أ. د. عادل الأسطة - الكتابة عن وزير الثقافة روائيا

كنت كتبت عن رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية قاصا " سهرة مع أبو إبراهيم " ، ثم اكتشفت ان السيد يحيى السنوار " أبو إبراهيم " كتب رواية ، فكتبت عنها سلسلة حلقات أيضا .
صار حالي حال الكنة مع الحماة " صحيح لا تكسري ومكسور لا تأكلي وكلي حتى تشبعي " وحال جحا وابنه وحماره والناس .
تعرفون حكاية جحا وابنه وحماره وكلام الناس . ركب جحا الحمار وترك ابنه يمشي ، فقال الناس :
- ليس في قلبه عاطفة أو رحمة . يركب الحمار ويترك ابنه يمشي .
استمع جحا إلى كلام الناس فنزل عن الحمار واركب ابنه ، فصار الناس يقولون :
- ولد لا يحترم الكبار ، يركب الحمار ويترك أباه يمشي .
استمع جحا إلى كلام الناس وتأثر به ، فأنزل ابنه عن الحمار وسار ومشى ثلاثتهم ، فقال الناس :
- أحمق لا يستفيد من الحمار .
والصحيح أنني مثل جحا منذ ثلاثين عاما ، مع فارق أنني لا استمع لكلام الناس لدرجة صار كثيرون منهم تماسيح لا يشعرون فيكررون دق الماء في الهون .
كتبت عن " أبو إبراهيم " وعن " أبو إبراهيم " لوجه الكتابة وحتى يفهم الناس من يقودهم حين كانوا عاديين ويقارنوا سلوكهم وتفكيرهم بما كانوا عليه وما صاروا إليه ، ولا أريد من هذا ولا ذاك حماية أو تأييدا أو مكافأة .
أمس واليوم أنهيت قراءة رواية عاطف أبو سيف وزير الثقافة " الجنة المقفلة " ولا بد من أن أخصها بمقال ما .
كم وعدني الوزير أن يرسل إلي نسخة ، فلما وجدتها في مكتبة الشامل اشتريتها وسرعان ما قرأتها .
لا تقولوا جاء دور وزير الثقافة لكي أنافقه .
عاطف أبو سيف روائي مهم ويكاد يكون وعباد يحيى ، في العقدين الأخيرين ، الأبرز روائيا .
أنا شخصيا معجب بما يكتبان ومنحاز لرواياتهما بشكل كبير .
أنا منحاز لعاطف أبو سيف ، لا لأنه من يافا ويكتب عن حي النزهة حيث بيت جدي وقد سوي بالأرض ، وإنما لأنه يكتب عن يافا وعن مخيمات غزة كتابة يستمتع المرء بقراءتها حقا ، حتى ليتذكر المرء ، وهو يقرأ في رواياته وتحديدا روايته الأخيرة " الجنة المقفلة " ٢٠٢١ ، السطر الآتي من روايته السابقة " مشاة لا يعبرون الطريق " :
" القصة ليست مهمة . المهم ان الناس يستمتعون وهم يقرؤونها " مع أن القصة يجب أن تكون مهمة .
حقا أنا منحاز إلى عاطف أبو سيف لأنه يستحضر يافا التي استحضرت في الشعر وفي بعض القصص القصيرة وفي روايات قليلة جدا ، واستحضاره لها يعود بالدرجة الأولى إلى أنه عاش فيها فترة من حياته كما أخبرني ، عدا أن شخوصه انحدروا من أسر يافاوية ظلت تقص الحكايات عن يافا قبل النكبة .
مساء الخير
خربشات
١٥ / ١١ / ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى