قسطنطين سيمنوف - انتظريني..

انتظريني .. وسأعود
ولكن انتظري كثيراً
انتظري, عندما تُثيرُ الأمطار الصفراء حزناً
انتظري, عندما تهطل الثلوج
انتظري في الحرّ
انتظري, عندما لا ينتظرُ الباقين أحد .. ناسين يوم البارحة
انتظري, عندما لا تأتي الرسائل من البعيد
انتظري, عندما يمل جميع المنتظرين (معك)

انتظريني .. وسأعود
لا تتأملي الخير .. لمن يحفظ عن ظهر قلب, أن وقت النسيان قد حان
فَلِيُصدّق ابني وأمي, أنني غير موجود
فليملّ الرفاق انتظاري , جالسين حول النار
يعاقرون الخمر المرّ .. ذاكرين روحي
انتظري .. ولا تتعجلي .. شرب الخمر معهم

انتظريني .. وسأعود
رغم أنف الموت
من لم ينتظرني , فليقل : حظه موفّق !
لن يفهموا , أولئك الذين لم ينتظروا
أنكِ -في وسط النار أنقذتِني- بانتظارك
كيف بقيتُ على قيد الحياة, سنعرف فقط نحن الاثنين
ببساطةٍ .. قد كنتِ تتقنين الانتظار , ليس كأي أحد آخر


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصيدة ( انتظريني , وسوف أعود ) للشاعر والكاتب المسرحي قسطنطين سيمنوف الذي تحول إلى مراسل حرب ...
في شهر فبراير عام 1942 م عندما تراجعت جيوش هتلر عن موسكو، نشرت صحيفة "الحقيقة" قصيدة ( انتظريني ) الغنائية، وبسرعة فائقة استحوذت على قلوب الجنود الذين اقتطعوها من الصحيفة، تبادلوها في خنادقهم، حفظوها عن ظهر قلب، وكتبوها في رسائلهم إلى زوجاتهم وخطيباتهم، ووُجدت القصيدة في جيوب الجرحى والقتلى. وبلغت القصيدة شهرة لا مثيل لها، فقد ترجم الألمان هم أيضا القصيدة وتغنى بها جنودهم....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى