قراءة بيداغوجية في قصة الناشئة "الزهرة القرمزية" للكاتب أيمن دراوشة بقلم / حاتم بوبكر

قراءة بيداغوجية في قصة الناشئة "الزهرة القرمزية" للكاتب أيمن دراوشة

بقلم / حاتم بوبكر

عنوان القصة:

الزَّهْرَةُ الْقُرْمُزِيَّةُ (من يوميات معلِّمَة) تأليف/ أيمن دراوشة

سِرْتُ بِجَوَارِ السُّورِ حَيْثُ تَنْتَظُرِنِي السَّيَّارَةُ الَّتي سَتَقِلَنِي إلى مَكَانِ الْعَمَلِ في مَدْرَسَةٍ ابْتِدَائِيَّةٍ، تَوَقَّفْتُ بِجَوَارِ زَهْرَةٍ صَغيرَةٍ ذَاتِ ألْوَانٍ بَرّاقَةٍ تَنْدُرُ أَنْ تَرَاهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الأَزْهار، هَذِهِ الزَّهْرَةِ تُسَمَّــــى الزهرة القرمزية، وَبالقُرْبِ مِنْ هَذِهِ الزَّهْرَةِ كُتِبَتْ لافِتَةٌ تقول:

" غُرِسَتْ هَذِهِ الزَّهْرَةُ تَخْليداً لِذِكْرَى الْمَكَانِ الذي نَشَأْتُ فِيه "

كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ نُورَةَ وَهِيَ طَاِلبَةٌ مِنْ طَالبَاتي المُجْتَهِدَاتِ كَانَتْ تَعْشَقُ هذه الزَهْرَةَ، وفي احْتفَالاتِنَا بالبيئة كَانَتْ تُشَارِكُ بِرُسُومَاتِهَا الجَّميلَةِ لِتُحِيلَ الزَهْرَةَ إلى تُحْفَةٍ فَنِيَّةٍ قَلَّ أَنْ تَجِدَ مَثيلاً لَهَا، كَمَا كَانَتْ تَغْرِسُ هَذِهِ الزَّهْرَةَ في أَمَاكِنَ عَدِيدَةٍ عَلَى أَطْرَافِ بَلَدِنَا الجَّميلِ، وَالآنَ فَقَدْ رَحَلَتْ نُورَةُ مِنْ بَيْتِهَا الصَّغيرِ، وَأَصْبَحَ أَطْلالاً لأَسْبَابٍ مَجْهُولَةٍ لا أَعْلَمُهَا. لَقَدْ عَشِقتَ نُورَةُ اثْنَيْنِ هُمَا: بَيْتَهَا الَّذي تَرَعْرَعَتْ فيه، الزهرة، تِلْكَ الزَّهْرَةُ الحَمْرَاءُ ذَاتَ الجُّذُورِ الْمُتَشَعِّبَةِ وَالتي تَنْتَشِرُ جُذُورُهَا في بَاطِنِ الأَرْضِ لمَسَافَاتٍ بَعِيدَةٍ.

شَعَرْتُ بِالأَسَى وَبِرَغْبَةٍ في البُكَاءِ، فَنُورَةُ الجَّريحَةُ بِبُعْدِهَا عَنِ الْمَكَانِ لَمْ تَجِدْ سِوَى زهرتها البرية الَّتي تَعْشْقُها بِمِقْدَارِ عِشْقِها لِبَيْتِهَا الْمَنْكُوبِ لِتُعَبِّرَ عَنْ حُزْنِهَا؛ وَلْتَكُنْ ذِكْرَى خَالِدَةً عَلَى مَــرِّ السِّنِينِ.

هَلْ هَدَأتْ نُورَةُ وَارْتَاحَتْ بَعْدَ غَرْسِ هَذِهِ الزَّهْرَةِ الجَّميلَةِ؟ كُنْتُ أمُرُّ في طَريقِي إلى مَدْرَسَتي كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ، وَأُتَابِعُ الزَّهْرَةَ الْوَرْدِيَّةَ الْمُتَحَمِّلَةَ لِقَسْوَةِ الطَّبيعَةِ بِمِقْدَارِ تَحَمِّلِ نُورَةِ لِقَسْوَةِ البُعْدِ عَنِ الْمَكَانِ كُنْتُ أَقْرَأ الَّلافِتَةَ مَرَّةً أخْرَى، وَقَدْ أخْبَرَنِي صَاحِبُ دُكَّانٍ قَريبٍ مِنَ الْمَكَانِ عِنْدَمَا وَجَدَني مُهْتَمَّةً بِالزَّهْرةِ:

إِنَّ نُورَةَ وَوَالِدَيْهَا، يَأْتُونَ كُلَّ صَبَاح ٍ لِرَيِّ الزَّهْرَةِ وَالْعِنَاَيةِ بِهَا.

لِلأَسَفِ لَمْ أُشَاهِدْهُمَا، رُبَّمَا يَأْتِيَانِ في وَقْتٍ أَكُونُ فيه مُنْهَمِكَةً بِعَمَلِــــي، لَكِنْ بَعْدَ أَكْثَرِ مِنْ عَامٍ لاحَظْتُ أَنَّ الزهرة لَمْ تَعُدْ كَمَا كَانَتْ فَهُنَاكَ مَنْ يَعْبَثُ بِهَا وَيُشَوِّهُ جَمَالَهَا فَيُصيبُنِي الانْدِهَاشُ، سَأَلْتُ صَاحِبَ الدُّكَانِ الْقَريبِ مِنْ الزهرة:

- لِمَاذَا تَشَوَّهَتْ هَذِه الزَّهْرَةُ الجَّميلَةُ ؟

خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ دُكَّانِهِ، وَنَظَرَ إِلى الزَّهْرَةِ قائِلاً:

نُورَةُ وَوَالِدَاها لَمْ يأْتوا مُنْذُ أَكْثَرِ مِنْ أُسْبُوعَيْنِ، فَأَصْبَحَتْ عُرْضَةً لِلْمُسْتَهْتِرينَ بِجَمَالِ البيئةِ!

قُلْتُ: هَلْ تَعْرِفُ مَكَانَ بَيْتِهَا؟ فَأَخبَرَني الرَّجُلُ عَــــنْ مَكَانٍ بَعيدٍ، وَكَتَبَ لي العِنْوَانَ عَلَى وَرَقَةٍ بَيْضَاءَ وَسَلَّمَني إِيَّاهَا، وَبسُرْعَةِ الْبَرْقِ اسْتَأْجَرْتُ سَيَارَةً مُتَوَجِّهَةً إليها، وَقَفْتُ أَمَامَ الْبَيْتِ الَّذي وَصَفَهُ لي صَاحِبُ الدُّكَّانِ، ظَلَلْتُ أَدُقُّ جَرَسَ الَبَابِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ الشَّقَةَ خَاليَـــةً، وَقَفَلْتُ رَاجِعَـةً إِلى طَرِيقي، ثُــمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ الْبَابِ

يَفْتَحُ؛ فَإِذَا بِوالِدَةِ نُورَةَ تَقِفُ أَمَامَ الْبَابِ. عُدْتُ مُسْرِعَةً، وَقُلْـــتُ: أَنَا

مُعَلِّمَةُ نُورَةَ أَيَّتُهَا السَّيِّدةُ الطَّيِّبَةُ، وَقَدْ جِئْتُ مِنْ أجْلِ الزَّهْرَةِ الصَّغيرَةِ الزَّهْرَةِ القُرْمُزِيَّةِ.

صَاحَتْ وَالدَةُ نُورَةَ في لَهْفَةٍ وَخَوْفٍ:

- هَلْ حَدَثَ لَهَا مَكْرُوهٌ ؟

- أخَافُ أَنْ تَمُوتَ مِنْ عَدَم ِ الاهْتِمَام ِ بِهَا.

دَخَلتُ الشَّقَةَ وَوَالدَةُ نُورَةَ تُحَدَّثُني عَمَّا حَدَثَ لَهَا:

- نُورَةُ مَرِضَتْ مَرَضاً شَديداً, فاضْطَرَرْتُ أَنْ أمْكُثَ بِجِوَارِهَا من أَجل رعايتها.

كَانَ وَالِدُ نُورَةَ نَائِماً فَوْقَ سَريرِهِ يُتَابِعُنَا في صَمْتٍ وَضَعْفٍ حُزْناً عَلَى ابْنَتِهِ نُورَةَ الْمَريضَةِ وَالَّتِي تَتَسَاءَلُ دَوْماً عَنْ زهْرَتِها الْمَحَبُوبَــــةِ، وَشِدَّة اشْتِيَاقِهَا لَهَا.

صافحتُ الأبَ الحزينَ، وَاحْتَضَنْتُ نُورَةَ، وَوَعَدَتُهَا بأَنْ أقُومَ بِرعَايَةِ زَهْرَةِ حَتَّى يَتِمَّ لَهَا الشِّفَاءُ الْعَاجِلُ بِمَشيئَةِ الله سُبْحَانَـــهُ وَتَعَالَى، وَطَمْأَنْتُ نُورَةَ بِأَنَّ الزَّهْرَةَ عَلَى قُدْرَةٍ كَبيرَةٍ لِتَحَمِّلِ كُلِّ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ الْمُحيطَةِ بِهَا بدليلِ حِفَاظِهَا عَلَى خُضْرَتِهَا.

كُنْتُ أَذْهَبُ كُلَّ يَوْمٍ لِتَفَقُّدِ الزَّهْرَةِ الصَّغيرَةِ، وَتَنْظيفِ الْمَنطِقَةِ حَوْلَهَا. وَأَرْفَعُ الْعَمُودَ الذي يَحْمِلُ اللافِتَةَ، وَالَّذي كَادَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ.

بَعْدَ أَيَّامٍ قَليلَةٍ قَضَيْتُهَا بالعِنَايَةِ بالزَّهْرَة، ذَهَبْتُ لِزيَارَةِ نُورَةَ، فَوَجَدْتُهَا قَدْ تَعَافَتْ، وَخَرَجْنَا جَميعاً أَنَا وَنُورَةُ وَوَالِدَاهَا مُتَّجِهينَ صَوْبَ الزَّهْرَةِ الْوَرْدِيَّةِ...

كَانَ وَالِدُ نُورَةَ يَسيرُ بِمُسَاعَدَةِ عَصَاهُ وَيده الأُخْرَى فَوْقَ كَتِفِي امْتِنَاناً مِنْهُ لعِنَايَتِي بزَهْرَةِ الْعَاقُولِ، بَيْنَمَا زَوْجَتُهُ تَسيرُ بِجِوَارِنَا مُبْتَسِمَةً وَنُورَةُ تَتَمَنَّى الوُصُولَ بِسُرْعَةٍ اشْتِيَاقاً لِزَهْرَتِهَا، عِنْدَمَا وَصَلْنا وَجَدْنَاهَا قَدْ أَيْنَعَتْ وَكَبُرَتْ، فَفَرِحَتْ نُورَةُ فَرَحاً كَبيراً فِيمَا بَدَتْ عَلامَاتُ السَّعَادَةِ وَالسُّرُورِ عَلَى الوَالِدَيْنِ، وَأَخَذَا يَدْعِيَانِ لِي...

----------------------------------------------

معاني المفردات:

الزهرة القرمزية: الزهرة ذات اللون الوردي " وتسمى العاقول " علميًا

تقلني: تحملني.

براقة: مبهرة للنظر.

لافتة: لوحة من الكرتون أو الخشب.

تخليداً: تمجيداً.

أطلالاً: آثار المكان.

ترعرعت فيه: نشأت فيه.

المتشعبة: المتفرقة.

الأسى: الحزن الشديد.

المنكوب: المصاب بالضرر.

ري الزهرة: سقايتها.

منهمكة: منشغلة.

يُشوِّه: يُخرِّب.

الاندهاش: الاستغراب.

عرضة: أي مكشوفة للمارين.

مستهترين: مهملين.

أمكث: أبقى.

تعافت: شُفِيَت.

صوب: اتجاه.

أينعت: نَمَتْ وَكَبُرَتْ.



أسئلة حول القصة:

1- ما اسم الزهرة في هذه القصة؟

2- ماذا كُتب عل اللافتة بجانب الزهرة؟

3- عدد صفات الزهرة كما استنتجتها من النص؟

4- هل ذبلت الزهرة وماتت عندما قلَّ الاهتمام بها؟ ولماذا؟

5- ضع عنواناً آخر للقصة.

أسئلة حول بناء القصة:

1- ما نوع النص؟

أدبي - معلوماتي

2- ما أسلوب الكاتب في كتابة القصة؟

سرد - حوار - سرد وحوار.

القراءة:

لن أجيب عن الأسئلة سيدي سأتركها لأبني ليستمتع ويثري مدلولاته ببذخ لغة ممتشقة.

في العتبة:

أقرأ قصة قصيرة موجهة إلى الأطفال عنوانها يثير نهمهم ويُحفزّ الجانب المعرفي فيهم حبّا منهم لاكتناه كنه هذه الزهرة والأحداث المحيطة بها ويُسعفهم التذييل في آخر الصفحة ويمدّهم بدلالة تتماشى وقدراتهم العقلية كما يمكنهم من فهم ما ألغز من مفردات ويحرك التفكير فيهم بملحق الأسئلة، طريقة بيداغوجية تُسلس عليهم تمثل القصة، والتفطن إلى ما أُلغز منها وأشكل وتبعث روح البحث والاجتهاد.

في القصة:

لن أتناول القصة من بعدها الدلالي بقدر ما سأركز على بعدها المعرفي والبيداغوجي والنقدي والتعليمي ووفق هذه الأبعاد سأباشر قراءتي.

على المستوى البيداغوجي:

تقتضي البيداغوجيا الانخراط في الفعالية التعليمية ذلك أنَّ مباشرة مهنة التعليم تسمح للمدرس بالانتباه إلى محدودية الطرق المدرسية السائدة وتُجبره على استحداث بديلا يراه الأقدر على النجاح هذه الفعالية. إنَّ انخراط أستاذنا في الفضاء المدرسي جعله يستحدث مسلكية جديدة تمثلت في توظيف القصة القصيرة وهذه العينة بدت مشوقة تستجيب إلى ميول الناشئة وتتكامل مع حصة التربية التكنولوجية وهنا أرى أستاذنا يستبعد الفصل بين المواد ويصل بينها، ولعله يشاطرني الرأي في تأكيدي أن الفصل بين المواد وعدم التنسيق بين مدرسي الفصل الواحد قضى على التكوين الشامل فاستوطن بمقتضاها التلميذ في صناديق تقوم على الفصل. إذن إن أستاذنا يمتلك رؤية شاملة متكاملة فيما يخص الشأن المدرسي البيداغوجي.

يذكرني أستاذي وهو يوظف القصة بيداغوجيا بأفلاطون وتوظيفه الأسطورة كطريقة بيداغوجية وكحجاج به يُقنع ويُفحم الخصم ويُثبِّت المعرفة. كما أنَّ التذييل أو تعريف المصطلحات يلين العملية البيداغوجية ويمكن التلميذ من تكوين موسوعي علمي ولغوي أمَّا الأسئلة فتخرجه من سلبية التقبل وتضيف إلى فعالية الاستمتاع فعالية الفعل، والاجتهاد، والتمرن، والتدبر.

علميا:

تُقدم لنا القصة تعريفا علميا للزهرة القرمزية وهي نبتة تم وصفها علميًا من قبل " كارلوس لينيوس" سنة 1753. غير أن التذييل يمدك بتعريف أولي بسيط يتماشى والناشئة. يُخبرنا عنها فيقول " ذات لون وردي" وبالعودة إلى القصة ندرك أن نورة كانت ملمة بحقيقتها وتمتلك معرفة. ذلك أنها من جود الأرض وعثرت عليها في أرضها، هي زهرة ذات ألوان براقة متفردة وفريدة تُغاير غيرها وتختلف عنها، وهي تُغرس غرسًا وتميز أطراف البلد، جذورها متشعبة ضاربة في عمق الأرض، عديدة الأطراف، لها قدرة على تحمل قسوة المناخ إلى حد ما لذلك كانت الفتاة نورة تعتني بها وتسقيها مرة في اليوم على اعتبار أنَّ الوردة ما زالت في طور التكوين. إذن يخبرنا الأستاذ بأنَّ النبتة تحتاج إلى العناية سقيًا ورعاية ليشتد عودها. درسًا يسوقه الأستاذ لأعين الناشئة وحثهم على العناية بنبات الأرض والمحافظة عليه.

نقديًا:

تتضمن القصة بعدًا نقديًا لسلوك اجتماعي قد يكون غير واع أو واع وربما يكون سببه الفصل الذي نباشره في الكتب المدرسية بين النظري والتطبيق من ناحية، واستهتار المؤسسات التعليمية بالبعد التطبيقي من ناحية أخرى. أمَّا بسبب عدم تهيئة المجال الممارسة الفعلية أو بسبب استهتار العديد ببعض المواد وعدم العناية به لكونهم يرونها فاقدة لكل فائدة. إذن يتمثل هذا اليوم في عدم احترام اللافتة المحفزة على الحفاظ على الزهرة من قبل بعض المستهترين بجمال البيئة، هذا النقد تُصاحبه دعوة إلى تجديد سلوك أو إحيائه يحفز الناشئة على الحفاظ على البيئة والوعي بأهميتها في زمن الاعتداء على الطبيعة بفعل افتكاك مجالها من قبل الإنسان نتيجة الاستهتار بها، وأعلم أننا - نحن الكبار- زمن استنزاف الطبيعة في حاجة إلى تعلم مثل هذا الخلق الطيب في التعامل مع نبات الأرض لتصحيح مسارنا الإنساني. إذن يتبدى لنا الوجه الإنساني والنقد اللاذع الذي يتعدى حدود البيئة؛ ليطال كل مستهتر ومستنزف للطبيعة.

تربويًا:

على المستوى بدت القصة بتنقيطها وشكلها مذهلة. في مفرداتها تكوينا وإثراء للزاد المعرفي. وفي صناعتها غير مُقلقة، بل تُغري الناشئة وتحملهم على مواصلة المتابعة والاستمتاع. بدت عادية في بداية الأمر: فتاة صغيرة تعتني بوردة باعثة في الناشئة تساؤلات تدفعهم إلى متابعة القراءة. ولعل ما يغريك هي الحبكة، ولوج أزمة المرض وهجرة الفتاة من بيتها الذي تداعى وضعف الزهرة وشحوبها. الأسلوب كان شيقًا جمع بين الوصف الذي طال الجسدي والخلقي والنفسي وبينية القصة الجامعة للحوار والوصف.

حقق أستاذنا بهذه القصة القصيرة أهدافًا عدة: بيداغوجية وعلمية ونقدية وتربوية واجتماعية وتعليمية، هذه العجينة المركبة لا تنم إلا عن وعي بأبعاد العملية التربوية وبقيمتها وكيفية تحقيق أهداف متداخلة عن طريق توظيف بيداغوجيا القصة القصيرة ولذا يجب أن يكون لنا حس أستاذنا في انتقاء القصة، أي ضرورة ضبط الرهانات مسبقًا، واختيار القصة تحقيقًا لمتطلباتنا وهذا يفترض وعيا مركبا بلغة ادغار موران، وعيًا مسبقًا بأن العملية التربوية ليست جزئية، بل هي فعل كلي يعي بالطبع المركب للمواد وللأهداف المزمع إنجازها.

أراك تمتلك وعيًا بيداغوجيًا يسمح بحل معضلة النفور المستفحلة في مدارسنا لامتلاك لناصية التجديد والابتكار البيداغوجي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى