن الكريم من أجل تقوية فكرته، وتعزيز لغته، دلالة أنه لا ينطق عن الهوى، فهم يستحقون أن يكونوا من أهل النار، تشوى وجوههم بالحميم، ويسيل من جلودهم قيحا عندما يتناولون طعاما من غسلين. يقول الله تعالى: "فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ. وَلاَ طَعَامٌ إلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ. لاَ يَأْكُلُهُ إلاَّ الْخَاطِئُونَ"(6)
و ـــ نَصـيرُ رُعُــودَ عَــــاصِفَةٍ
فَلاَ تُـبْقِي مَجَـــــــــارِينَا/ حاول الشاعر جمع كل الردود المحتملة على العدو، ردود تجلت في قاموس لغوي خاص بالشاعر، يحمل في طياته الرد العنيف والمهلك الذي يؤدي إلى الفناء، فقد اعترته ثورة غضب وقلق، فاختار لغة تصويرية للفواجع التي سوف تلحق العدو كأنه يتمنى أن يسلط الله على العِدى/السيوف المصقولة/ الرجم/ اللظى/ الحميم/ الغسلين/ الرعود /العواصف/ كأنه يعيد صورة الأوائل الذين كانوا يعتمدون على سيوفهم المصقولة، مع التسلح بالإيمان القوي، والاستعانة بالله، وقد بلغ الغضب بالشاعر أشده فقال: /فلا تبقي مجارينا/ فهو لا يدعو بالهلاك للناس، وإنما يقصد بذلك التضحية والاستشهاد في نصر الإسلام وإعلاء كلمة الحق، ونشر الفضيلة والإنسانية بين عامة الناس.
ز ـــ مَتَى يَأتي الخَلَاصُ مَتَى
وَقَد مِتْنَــــا ليُحْيِـــــــيناَ/ من خلال هذا البيت الشعري يستشف القارئ أن الشاعر تحلى بالهدوء والرزانة، بعدما تعب في تعداد أنواع العذاب الممكنة التي سوف تلاحق العدو، فتساءل وقال: "متى يأتي الخلاص متى". فالسؤال ليس موجها لنفسه، وإنما هو موجه إلى من يحس بضيقه وحزنه وأسفه الشديد، لما تحولت حياته إلى ذل وإهانة من عدو غريب أفسد الفكر والنفس، وحرف الأخلاق وتعاليم الدين، وهاجم البلدان البريئة، فخلق فتنة يكتوي بها الناس في كل بلد عربي.
رسم الشاعر صورة مشحونة بالغضب الحاد، فكرر أداة الاستفهام مرتين، وهو سؤال يمكن أن يجري على لسان كل إنسان غيور على بلده ووطنه:" متى يأتي الخلاص". فهو غير واثق من تحديد زمن الخلاص، وغير واثق من حدوثه. فالشاعر لا ينتظر الجواب على السؤال، بل يبقى متعلقا بتأويل القارئ ليبحث عن جواب مقنع. هل الخلاص سيبقى معلقا في أرقاب الأجيال القادمة؟ هل الله سوف يهلك القوم الظالمين بقدرته؟هل سوف تتغير العقول والأفكار وتستطيع أن تفرق بين الحق والباطل؟ هل الجيل القادم يستطيع أن ينفلت من الرقابة ليتسلح بأسلحة تفوق أسلحة العدو؟ هل الشاعر على حق فيما يقول؟
فالشاعر يعترف أن حياته في ظل الاعتداء المتكرر على بلده وأمته، حالة العيش هذه لا تساعده على البقاء لينعم بالأمن والطمأنينة. فبعدما أحس أنه فقد الأمل، أحاطت به ظلمة عصر الشر من كل الجهات قال: وَقَد مِتْنَــــا ليُحْيِـــــــيناَ/.
ن ـــ يَقِـــــــــــيناً لِلدُّجَى فَجْرٌ
مَتَى نَمْحُو دَيَـــاجِـــــيناَ/حاول الشاعر أن يعبر عن المأساة التي لحقت بحياته، مأساة خلقت له قلقا وخوفا ورعبا مما يحدث من انتهاكات صارخة لكرامته وشرفه وحريته، فهو لا يدافع عن نفسه، ولكنه يدافع عن الإنسانية التي ماتت على أيدي المجانين الذين تكاثروا في العصر الحاضر. فلما أخذ منه الانفجار ما أخذ، واعتصر الكلمات وهي تحترق على لسانه، شرع بإفراغ شحنة قلقه وغضبه بالبوح والتعبير. تارة يلمح، وأخرى يصرح، داعيا بالويل والثبور لأعداء الإنسانية، الذين يزرعون الفتن في كل البلدان من أجل إذلالهم واستعمارهم عسكريا واقتصاديا. وفي نهاية القصيد سلم القضية لاعتقاد لا شك فيه، وهو أن "للدجى فجر" سنة الله في خلقه فقال: يَقِـــــــــــيناً لِلدُّجَى فَجْرٌ/ مَتَى نَمْحُو دَيَـــاجِـــــيناَ/ للشاعر حدس مغلف باليقين أن الدجى سوف ينجلي، ويأتي بعده فجر ينير طريقنا، ويحفزنا أن نتحمل المسؤولية في إعادة الحياة إلى طبيعتها الأولى، فالدياجي التي أغرقنا فيها العدو هي ناتجة عن تهاوننا، ومساعدة بعض الأطراف للعدو على تتبع خطواتنا، وتدمير مغانينا. كما سعى لتكبيل تقدمنا بإغراقنا في ظلمات الفتن، فمن الصعب محو الدياجي التي حلت بنا قسرا..

3 ـــ لغة النص الشعري
يقول شكري الماضي:" يتّصل الأدب اتصالًا وثيقًا باللغة؛ لأنّه تشكيل لُغويّ؛ إذ يستخدمُ الأديب اللغةَ بوصفِها أداة للتعبير عمّا يريد في نصه الأدبي سواء أكان شعرًا أم نثرًا، ويتميّز الأدب بأسلوبه التصويري والإيحائي الذي يكسبه طاقة تأثير عالية، فهو يجسد رؤية فنية متكاملة للحياة أو العالم، وبذلك يقدم حقيقة جديدة أو مجموعة من الحقائق للمتلقي بأسلوب غير مباشر، فاللغة الأدبية تختلف عن اللغة التي يهدف من خلالها المتكلم إلى التواصل مع الناس."(7)
فالشاعر محمد شنوف يتميز برهافة الحس، ويسعى إلى تجاوز اللغة المألوفة، فرغم استعماله لكلمات قرآنية، فإنه لا يستعملها استعمالا عاديا، بل يخلق للكلمات والألفاظ والتراكيب أوضاعا جديدة، تتوسع عندها المعاني إلى دلالات إيحائية إبداعية، تتناسق مع خيال الشاعر الخلاق والخصب، منها:/ لظى/حمم/ براكين/ حميم/ غسلين/رعود/ عاصفة/. وهي ألفاظ غنية أخرجها من المألوف، فولد منها صور قاسية تعبر عن شعوره وإحساسه، وما تشعر به نفسه من خطر محدق بأهله وأمته. لقد طال الدجى الجاثم على النفوس في العصر الحالي، فأحس الشاعر بالضياع، لذلك حشد لغة تتساوق مع نفسيته القلقة، المستعدة للانفجار، وشحن النفوس على التمرد لاسترداد كل المغاني التي ضاعت منهم.. لغة تعبر عن انفجار محتمل، عسى أن تنسل العتمة في هدوء لتترك المكان لفجر يجدد دماء الحياة.
لغة الشاعر صادمة تحفز القارئ أن يبقى مشدودا إلى الكلمات المستعملة في النص، فالشاعر يخاطب قارئا فاعلا، دافعا إياه إلى التناغم مع النص الأدبي، لكي يفسر ويؤول، ويبحث عن المعاني المغيبة في النص. تقول خراجي سعاد" ولأن المعنى هو الذي يمنح النص قيمته، فإن إيزر يؤكد على دور المتلقي المتميز في عملية القراءة وقيمته التي لا غنى عنه في عملية الإيصال «لأن النص المبدئي في ذاته والذي لم تمسسه يد القارئ لا يدخل مجال البحث»(
😎


4 ـــ الرؤيا الشعرية
فالرؤيا الشعرية عند محمد شنوف هي رؤية شاملة، فهو لا يجزئ نظرته للعالم، رغم أنه استعمل ضمير الجماعة "نا"، فيمكن لضمير "نا" أن يشمل نفسه، وأهله، وبلده، والأمة العربية والإسلامية، وأمم كثيرة في العالم تحطمت مغانيها، فعاشت في ظلمة حالكة يصعب إزاحتها. وبذلك يكون الشاعر مخاطبا كل إنسان يعيش على وجه الأرض،لأن هناك إنسانية مشتركة تجمع بين كل الناس.

5 ـــ الإيقاع الشعري في النص
بنى الشاعر قصيدته الشعرية على قافية ترتكز على حرف "النون"، يتكرر في نهاية الأبيات الشعرية، وقد أجمع النقاد على تعريف جامع وموسع للقافية فقال أحدهم:" والحقيقة في علم العروض أنها مجموعة الأحرف التي تبدأ من آخر ساكن في القصيدة حتى أول متحرك قبل الساكن الذي يليه." وإذا تأملنا مطلع القصيدة الذي يقول:
سَمِعْتُ الْخَيْلَ قَدْ صَهَلَتْ
وَمَا كَلَّتْ تُنَـــــــــــادِيــنَا
فأخر ساكن في كلمة "تنادينا هو "الياء". وأول متحرك قبل الساكن الذي يليه هو"النون" بعد "التاء". وبذلك تكون القافية هي" نادينا". أما روي القصيدة فهو حرف "النون" عملا بالقول التالي:" أما الحرف الذي تبنى عليه القصيدة فاسم" الروى" . ولا يكون الحرف الأخير من البيت بالضرورة، وسمى روياً لأنه مأخوذ من الروية وهى الفكرة."
فكلما تفاعل القارئ مع الأبيات الشعرية للقصيدة يجدها تتسم بالقلق الفائض عن النفس، والغيرة المؤثرة على الفكر، لذلك سارع الشاعر إلى التذكير والتنبيه، والتحذير دون أن يتخذ مكان الإمام الواعظ أو المرشد، بل غذى حالته النفسية الحائرة والمرتبكة بالتلميح والرمزية التي تكتفي بالإيحاء النفسي والتصوير المتخيل، لتحفيز القارئ على التواصل مع الشاعر بقلبه وشعوره ومشاركته في مأساة قد تغيب عن القارئ ، وعن الكثير من الناس.
لقد اختار الشاعر لقصيدته إيقاعا حزينا يتسم بالغموض أحيانا، والإبهام أحيانا أخرى، وهو ما رفع من جمالية الغنائية في القصيدة. إيقاع سهل وخفيف في النطق لما يتضمن من حروف لها مخارج في متناول القراء والملحنين. إيقاع ينسجم مع حالة الشاعر النفسية التي تريد أن تقول، تعبر وتبوح، وتعاتب التاريخ المتحول، والزمن المتقلب من مجد إلى ذل . مأساة تاريخية منتزعة من الواقع المزري في ظل حياة متغيرة ومقلوبة. وما أجمل أن تغنى قصائد الحزن والتأسي، لأنها تمس شغاف قلب القارئ، وتهز أذن السامع ، فتدعوه إلى التفاعل والانسياق التام حتى ينسى نفسه.
عمل الشاعر على وصل الروي "النون" بحرف مد ينشأ نتيجة إشباع حركة حرف الرويّ، وهو إشباع يمس الناحية الصوتية الداخلية كتنفيس عن الذات، وجعل القافية تترك زمنا للاستراحة واسترجاع النفس قبل أن ينقطع عن الامتداد، تشخيص للحالة المتأزمة مع تبيان حجم مأساة الظلمة التي تسلطت على الأنفس من غرباء مسهم جنون التدمير والقتل والتشريد.

6 ـــ الصورة الشعرية
لقد عمل الشاعر على إنشاء صور تعبر عن الإحساس والشعور، صور تدفع القارئ للتفاعل معها، فالقصيدة لا تخلو من لغة شعرية تستند على المحسنات البلاغية كالمجاز والتشبيه لخلخلة نفسية المتلقي، وجعله يبادل الشاعر في إحساسه وشعوره. ومن بين الصور الجميلة التي أثارت انتباهي رغم قصر القصيدة /سيوف الوعد/ نذيق لسان باطلهم/ حميم الذل/ وَمَا كَلَّتْ تُنَـــــــــــادِيــنَا/ لِنَــــرْكَبَهَــــا لِــــفَـجْرِ غَدٍ/ لَهُ اشْتَاقَتْ مَغَــــانِـــــينَا/ فالحميم نسب للذل، والنداء نسب كذلك للخيل، فالخيل لا تتكلم، ولا تعرف أن صاحبها يقصد فجر الغد، فما تعودت عليه هو الانتقال بصاحبها من مكان إلى آخر. فقد استعملت الألفاظ في غير ما وضعت لها، بل خرجت عن معناها الأصلي، فانزاحت إلى معنى أخر يشكل صورة جميلة غير مألوفة في الكلام العادي، وبذلك يحفز القارئ المتلقي بالتفاعل مع الصور المولدة من اللغة، ويشارك الشاعر خياله وتصوره.

وختاما
قد يبدو أن الشاعر محمد شنوف وُجد في التموضع الغريب والبعيد في الزمان والمكان، فحاول في قصيدته "للدجى فجر" أن يعيد تشكيل صورة الماضي، وتأليف مقومات عيش جديد على مقياس ما كان في التاريخ الذي ولى، مع أنه يدرك جيدا أنه كان يوجد تحت رحمة اللاشعور الذي فتح له باب التخيل والتصور لعالم أفضل، مع أن الانزلاق نحو إعادة الماضي يشكل منعطفا صعبا. فجاءت قصيدة "للدجى فجر" مشاكسِة تختلط فيها الرموز بالأحلام والمتمنيات، رموز تمثل أكثر من معنى، فجعل الكلمات تتزاحم في وعاء لغوي لا نهائي، وتوظيف "الكلمة العذراء" التي لم تلتق مع كلمة أخرى في تعبير ما. إنه التجديد في اللغة، وإعطاء الكلمة قيمتها حتى تبقى فتية وتزداد نموا، ومشبعة بعدة معاني لتبدو أكثر من نفسها.
يقول الناقد شكري عياد، "فالكلمة في الشعر أكثر قيمة من تلك في نصوص اللغة العامة، وليس بعيدا أن نلاحظ أنه كلما كان النص أكثر أناقة وصقلا، كانت الكلمة الشعرية أكثر قيمة، وكانت دلالتها أرحب وأوسع."(9)




المراجع
1 ـــ الشِعر فن استدعاء التأويل/حسن عجمي/ الحوار المتمدن عدد:6111/بتاريخ 11/1/2019/المحور الأدب والفن
2 ــــ عبد الكريم شرفي: من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة (دراسة تحليلية نقدية في النظريات الغربية الحديثة)، منشورات الاختلاف، الجزائر العاصمة، الجزائر، ط1، 2007، ص181.
3 ـــ معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
4 ـــ سورة الفتح/ آية 29
5 ــ سورة الأنفال/ آية /60
6 ـــ شكري سورة الحاقة/آية 35
7 ـــ الماضي (2011)، مقاييس الأدب: مقالات في النقد الحديث والمعاصر (الطبعة الأولى)، دبي: دار العالم العربي للنشر والتوزيع، صفحة 35. بتصرّف.
8 ـــ خراجي سعاد ./ مبادئ التلقي لدى فولفغانغ إيزر
9 ــــ شكري عياد/أزمة الشعر المعاصر /ص:136أصدقاء الكتاب/القاهرة /1988

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى