محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ثم في نهاية المحنة كتبنا الشعر

ثم في نهاية المحنة
كتبنا الشعر
المغامرات المميته جميلة فقط حين ننجوا
دون ذلك تكون فخا
لكننا لم نتعلم من الشعر ، سوى كيف نقلدهم البكاء
امريكا ايضاً كتبت الشعر
هكذا اخبرني صديقي وهو يدخن
امريكا ايضاً كتبت الشعر
للحرب جانبها الحميم
وجانبها
المشغول بالسخرية
للحرب اصابع ناعمة ترتدي عليها اصابع عرسها
ولها اصابع اخرى
محشورة بقسوة بين افخاذ نساء تململن في بطون اطفالهن الجوعى
لكننا في النهاية
كتبنا
بلغة تشبه الفيزياء ، بالمعول الصوري الذي يهدمنا من الداخل ، بصحف التسويق ، بولولات نساءهم ، بالتنانير القصيرة التي لم نجرب ملمس خلعها سوى في المخيلات
كتبنا عن القطارات
حتى تعجبت فينا السكك الحديدية
السكك المحمولة في اكتاف الاسئلة القديمة ، من نقل المدينة عبر بوابة المدينة دون أن يوقف سيارته امام التفتيش
امريكا ايضاً لها جانبها الحميم
جانبها المعلب كالتونة ، جانبها القروي العالق في اجفان الزنجيات ، مزارع التبغ ، ورائحة عرق العبيد ، اسفل حاملات النفط
كتبت امريكا الشعر ، كما يكتب الاطباء الوصفات
كما يكتب القضاء قصائد الموت الجادة
كما يكتب التاريخ ، اسماء الذين دفعوا الرشاوي المطلوبة ليكونوا رموزا
لكننا هتفنا باصواتهم
لهذا لم يسمعونا
وارتدينا اقمصتهم ، فلم يميزوا جثثنا بين جنودنا وجنودهم
لقد خضنا معركتنا ضدهم حاملين اعلامهم
وبتوجيهات مدافعهم
قذفنا معسكرنا
امريكا ايضاً تصلح لتكون زوجة ، قد تكون سيئة قليلاً ، لا تجيد قلي البيض ، بدلاً من ذلك تُغلي اطفالنا
وبدلاً من أن تخلع حمالة صدرها ، تخلع الغرفة عنا
وبدلاً من أن تُقبلنا وتنام بصمت
تسحب فمنا
ليافتتها الثرثارة ، لتُخبر العالم اجمعه ، هذا فم يصلح للتقبيل
امريكا
حين قذفت كل البيوت
كل الجيوب ، كل الانهار بالسراميك ، كل الغابات بالمداخن ، كل النساء بمساحيق التبرج ، كل الرجال بصفوف التجنيد
حين لم تجد ما تقذفه
ما تبتره
ختنت اشعارنا
ولا احد اعترض ، على فداحة عوراتنا الناقصة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى