أيمن دراوشة - ذكريات رمضان مغسولة في لواحق النسيان

ليس أجمل من رمضانَ الذي يمثل لي طفولتي المبكرة بكل تجلياتها، فكيف لي أن أنسى دور والدتي – رحمها الله – بإضفاء طقوسًا وروحانيات لن تغيب عن بالي لحظة واحدة.

كانت والدتي – رحمها الله – شأنها شأن أمهات ونساء الحارة، بتجهيز الفطور قبل موعده بساعة أو أكثر، رغبة منها في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، فختم القرآن آنذاك والاستغفار من الطقوس الهامة والضرورية لكل الناس في تلك الحقبة الجميلة من الزمن الماضي الجميل.

كان طعامنا آنذاك بسيطًا، ونادرً ما كان يحتوي على اللحوم والدجاج، ومع ذلك فقد طرح الله به البركة على الرغم من ضيف الحال...

أمَّا السوق، فكان يعج بالمتسوقين لشراء مستلزمات رمضان قبل أذان المغرب، إنها عادات وتقاليد ترد الروح، على الرغم من انقراضها في زمننا الحالي.

الباعة المتجولون في عرباتهم، يبيعون الخضار والفاكهة، والهريسة متعددة الأنواع وطرق التحضير، تلك النوع من الحلويات لم أذق طعمًا لذيذًا يشبهها أبدًا رغم التطور ورغم تقادم السنين.

أمّا نحن الأطفال فكنا نلهو ونلعب قبل السحور، ونبقى في باحة المسجد حتى أذان المغرب.

تلك الذكريات الرمضانية أثناء مرحلة الطفولة لن أنساها أبدا، ولا أستطيع وصفها سوى ببساطة العيش وحياة حب الخير والتراحم والتزاور والإيثار والترابط الوثيق بين الناس...

ليت الماضي الرمضاني يعود يومًا كي أخبره بما فعل الحاضر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى