مصطفى معروفي - مزامير النهر

من نافذة الحلم
أطل على عالمنا العربي،
لأفتح نافذة ضالعة في عشق السهو
ومنه تقتات على قلق الحاجة
ثم تنام على ما يتبقى من يده
إذ هو ثَمّةَ ما زال يقلِّبٌ كفيه
عساه يجد شموسا تبعث
في أفقه فأسا وشراعا
فالرحلة تحتاج لفأس
تفصل نايات الأمس عن اليوم
ولشراع تتراقص فيه مرايا الغاياتِ،
شوارعنا مائلة ومبللة بالأقدام
ولديها ألف قناع وقناع
يقصدها الشرطيّ و ذو العاهة
والنادل في المقهى
والطافح خمرا
والرائش ذو العرق الميّت
و الحامل مفتاح الآلهة الزرقاء
هنالك يلتمع الورق الساهر فيه كلام الريبة
والإشراقات الناهض فيها شجر الفكر
والصاهل فيها زبد الأيام اللازوردية،
لن تخدش وجه الريح
مزامير النهر وقد ألف السمك العسليّ به
أسماء العبّارات و أمشاج القصب المنثور
على جانبه الأيسر،
من قال لنا :
زهرتكم نارٌ
وحديقكتم بسملة الأجفانْ؟
من قال لنا:
زخرفة القول سماد الأعين
والزورق سمة البركانْ؟
هي سفن التاريخ تجترّ الجري
على دمعتنا
ونحتال لكي لا يجرفنا صدأ النزوات.
ـــــــ
ومضة:
فوق رخام الأيامْ
نقش الزعتر أحرفه
و بداخله
خبأ سربَ يمامْ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى