علجية عيش - أنظار أدبية حول رواية "امرأة سوداء في باريس" للأديبة الفلسطينية سناء أبو شرار

مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة رشحتها لتكون جائزة البوكر في دورتها القادمة


تم ترشيح رواية "امرأة سوداء في باريس" للأديبة الفلسطينية الدكتورة سناء أبو شرار لجائزة البوكر للرواية العربية الطويلة في دورتها القادمة من قبل مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة و الأديبة الفلسطينية هي كاتبة وروائية ومحامية ونقابية من مواليد مدينة الخليل بفلسطين، حاصلة على شهادة ليسانس و الماجستير ثم الدكتوراه في القانون من مختلف الجامعات، عضو في اتحاد الكتاب الفلسطينيين لها عدة إصدارات ، نوقشت أعمالها في العديد من الندوات في القاهرة وعمَّان

الرواية تقع في 400 صفحة من القطع الكبير، تبدأ أحداثها في قرية إفريقية نائية تجتاحها حربٌ أهلية ، منهم من أجبر على الفرارُ لقرى مجاورة، ومنهم من اختار اللجوء إلى أوروبا، لكنهم اكتشفوا حقيقة لم يعرفوها من قبل، وهي أن لون بشرتهم السوداء حينها اصطدموا أمام التمييز العنصري و تيقنوا أن بشرتهم السوداء ستسبب لهم مشاكل و أنها أول عدو لهم في ذلك الغرب البارد. منهم من يدافع عن لونه ويتمسك بهويته، ومنهم من يخجل من ذلك اللون ويهرب منه محاولاً بكل طريقة أن يصبح غربيًا أسود اللون. ولكنه ورغم كل محاولاته يبقى أسير ذلك اللون، و قد اختارت الروائية عينة من الأفارقة السود الذين واجهوا هذا الوضع عندما اختار رجل إفريقي و زوجته العيش في فرنسا ليصبح فرنسيًا أسود اللون ولكن قلبه أصبح أوروبيًا أبيض اللون، بينما زوجته تمسكت بلونها وجذورها في جميع تفاصيل حياتها وفهمت إفريقيا فقط حين عاشت في الغرب البارد، وأصبح لونها الأسود هو وطنها الدافئ في غُربتها الطويلة.

فلطالما استغلت أوروبا ألأفارقة السود، و استعمرتهم أبشع استعمار و مارست ضدهم كل أشكال العنصرية و استعملتها كأداة لجعلهم عبيدا رغم أن أوروبا تدعي الديمقراطية ، لكن أشكال العنصرية كانت أكثر وضوحاً، و هي تعبر عن أفضلية العِرق الأبيض على بقية العروق البشرية و تضع العرق ألبيض في مرتبة السادة عكس السود الذين اعتبرتهم أنهم عبيد و ظاهرة العبودية متجذرة في التاريخ حتى الستينيات، و لعل هذه المرأة المتمسكة بهويتها تشبه إلى حد ما قصة شيرلي شيزوم المرأة السوداء ، في التمسك بالجذور إلى أن الاختلاف بينهما يكمن في أن شيرلي شيزوم رفعت التحدي اكثر عندما قررت الترشح لعضوية الكونغرس( البرلمان ألأمريكي) وتحدثت بصراحة عن حياتها وعن النظام السياسي في أمريكا، وقد علمتها التجربة دروسا زادت قيمتها يوما بعد يوم، رغم العراقيل التي واجهتها في إيجاد عمل لاعتزازها بنفسه.

وقد روت شيرلي شيزوم مسيرتها النضالية في كتاب بعنوان: " لا أباع ولا أشترى " يحتوي على 214 صفحة، ترجمة محمد حقي، طبع بدار المعرفة القاهرة عام 1976 بالاشتراك مع مؤسسة فرانكلين، وهي تدخل عالم السياسة اكتشفت شيرلي المناورات التي يقوم بها السياسيون وما كانوا يضمرونه، وكيف كانت تعقد الصفقات السياسية، وامتصت كثيرا من آرائه النافذة، حول الطريقة التي يعمل بها النظام السياسي، وكيف يستبقي البعض خارج النظام ويسمح للبعض بالدخول فيه، فشعرت أنها من حقها أن ترشح نفسها، وذلك ما تعنيه الديمقراطية الحقة، إن هذه القصص و ربما هناك قصصا أبشع حول العنصرية و ما يعانيه السود في أوروبا، تبين أن التجربة الديمقراطية في أوروبا سواء في أمريكا أو في فرنسا لم ترتق إلى قيم الثورة الفرنسية؛ المساواة العدالة الإخاء.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى