البروفيسورة إشبيليا الجبوري - الترجمة إعادة هندسة إرادة الأختيار 2 ـ 3 - ترجمة عن اليابانية أكد الجبوري

....تابع 3/2


ـ بين تصاميم إنتاج الثقافة ورمزية استدلال الهيمنة؛
اما عن السؤال: كيف طورت التصورات للترجمة التي تختلف في بعض أعتباراتها عن التفسيرات النظرية للأفهوم؟٬ وهل حافظت على العناصر الرئيسية المألوفة والشائعة؛ في تحليلات منهجية إعادة الانتاج الثقافي؛ من خلال الممارسة للسياق التنظيمي المعرفي٬ ولماذا؟

تطورت التصورات عن طبيعة أعتباراتها عن تلك التفسيرات السابقة في محتواها والمشار إليها سابقا٬ الا انها حافظت على بقاء العناصر الرئيسية في التوجهات المألوفة والشائعة في تحليلات إنتاج الثقافة. على أنها حزمة من الأفكار التي تشوه وتحرف الوعي الثقافي ـ الاجتماعي بشأن تواصل أنسجامها داخل شبكة العلاقات الإنسانية. هذا التقبيح والإنحراف للوعي الثقافي دائما ما يشغل واقعا اجتماعيا معينا. تموضع الترجمة نصابها الطبقي ـ الإجتماعي التي تتحكم في وسائل الإنتاج الثقافي٬ وهي أيضا ـ كما يشار إليها ـ التي تتحكم في فوائض قيمه وقنوات توزيعاته الفكرية. ولذلك٬ فأن الترجمة تحصيل حاصل نقل أخبار الأفكار السائدة في نشاط منظومة أجتماعية ما٬ وبالضرورة تعزيز الأيديولوجيا الحاكمة. أنتهى هذا التصور بكشف مخارج من هذا؛ إلى أن الترجمات تمثل نقل أدبيات لسان أنشطة أعضائها٬ أفكارها السائدة داخل المنظومة الأجتماعية٬ وهي نتاج متخيل علاقاتهم كأفراد٬ تعبر عن ما يخص ذهنية ونفسية وجودهم الواقعي داخل مجتمع ما.

من استخلاص التصور الذي قدم في نموذجه عن الترجمة٬ وعن أواصر الغايات حفظ بقاء قوة عناصر دوافعها٬ يعرض الحق "المطلق" لتسلط السلطة٬ بالعناية والأختيار لنشاط الترجمة٬ وما يتطلب أن تقدمه من العلاقات الثقافية "الأدبيات" تترجم توجه الولاء بين المتلقي٬ المثقف الحاكمية للسلطة٬ التي بدورها قد تقيم٬ وتقييم٬ وتنمي الوعي "المطلوب" نشره وتقبل تلقيه٬ وأنها ـ أي الترجمة ـ لا صلة لها بالتطور الثقافي الأجتماعي٬ ولا بآليات وقائعه التاريخية للعلاقات المعرفية الطبقية٬ ولا بمشكلات المنظومات الصناعية والسياسية وتشكيلات ارتباطات شبكاتها المتغيرة المعقدة.

هناك رأي٬ يحمل تصورات عن الترجمة بكرت في دلالاتها "الايديولوجية"وحكيت فيها بينة٬ فيمن فتحها٬ حيال رجاجة تموضعها٬ ومحى العجاج من اصطفائها؛ إن لها نكهة مخالفة تماما ومميزة٬ وهي نقل الطبيعة ـالشيءـ مهزولة٬ سطحيتها لا تعبر عن أصالتها الحقيقية ونبع عمق أهدافها٬ تدليس الدقة الحاملة لثقافة حركة الشعوب وتاريخها المتحرك٬ لا لنقلها حرفية النص الظاهري فقط٬ بل مهازيل نقلها غبار الأخبار ظاهرها خواء معنى٬ أو تناول قيد أدبيات جريانها تتلف وعي متلقيها٬ معنية تليفه وتجريفه. السلطة المتهورة دوما تقدم من خلال الترجمات ما يجسد الايديولوجيا التي تتبناها٬ وتخفي لمريديها ضمهم وعيا مزيفا٬ وتقدم رؤية على أن دون ذلك نهاية لحركة التاريخ والقانون المطلق. ما يجعلها تضفي للمتلقي إشارة٬ إن إعادة ثقافة ترجماتها غير منتجة ولا معطاة بينة ووضوح لتفسيرها إضافة قيمة عطاءا٬ تدفع الآخر المتلقي لأستقبال ترجماتها وتقبلها.

إلا أن هناك رأيا يخالف٬ يقدم الاعتبارات التفسيرات النظرية السابقة؛ أن إنتاج الثقافة لا تعتمد الثوابت الأبدية وتاريخ القوانين المطلقة مع الترجمة في المعنى٬ و لنظرية الترجمة لغة٬ دؤوبة تنفذ مشاريع بحث دلالتها. وألا تكون اهداف نظرية الترجمة أهداف ضعيفة٬ وهذا مخالف لحقيقة تطور المعرفة ونماء المعاني والدلالات في تجديد تعدد تنوع الكلمات واستكشاف الأشياء. لأن حين تكون الكلمات والأشياء في الترجمة دالاتها الثقافية خاضعة لقيود العادات والتقاليد لسلطة تعقل جائرة٬ يسودها إنتاج الفهم الخاطئ٬ بسبب الدساتير والقوانين التي تطاع والعقاب التعسفي المستطاع٬ توشى بها٬ بغية محوه. أن أخذنا بنظر الأعتبار٬ ما يتضمن بالضرورة وصفا مبادا ودقيقا لبعض الحوادث للترجمات من ملابسات حركة وزعزعة ـــ عن ملامح الحياة في الفترة التي عاش فيها صاحب الترجمة ـــ أو صاحب السيرة المترجم عنه٬ أو الكلمات والاشياء ومصدرهما عينها. أن إنتاج الثقافة عن الترجمة لا تطالب الإخلال القصدي بالدساتير والقوانين وتحريفها٬ وإنما إنتاج الثقافة وعلاقتها بالترجمة بروح خاضعة للأنصياع. وهذا خلاف جدل مركزي واقع بين مفهوم إعادة إنتاج ثقافة الترجمة للأفكار والأيديولوجيا "الأفكار التي تشوه وتحرف الوعي بشأن العلاقات الإنسانية٬ لفهم الممارسات التنظيمية المعرفية٬ ونقل سياقها تأطر جمع محتواها النوعي إلى تجديده. بمعنى٬ توظيف رمزية القوة والهيمنة من خلال تلك الحرفية لممارسة السياقات الثقافية وتقييدها ببنى الهياكل التنظيمية وتصريف إنتاج معارفها بحسب مصادر تعززها٬ تعمل من خلال ردود أفعال لا واعية منتظمة٬ يبرز فيها مفهوم القوة والهيمنة عتيا.

على الرغم من أن نظرية الترجمة لها نتائج ملموسة بفعل إنتاج الثقافة٬ ألا أنها أفترضت أن الأيديولوجيا لها تموضعها القوي والملموس أيضا٬ وتملك قرائن ضاربة طبيعتها طريقة وأسلوب وشكل من الإنتاج٬ لأنماط متشابهة الخصائص؛ التي يعتمدها مريدوها في بيوتهم ومجتمعاتهم وأعمالهم٬ رتيبة لنواة الفرد أو للمجتمع٬ ترجمة متضمنة شكلها وحجمها٬ اشتقت ماديتها من إنجاز تحققها داخل كل فرد٬ وتكوين نمطها على نقل الشيء ودلته عليه "الايديولوجيا"٬ لتوفير الإنتاج في طريقة العيش٬ حين جردها ونمط مفرداتها حسب دلالاتها لماديتها٬ والمنقوله إليه مترجمة بواسطة تخصصه أو عن طريق الأجهزة السيادية من الأفكار للدولة. غير أن الترجمة لإنتاج الثقافة معتنية فقط بالوعي ومن ثم تجريف نشاطه جريان تجفيفه٬ وهم وتيه.. لم تلق أنشطة الترجمة أهمية للهياكل التنظيمية للسلطة وردود الأفعال٬ حيث يبدو توكيدها على مادية الأيديولوجيا دافعيتها محفزة هو الدفاع عن المادية الأنسانية والذهنية وحماية الاستقبال الثقافي وتوسيع ذهنية المريدون لها في تلاقح ونماء أدبية التواصل وتجديد فنون لسان الشعوب في التفكير الأنفع والمشترك في العيش الأمن دون تفاوت وتعارضات مخالفة صادمة. غير أن ذلك التصور المثالي لاهداف نظرية الترجمة لها مادية حياة تتعارض مع العقلانية وتقاليد التراتبية الطبقية في لفت الانتباه إلى ردود الفعل للبنى المتحكمة التراتبية/"الرتيبة اللاواعية" ضمن آليات التحكم وفاعلية الهيمنة الرمزية في رسم الرؤية والاتجاه الاستراتيجي في إذعانها رهينة لتعزيز قيادتها.

واستجابة الفعل الأجتماعي التراتبي ـ اللاواعي ـ لأنتقاء الكلمات على القوة الرمزية والإنقياد والخضوع للعنف والهيمنة لـ"مشفراتها" بالدوافع الرمزية عنها٬ أصل منبع تجذرها ونماء فروع تراتبيتها المتأصلة التي يجنيها ويتلقاها الأفراد مكتسبة عبر تفاعلاتهم ضمن السياقات الثقافية في وعي مجلاتها الاجتماعية "جاعلية وعي أجتماعي"/ أنماطهم تمثل تشكيلة منظومات أستراتيجية لاهداف بعيدة الآجل تكون فيها لنظرية الترجمة "أصالتها" البنيوية التي تعترف بتشكيل أنموذج سلوكها.

إذن٬
ما دور المؤسسات التعليمية لحقل الترجمة؛ بنياتها الأستراتيجية؛ تكوناتها المؤثرات الفاعلة؛ تدفع الفرد بالأنشطة الثقافية المولدة٬ التحفز الإيجابي المعرفي؛ قوى الإنتاج الثقافي٬ الممارسة الفكرية؟

يتبع أجابته لاحقا...

البروفيسورة إشبيليا الجبوري



.../...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى