حاتم عبدالهادي السيد - سأرعى الإبل قي صحراء الحقيقة، وأكتب لمصر قصيدة الحب الخالدة

رفضت بالأمس عرضاً للكتابة النقدية واالتنظير للثقافة الإستشراقيةن لدي مؤسسة ثقافية أجنبية كبرى بملبغ 5 آلاف دولاراً في الشهر علي ألا أكتب ولا أنشر إلا كما يرون هم .. قلت : أوافق، لكن بشرط : أن أكتب وأنشر عن المصريين في مصر،علي الأقل، وقلت : لا خير في كاتب لا يكتب عن وطنه ، وبلاده وأبناء وطنه ... إلا مصر ياسادة ، إلا مصر .. ورفضت العرض والسفر وظللت أردد :
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام
وقد يقول قائل : كيف ترفض عرضاً مثل هذا، لابد أنك لست في وعيك ؟وماذا أعطالك ،و سيعطيك الوطن ؟ .
قلت : أعطاني الوطن حروفه،حبه المندغم في قلبي، ونوره الذي اختلط بالدماء، فأصبحت أعيش باليقين، وأتذوق رطب حلاوته الشهيِّ، وألبس بُردته النورانية وأسير مفاخراً وأقول : أنا مصري فهل أحد يطاولني ، وهل أحد في شموخي ؟ لقد منحني الوطن صك الفخار، وأحاطني بمحبة لا يبددها أي شيء ومنحني شموخ النخيل :الكرامة والعزة، فمن يطاولني في الصباح ووقت الأصيل ؟! .
أقول ذلك لكل من لا يدرك هويته، وقيمة معنى الوطن،فمصر حاضرة فينا، وهي وطن يسكننا، لها شوارع في قلوبنا عنوانها المحبة، ومتنزهات داخل أرواحنا تنبض بالحنان والدفء ،وقلت : لن أهرول من أجل اغراء المال ، ولن أهاجر لأكتب عن المركزيات الأوروبية ، والثقافات المابعد فرانكفونية، والمابهد جداثية ، بل سأجلس قوق جبال سيناء ، أرعي الإبل قي صجراء الحقيقة،وأشعل الحطب في الليل لأسهر مع الوطن والتراث والناقة العاشقة، سأكتب له سيمفونية الحب، فهذا ترابنا الوطني أولى بنا، وذاك تراثنا العربي يحتاج إلي تأصيل، وتلك ثقافتنا المابعد حداثوبة العربية تحتاج إلى من يأخذ بيديها نحو نور اليقين والبرهان.. لن أتركك ياوطني من أجل حفنة دولارات، فترابك الوطني لا يقدر بمال، ولتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

حاتم عبدالهادي السيد
مصر - شمال سيناء - العريش

1634815217289.png



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى