د. أيمن دراوشة - مسرحية اليوم الأول في المدرسة للأطفال

مسرحية الأطفال







اليوم الأول في المدرسة



تأليف / أيمن دراوشة









شخوص المسرحية:







[HEADING=2]منى (الشخصية الرئيسة في المسرحية ، تلميذة تعاني من عقدة الخوف من المدرسة كونها تلميذة جديدة تدخل المدرسة لأول مرة ، وعمرها أكبر من عمرها الافتراضي)[/HEADING]


[HEADING=3]المعلمة لمياء ( مُدَرِّسة منى في المدرسة ، وتساعد التلميذة الجديدة على حل مشكلتها)[/HEADING]


زهرة ( صديقة منى في المدرسة ).



مديرة المدرسة.



والدة منى.



آذنة المدرسة.



السيدة ( والدة التلميذة زهرة ).



تلميذات الفصل.



[HEADING=2]مُلخَّص المسرحية[/HEADING]




الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين ــ محمد صلى الله عليه وسلم ــ وبعد :

تتناول هذه المسرحية حكاية التلميذة منى ، وهي طفلة تدخل المدرسة لأول مرة ، وتعاني من عقدة الخوف من المدرسة ، ولكن بفضل مدرستها لمياء وصديقتها المخلصة زهرة تتمكن منى من التغلب على مشكلتها ، حتى تصادفها مشكلة أخرى فتكره المدرسة إلا أنَّ مدرستها لمياء تستطيع التغلب على المشكلة التي صادفت هذه التلميذة الجديدة وتقنعها في النهاية أنَّ العلم ضروري للإنسان كالطعام والشراب ، وعلى الإنسان ألا يهزم من أول مشكلة تصادفه ، فتقتنع منى وتعود إلى مدرستها



وقد حاولت في هذه المسرحية أنْ أبتعد قَدْر الإمكان عن الصعوبة والتعقيد حتى يكتسب التلميذ دقة الملاحظة وتذوق لغته الجميلة ، إضافة إلى الصمود أمام الصعوبات التي تواجهنا في حياتنا ، والقدرة على التغلب عليها ، وهذا ما هدفنا إليه في هذه المسرحية ، والله من وراء القصد.







تقع المسرحية في فصل ٍ واحد ٍ ومشهدين.













[HEADING=2]الفصل الأول[/HEADING]
[HEADING=3] [/HEADING]
[HEADING=3]المشهد الأول[/HEADING]




( غرفة الإدارة في مدرسة أطفال ، منى طفلة يبدو عليها التوتر والقلق ، تجلس إلى جانب أمها ، والمديرة تجلس إلى مكتبها ، تتحدث بالهاتف.

منى تقترب من أمها وتهمس في أذنها )



منى ( هامسة) : ماما ... أريد الذهاب من هنا! مَنْ هذه المرأة ؟ هل تعرفينها يا ماما ؟



الأم ( هامسة ) : كفي عن الأسئلة يا منى وانتظري قليلاً الآن ستعرفين كل شيء.



منى : لا ، أريد الذهاب من هنا يا ماما ، أنا خائفة.



الأم : قلت لك اهدئي ، ألا تسمعين كلام أمك.



منى : حاضر يا ماما.



منى : ماما ، هل تعرف هذه السيدة اسمي.



الأم ( بغضب ) : هذه هي المديرة ، فهمت الآن ، اصمتي قليلاً وستعرفين كل شيء.



منى : المديرة ! ماما.. قولي لماذا لم تأت ِ أختي حصة معنا ؟ أرجوك يا ماما أريد الذهاب إلى المنزل، أنا لا أعرف هذه المرأة.



المديرة : ( تُنهي المكالمة الهاتفية وتلتفت إلى منى )



أهلاً بضيوفنا الأعزاء .. ما اسمك أيتها الصغيرة الجميلة ؟



( منى لا تجيب ... تنظر الأم إلى ابنتها مشجعة )



الأم : أجيبي يا بنيتي ، ولا تخافي.



منى : اسمي منى



المديرة : هل أعجبتكِ المدرسة يا منى ؟



منى : لا ، أنا أريد الذهاب إلى المنزل ، لا أريد البقاء هنا.



المديرة : لماذا يا صغيرتي ألا تحبين أنْ تصبحي معلمة أو مهندسة...



منى : أحب ذلك لكنني لا أرى أحداً هنا ، ولا يوجد مَنْ هم في مثل عمري.



المديرة
: لا يا حبيبتي هناك الكثير من الصغيرات في مثل عمرك ، وكلهن يرغبنَ بالدراسة واللعب معك.



منى : أنا لا أرى أحداً.



( المديرة تضغط على جرس إلى جانبها ، وتدخل آذنة المدرسة )



الآذنة
: السلام عليكم.



المديرة : وعليكم السلام ، من فضلك أريد المعلمة لمياء لو سمحت ِ .



الآذنة : حاضر ، سأناديها في الحال.



( تذهب الآذنة ثم تدخل سيدة ومعها طفلة من عمر منى )​



السيدة : السلام عليكم.



( المديرة والأم معاً ) : وعليكم السلام.



المديرة : تفضلي.



( تجلس السيدة وطفلتها فيما منى تنظر إلى الطفلة باهتمام شديد ، الطفلة تبتسم لها وتأتي لتجلس إلى جانبها. ، أمَّا المديرة فتنشغل بالحديث إلى أم منى )



الطفلة ( موجَّهة كلامها إلى منى ) : ما اسمك ؟



منى
: أنا اسمي منى ، وأنت ِ ما اسمك ؟



الطفلة : أنا اسمي زهرة في الصف الأول.



منى
: ما معنى الصف الأول يا زهرة.



زهرة : الصف الأول يعني الصف الذي يأتي بعد الروضة ، أنا كنت في الروضة ، ومعلمتي اسمها ريم هل تعرفينها يا منى ؟



منى : لا..لا أعرفها .. أنا ليس لي معلمة !



زهرة : وصديقاتك ِ .



(منى تتذكر )​

منى : بنت خالي ...بنت الجيران و...



(تدخل المعلمة لمياء التي يبدو عليها التعب وتحاول الابتسام )​



المعلمة : السلام عليكم .



الجميع : وعليكم السلام .



المديرة : الصغيرتان في الصف الأول في شعبتك أرجو أن تأخذيهما وتقومي باللازم .



المعلمة لمياء
: في شعبتي أنا ! حاضر.



منى (تهمس لزهرة ) : لماذا هي غاضبة ؟ أنا لا أريد الذهاب معها .



زهرة : إنها المعلمة !



منى : وهل تضرب؟



زهرة : لا أظن ذلك .



(تقترب المعلمة لمياء من الطفلتين )


المعلمة لمياء : هيا معي أيتها الصغيرتان ..هل تخبراني عن أسمائكما ؟



زهرة : أنا اسمي زهرة .



(تنظر منى إلى المعلمة بخوف ولا تتكلم )​



المعلمة لمياء : وأنت يا صغيرة ما اسمك؟



(منى لا تجيب وبدا عليها الخوف والوجوم )



زهرة : اسمها منى .



المعلمة لمياء : لماذا أنت خائفة يا منى ؟ أنا هنا لكي أعلمك الحروف العربية الجميلة وسوف تحبيني كثيراً.



زهرة : لقد قالت لي أنك غاضبة .وهي خائفة وتريد الذهاب إلى البيت .



(تبتسم المعلمة )​



المعلمة لمياء : أنا لست غاضبة يا عزيزتي لكني مرهقة فقط.



هيا يا منى نذهب سوياً لنتعرف على مرافق المدرسة ، والصديقات الجديدات ، ونلعبُ قبل العودة إلى البيت ، وسوف نقضي معاً وقتاً ممتعاً.



زهرة : وستكون منى أول صديقة جديدة لي.



زهرة : المدرسة جميلة يا منى هيا بنا نذهبُ مع ست لمياء.



منى (تحاول أن تبتسم ): أنا آسفة يا معلمتي ولكن....



المعلمة لمياء (مقاطعة ): فهمت ..فهمت يا منى ..المدرسة مكان جميل وسوف تحبينها ..وأنت يا زهرة فتاة رائعة وتلميذة جيدة..هيا نذهب الآن .



(تبتسم المديرة وكل من والدة منى وزهرة )​



المعلمة لمياء (توجه كلامها للسيدات): أنا دائماً أتعلم من الأطفال لأن لديهم الكثير مما لا ندرك نحن الكبار أحياناً.



**********************************



ستار​

[HEADING=2]المشهد الثاني[/HEADING]


(غرفة صفية حيث تجلس منى مع عدد ٍ من زميلاتها في الصف الأول )



( تدخل المعلمة لمياء إلى غرفة الصف )​



المعلمة لمياء
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



التلميذات
( بصوت ٍ واحد ) : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.



المعلمة لمياء
: كيف حالكم يا صغيرات ؟ هل أنتن مسرورات ؟.



التلميذات
: نعم يا معلمتنا العزيزة.



المعلمة لمياء : وكيف وجدتم اليوم الأول في المدرسة ؟



التلميذات ( بصوت ٍ واحد ) : كان يوماً رائعاً يا ست لمياء.



منى : أمّا أنا فأريد الذهاب إلى المنزل.



المعلمة لمياء : لماذا يا منى ألم تعجبك المدرسة ؟



منى : بلى يا معلمتي لقد أعجبتني كثيرا ً ، لكنني اشتقت إلى عائلتي.



المعلمة لمياء : هذا شيء طبيعي يا منى ؛ لأنك لم تعتادي بعد على الدوام بشكل ٍ يومي ، لكن عندما تعتادين على ذلك فسوف تجدين الأمر طبيعي جداً.



زهرة : متى سنذهب إلى بيوتنا يا ست لمياء.



المعلمة لمياء
: بعد الحصة الرابعة بمشيئة الله ، الكل سيغادر إلى عائلته ، وستروون لوالديكم عن سعادتكم بالمدرسة. والآن ما رأيكم بأن نأخذ هذا النشيد الجميل.



التلميذات ( بصوت واحد ) : بالطبع يا ست لمياء فنحن نحب الأناشيد كثيراً.



المعلمة لمياء : بارك الله فيكن.



( تكتب المعلمة لمياء على السبورة بخط واضح وجميل

ــ نشيد ماما وبابا ــ ثمَّ تقرأ الأبيات مغناة بعد وضع لحن ٍ مناسب ٍ لها )





ماما وبابا



بابـــا مامــــا لكُما شُكْـري



مِلْءَ الدنيــــا أبَدَ الدَّهــــــر ِ



حُبي لَكًمـــــا مِلْءُ الصَّــدْر ِ



وَعَلـى ثَغْري نَعَمٌ يجـــــري



بكِما أحيــــــا أحلى عُمــري



لَكُمــــــا مني كُلَّ الشُّـــــــكْر ِ



( تقرأ التلميذات هذه الأبيات مغناة مع المعلمة لمياء ، وبعد الانتهاء من القراءة يقرع الجرس إيذاناً بانتهاء الحصة الثالثة وبداية الفسحة )



( تخرج التلميذات بهدوء فيما ترافق منى صديقتها زهرة )


منى : هيا يا زهرة فأنا جائعة جدًّا ، أعطتني ماما نقوداً كي أشتريَ من المقصف.



زهرة : سأدلك على المقصف يا منى.

منى : وأنت ِ يا زهرة ، هل ستشتري معي.



زهرة : لا ، فقد وضعت ماما فطيرة في حقيبتي ، وأعتقد أنها تكفيني.



منى : لا بأس ، لكن أين المقصف.



زهرة : هيا أدلك عليه.



منى : شكراً لك ِ يا زهرة ، فأنت ِ والله نِعْمَ الصديقة الوفية.



زهرة : شكراً لهذا الإطراء الجميل.



( ترشد زهرة صديقتها منى إلى المقصف وتذهب للعب مع زميلاتها ، أمَّا منى فتدخل وسط زحام ٍ كبير للوصول إلى بائعة الفطائر ، وبسبب الزحام ، وتدافع التلميذات تسقط منى أرضاً ، وتفقد نقودها ، وتشرع بالبكاء حتى تلقى صديقتها زهرة )



زهرة ( باستغراب ): ما بك ِ يا منى ؟ هل ضربك أحد ؟



منى ( تحاول التقاط أنفاسها ) : لقد دفعتني الطالبات عندما أردت ُ الشراء ، وسقطتُ أرضاً ، إنَّهنَّ أكبر مني حجماً ، ولم أستطع المزاحمة ، وفقدتُ نقودي أيضاً ، ماذا سأقول لماما ، لن أعود لهذه المدرسة مرةً أخرى.



زهرة
: لا يا منى ، يجب أن تكوني قوية ، ولا تستسلمي لأول مشكلة تواجهك ، فنحن هنا لنتعلم كي نعرفَ القراءة والكتابة والعلوم المختلفة ، ولا بُدَّ أن تصادفَنا بعض العقبات.



منى : أنا أريد العودة للبيت ، ولن أعود لهذا المكان أبداً.



زهرة : أنت ِ ضعيفة يا منى ، لماذا لا تكوني مثلي ، فأنا لا أخافُ المدرسة ، بل أحبها.



منى : ألم تضربك الطالبات يوماً.



زهرة : كلا ، لم يضربني أحد ، وإنْ حَدَثَ ذلك ، أشكو مّنْ يضربني لمديرة المدرسة وهي مَنْ تعاقب ذا السلوك السيئ.



منى : وماذا تفسرين ما حَصَلَ معي ؟



زهرة : إنَّهُ سوء تنظيم ، لكن بعد انتظام الطالبات في المدرسة فسيكون هناك ترتيباً آخر.



منى : وَمَنْ سيضمن ألا يضربوني ثانية ، غداً لن أعودَ إلى المدرسة.



زهرة : لقد فشلتُ في إقناعك بالعدول عن فكرة عدم العودة ، أنا ذاهبة يا منى لكن فكري بما قلته لك ِ.



( تذهب زهرة إلى غرفة المدرسات ، وتبحث عن المعلمة لمياء حتى تجدها )​



المعلمة لمياء : ما بك ِ يا زهرة حزينة ؟ هل هناك شيء أزعجك ِ ؟



زهرة : صديقتي منى يا ست لمياء.



المعلمة لمياء : منى تلميذة لطيفة ، لا أصدق أنها أزعجتك ِ.



زهرة : لا يا ست لمياء ، منى لم تزعجني.



المعلمة لمياء
: ما بها إذن.



زهرة : لقد ذَهَبَتْ منى إلى المقصف كي تشتريَ فطيرة ، إلا أنَّه ...



المعلمة لمياء : إلا أنَّه ماذا ؟ أكملي حديثك يا زهرة.

زهرة : لقد سقطتْ على الأرض بسبب تدافع الطالبات ، وأضاعت نقودها.



المعلمة لمياء : وأين هي الآن ؟



زهرة : إنها تبكي بحرارة في الساحة ، وقالت لي إنها لن تعود إلى المدرسة مرةً أخرى.



المعلمة لمياء : غير معقول ، هذا ليس سبباً كافياً لتركها المدرسة من أول يوم.



زهرة : لقد حاولت إقناعها بالعدول عن فكرتها لكنها أبت يا معلمتي العزيزة.



المعلمة لمياء : وهل أصيبت بأذى جرَّاء السقوط.



زهرة : خدوش بسيطة فقط.



المعلمة لمياء : حمداً لله ، هيا نذهبُ إليها نقنعها بالعودة إلى مدرستها.



زهرة : هيا يا معلمتي.



( تسير زهرة برفقة المعلمة لمياء بحثاً عن منى فيجدانها مستندة على جدار السور باكية )​

المعلمة لمياء ( تقترب من منى ) : هيا يا صغيرتي من هنا ، أنا عرفت كل شيء من صديقتك زهرة ، هيا نذهب إلى الممرضة كي نعالج الخدوش التي في وجهك ، ثم نتحدث.



( تأخذ المعلمة لمياء منى إلى الممرضة وتعالج الخدوش التي في وجهها ، ثمَّ تُحضِر لها فطيرة كي تأكل )​



المعلمة لمياء ( بعد أن هدأت منى ) : هل ما زلت ِ ترغبين بعدم العودة يا منى ؟



منى : لا يا معلمتي ، سأبقى هنا كي أتعلمَ ، فأنت ِ معلمة طيبة ومحبوبة من كل الطالبات.



المعلمة لمياء : بارك الله فيك يا منى ، فأنت ِ فتاة مجتهدة وأتوقع لك مستقبلاً عظيماً إنْ شاء الله ، وغداً ستشتري فطيرتك بكل سهولة لأنني سأكلم إدارة المدرسة بتنظيم الشراء أثناء الفسحة.



منى : أتمنى أنْ تكون مدرستي مدرسةٌ رائعة ، ومثالاً يُحْتذى به على مر الأجيال.



زهرة
: ومدرستنا كذلك يا منى.



المعلمة لمياء : أحسنتم يا صغيرات ، فبكما ينهض الوطن ويزدهر ، وبالعلم والتفوق نتغلب على أعدائنا ، وننال رضى الله سبحانه وتعالى.



زهرة : وبالعلم والاجتهاد نرفع راية بلادنا خَفَّاقة ، وننال تقدير البلدان الأخرى.



منى : وبالعلم والاجتهاد نصبح أيدي عاملة نفيد وطننا الذي لم يبخل علينا ، ونساعد في بنائه حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة.



المعلمة لمياء : أحسنتم قولاً وعملاً.



( يقرع الجرس إيذاناً بانتهاء الفسحة ، فيما الطالبات يدخلن إلى صفوفهن بانتظام ).

**********************************

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى