صلاح عيد - النازحونْ

النازحون تلفظهم الطرقاتْ

و تضج بهم المحطاتْ

من كل حدبٍ وصوبْ

يُهَرْولوُن هرباً من الجحيم

و من حِمَمٍ تتساقط فوق الرؤوس

كحجاراتِ السجيلْ

الآرييون ذوى البشرة البيضاءْ

والعيون الزرقاءْ

هم فقط المسموح لهم بصعود العربة

..............

أيها الملونون :

لا حظ لكم في النجاة

لا مقاعد لكم في رحلة الخلاص

انتم معاقبون

لأنكم هربتم من مناطقهم الساخنة

التي حعلناها بؤراً للفقرِ و الجهلْ

أفراناً تحْترقون بلظاها

أردتم إفساد خِطِطِنا

في الرافدين و تدمر

و في أريحا و سرت

في تورا بورا ورواندا وكشمير

كنا نريد لكم الموت هناك

كنا نبيعكم الأسلحة التي تدمرون بها أنفسكم

لكنكم نزحتم هرباً من الفناء

وجئتم للفناء

نحن الجنس الآري

لا يمكن أن تتساووا معنا رأساً برأس

حتى و إن كان الصراع بعيداً عنكم

سنقتلكم جوعاً و مرضاً وجهلاً

لا قمح .. لا أمصال .. لا دولارات

فقط سنمرر لكم الإباحية و حبوب الهلوسة

سنشد عليكم الوثاق لتختنقوا

أنتم ميتون .. ميتون

فمقدراتكم بأيدينا

لأنكم لم تصلحوا شأن دنياكم

لم تزرعوا سنبلة

لم تتحركوا أنملة

لأنكم آثرتم التناحر على السلطة

ولم تُخْلِصوا لله

وغذيتم التعصب فيما بينكم

وانقسمتم إلى بضعٍ وسبعين "ألف" شعبة

حتى صارت أعداد موتاكم

ممن لا يجدوا سريرا في مستشفى

و ممن يتقاتلون على رغيف خبز

أكثر بكثير

ممن يموتُونَ منا في حروبنا

الحرب لدينا

و الموت بينكم

................

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى