روبين دارييو Rubén Darío - ترنيمة الى مولانا دون كيشوت

أيْ ملكَ السادة وسيدَ المحزونين
يا من تهبنا القوة
وتخلع علينا ثيابا من الأحلام
مكللا بخوذتك الذهبية
المجبولة من الوهم !
لم يستطع أحد حتى الآن
أن يقهرك
ودرعك على ذراعك
الدرع الخيالي
ورمحك المشرّع
وقلبك الدافئ .
*
أيها الحاج،
يا أكثر الحجيج نبلا
يا من خلعت القداسة على كل طريق
بخطواتك البطولية الجليلة
مناهضا كل يقين
وكل ضمير
مناهضا القوانين والعلوم
مناهضا الكذب
مناهضا الحقيقة .
*
أيها الفارس الشريد
يا أبا الفوارس
سيد الرجال
أمير الكواسر
تحياتي إليك
لأني أرى أنك الآن
تملك أقل القليل
من الثناء أو من الهجاء
وسط أكاليل الغار وبين التهنئات
ووسط هراء الجماهير .
*
أنت ،
يا من كانت انتصاراته
تفوق كل ما سبق من انتصارات ،
ويامن كانت الأمجاد الكلاسيكية
لا تكاد تشكل له منطقا ولا قانونا .
أنت الآن
عليك أن تحتمل الثناء
والتذكارات والخُطَب
وعليك أن تحارب المباريات
والبطاقات التذكارية والمسابقات
أنت
يا من تحمل قبسا من إله الموسيقى
لك كل ما في الموسيقى والغناء .
*
استمع
أي رولاند القدسي
الذي يخطر في الأحلام
الى من يهيم غراما بقرنفلاتك ،
والى من يصهل جواده الأسطوري
تحننا اليك ؛
استمع الى أشعار
تلك التراتيل
مجبولة من الأشياء العادية
ومن أشياء أخرى
رأيتها في عالم الأسرار .
*
صلّي من أجلنا
نحن الذين نتضور جوعا الى الحياة
بينما أرواحنا
تتلمس خطاها في الظلام
وقد فقدنا إيماننا
تملؤنا الشكايات
وتغيب عنا الشمس
لأن أرواحنا دعِيّةً
ذات أردية فضفاضة
تسخر من كائن لامنتشا
الكائن النبيل
الكائن الاسباني الأصيل .
*
صلّي من أجلنا
فنحن في حاجة ماسة
للورود السحرية
لأفنان الغار السامية !
صلّي من أجلنا
أيها السيد الجليل .
غابة أشجار الغار في العالم أجمع
تهتز لك
وقبل أخيك البليد سيخسموندو
ها هو هاملت النبيل
يقدم لك زهرة !
*
صلّي أيها النبيل الورع الفخور
صلّي أيها الطاهر النقي السماوي الشجاع
تشفع لنا ، توسط لنا ،
فلم يعد لدينا أي رحيق أو نبتة
ولا روح ولا حياة ولا نول نسج ولا كيشوت
ولا أقدام ولا أجنحة ولا سانتشو ولا آلهة .
*
خلصنا أيها السيد
من كل هذه الأحزان
من كل الآلام
من سوبرمان نيتشة
من الأغاني المبحوحة
من روشتات الأطباء
من الأوبئة
من كفر الأكاديميات الرهيب !
*
خلصنا أيها السيد
من الاغتياب الخشن
من الأبطال المزيفين
والعقول البارعة المراوغة الوضيعة
من السفلة
الذين يقيمون حكم الأوغاد
حين يتهكمون على المجد والحياة والكرامة
نجّنا من الخنجر المبطن بالحرير .
*
أيها الحاج النبيل
من بين كل الحجيج
أنت
يا من خلعت القداسة على كل طريق
بمرورك فيه
في مواجهة كل يقين
وكل ضمير
وفي مواجهة القوانين والعلوم
في مواجهة الأكاذيب
وفي مواجهة الحقيقة .
*
صلّي من أجلنا
يا سيد الحزانى
أنت يا من تهبنا القوة
وتخلع علينا
ثياب الأحلام
مكللا بخوذتك الذهبية
المجبولة من الأوهام !
لم يستطع أحد حتى الآن
أن يقهرك
بفضل درعك على ذراعك
الدرع الخيالي
ورمحك المشرع
وقلبك الدافئ .



==================
منقول
أعلى