حاتم السيد مصيلحي - وراء كل رجل تعيس امرأة

هذا على خلاف للمقولة السائدة، "وراء كل رجل عظيم امرأة" ومكمن الخلاف في تغيير غريب طرأ على المرأة في عصرنا، انتقلت فيه من إنكار ذاتها لذاتها، وإثباته في المحيطين بها، فكان خير تمثيل لها ولكيانها، إلى حب الذات وتفانيها في إبراز ذلك حتى لو على حساب بيتها وأبنائها ومن قبل ذلك كله شريك حياتها، فهي لا يسرها أن يكون عظيما بقدر إثبات كينونتها الذاتية، ونرجسيتها الزائفة، فتعاملت معه بندية مفرطة، وبأنانية مجحفة، فيها إنكار لدوره، والتقليل من فضله في النفقة والسكن.

فالنساء قديما كن يشاركن الرجال حلاوة الدنيا، ومراراتها، ويقفن وراءهم بعزم واقتدار،وتفان وإباء ــ لذا صحت المقولة الأولى ـ أما حديثا فلم يعنيهن أو يعتنين بالرجل في شيىء، وانحصر كل تفكيرهن فيما يجنين منه في حياته، وبعد مماته، فإذا ماتعرض لضائقة مادية، أو وعكة صحية، أوماشابه، ضاقت به ذرعا، وزادته هما فوق همه، وطلبت منه طلاقا ينجيها، أو خلعا يبريها ، فلم نكد نرى رجلا إلا وكان تعيسا مهموما، أوامرأة إلا بعشيرها كافرة، ولحياتها كارهة نافرة.

فانفرط عقد الأسرة، وانتثرت حباته بين ساحات القضاء، وضاعت زهراته في معترك الخلاف، فلا أبقوا ودا، ولا راعوا حدا.
فيانساء عصرنا اسألن أمهاتكن عن أحوالهن مع آبائكن، وكيف عانين الحياة معهم، وشاركنهم أفراحها وأطراحها؟! فكن بحق نساء عظيمات، وأمهات مثاليات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى