أمل الشربيني - الوَقتُ لَم يَمرْ مِن هُنا.. شعر

قُلْ لِي!
مَنْ فِي غَابَاتِ القَلبِ الأَسوَدِ مَنفِيٌ مِثلِي؟
مَن قَايَضَ شَمسًا بِالنَجمِ الآفِلِ فِي لَيلِكَ قَبلِي؟
مَن ظَنَّ عُيونَكَ وَاحَةَ نَخْلٍ تُثمِرُ للمَارِّ بِقيِعِكْ
أو تؤوي أَبنَاءَ السُّبُلِ؟
****
فِي ظُلمَةِ أَورِدَتِكْ،
أَنْوَيتُ بِلَا مَقْصَدْ
أَتَبَيَّنُ دَربِي بَينَ مُهُودِ الذِّكرَى وَلُحُودِ الوَصْلِ،
فَأَسِيرُ عَلَى حَافَةِ ظَنِّي المُنهَكْ
مِنْ أَقصَى الحُلمِ لِأَدنَى أَطرَافِ الوَعدِ المُتَبلِّدْ
لَا أَخشَى أَنْ يُسقِطَنِي سَهمُ الخَوفِ المُتَرَصِّدِ
فَوقَ النَّصلِ المُستَلِّ
*****
قُلْ لِي!
هَل يَأتي الوَقتُ لِتخلَعَ عَنْكَ قِناعَ الصَّفحِ المُبتَذلِ؟
فأنا جَاوزتُ بإيمَانِي حَدَّ الإتقانِ المُفتَعَلِ
فِي ثَورَةِ أَحْقَادِكْ،
ولَّيتُ، فَلَا مَهرَبْ
أَغرَانِي المَوتُ،
فَطَاوَعَنِي جَسَدِي، وَأَبَى ظِلِّي
حَاوَلتُ قِراءَةَ شَفرَةِ عَينيكَ الصَّمَاءِ،
شِفاهِكَ،
والسُمِّ المَسفوحِ،
الحِضنِ الخِنجَرِ فِي الأَنفَاسِ،
ورَائِحةِ الغَدرِ المُنسَلِّ
******
وَمَدَدتُ حنينيَ جِسرًا فَوقَ المَوجِ الهَادِرِ فِي صَدْرِكْ،
وَعَبَرتُ سُهُولَ الحُزنِ إلَى أَرضِ النِّقمَةِ،
كَي أَنبُشَ بُركَانَ النِسيَانِ وَأَجتَثَّ جُذُورَ الغِلِّ
لَكِنِّي حِينَ حَمَلتُ مَتَاعَ ذُنُوبِي المُهتَرِئَةْ
وَمَضَيتُ تُجَاهَ الضَّوءِ لأَبحَثَ عَنْ مَخْرَجْ،
سَحَبَتنِي قُضبَانُ الأسوَارِ لِتَخنُقَنِي بِيَدِ الظِّلِّ
*******
كَالبَرِق، أُطَارِدُ فِي صَوتِي الرَّجَفةْ
لَا شَىءَ وَرَائِيَ يَدفَعُنِي،
لَاَ شَىءَ أَمَامِيَ يَجذِبُنِي،
لَا مَلَجأَ
- غيرَ مَضَلَّةِ عِشقِكَ-
لِي
فِي هَذَا الوَطنِ المُحتلِّ

أمل الشربيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى