مصطفى معروفي - عُرْيُ الأصابع

وألفيتُني واقفا في رواق الصهيل
أطالع في المرايا جباه الخيول
توسدتُ ماء الشموس
بكل حياءٍ
ومأواي كان على كتف الثلج منتشرا
وهنالك جمر يحث الخطى
حيث يبحث عن جيله في
تفاصيلَ لم تأته بعدُ،
من ولعي بالهوامش
ملْتُ إلى الأرض أمدحها
خانني طلل شاردٌ
بعدها صار لي خاتما أوقِدُ في جسمه
يرقان البراح
عزمتُ على نشر ظلي بكل المسافات
إذْ أنبأتْني الطيور بأن السحاب
يحب التهجد تحت السماء
ويلبس أعراسها ليجيز لها الانكسار
هي الطير إن عبرت شجرا نادرا
أذكت الطرقات بعرْي أصابعها
ثم أنزلت الغيم كي يتنبأ
بين عشيرتها...
أَزهرَ الليل
كان يدحو الهزيع الأخير
ليركب نخل الطريق
فما زال يمشي أميرا
ويحكي مناقبه للمدى
وعلى كفه انبطحت سيرة الأولين
على الليل يتكئ الغيم
يغلو فيتخذَ القيظ خدنا له،
يهرب النهر من فراشاته
يدخل الظل يحمل فيه
صليبَ العراء
أراه فأحضنه فيعلمني الاحتفاء
بنار البداية
يغمرني بالسماء التي نهضت أقمارها
لتؤثث مقصورة الأزمنةْ.
بين نفسي وبين المعابر غصن نارٍ
ومشكاةُ عيدٍ
ذكرْتُ العصور القديمةَ لكن
نسيت مساءاتها فاستوى قائما
شغفي بقُراها...
علمتُ بأني أضيء
وأن النهار يجيء إلى رقصة الطير منشرحا
رافلا في ملابسه الدائريّة.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
من دمنا
أصبحت الأشجان
تهيئ مأدبةً
ثم إليها تدعو
كل تباريح الأرض.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى