أدب ساخر د. أبوزيد بيومي - الإدارة العامة لتركيب الذيول

لا تتوقف أهميه ذيل الكلب في أنه يحمل دلالة الاعوجاج حيث أنه ـ بحسب التعبير الشعبي (عمره ما يتعدل)، ولكن كما يذكر بعض المتخصصين في علم الكلاب أنّ لذيل الكلب لغةً لا يفهمها إلا من قام بتربية الكلاب أو خالطها. فالكلب عندما يطوي ذيله ـ كما يذكر هؤلاء المتخصصون ـ فهي دلالة على الخوف، وعندما يرفعه فهي دلالة على الاستعداد للهجوم. وعندما يكون وضع الذيل بين بين فهي دلالة على الترقب... وهكذا فإن لكل حركة دلالة، ولكل وضع لغة.
ولا يختلف الأمر كثيرا عند البعض من بني الإنسان. فإن كان الله تعالى قد كرّم الإنسان ورفعه فوق سائر المخلوقات، إلا أن فريقاً من الناس أبَى إلا أن ينسلخ من هذا التكريم لينضم إلى عالم الحيوان ـ ولا سيما الكلاب.
وهكذا، فإن بعض الجهات ممن تتعهد هذه الكلاب البشرية بالتربية في حظائر الولاء، تقوم بإعداد وتجهيز عدد من الذيول، لتركيبها فور نجاح كلابها في مرحلة الإعداد. ولا يتوقف هذا النجاح على مجرد بعض الأوراق المطلوبة ـ صحيحةً كانت أم مضروبة ـ ولكن تكون علامة النجاح الفارقة هي ظهور ذَنَبٍ أعلى مؤخرة الكلب في نهاية كل مرحلة ( والذَنَب بفتح الذال والنون ،هو الذيل الصغير). حيث تقوم الإدارة المنوطة بالاختيار، بفحص مؤخرة الكلب فإن وجدت هذا الذَنَبَ في الموضع المذكور، قامت على الفور باختيار الذيل المناسب للكلب المناسب في المكان المناسب. وكلما أرادت هذه الإدارات ترقية كلابها زادت من حجم ذيولها، تبعا لنجاح كل كلب في إثبات (كلوبيّـته). فيطمئن سائر الكلاب أن الاختيار جاء وفقا لمعايير النزاهة والعدالة. فمن لا ذيل له، لا مكان له في عالم تحكمه الكلاب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى