مصطفى معروفي - يَقينٌ

حريّا بعشق البحيرات
ملتحفا بالغيوم
أتى الماء نحو النخيل
وفي رئتيه الأقاحي
وسرب من الفراشات
ذات حياد وثيق
غداةَ جعلتُ أحالف بدء الطريق
وفي راحتي غيمة تشرئبُّ
شرحت إلى الريح رعب القرى
حين تسرق غفوتها من
عيون القبيلة...
ثَمةَ بئر بلا مرجع
غير أنا خرجنا من الفيضان على
شغَف لاهبٍ
كان طين المسافة من بيننا
واقفا يتأملنا
حوقَلَ الشجر اللوذعيّ ونحن
نميل إلى جهة الأرض نمنحها
غبطة العاشقين
عرفتُ يقينا بأني أسوق ظلالي
إلى دكنة النهر
ألقي بجمر البداهة
للشرفات الخفيضة
أنقل خطوي على حذرٍ
بين سنبلة وشقيقاتها الأخرياتِ
وحين أمد يدي للغصون
تكون الفراشات في رحلة شيّقةْ...
هو تِرْبي الذي يتراءى على
قوسٍ ودائرةٍ
ثم يفتح مقبرة لها صلة
برخام المدينةِ
يرنو إلى قزحٍ إذْ يساوره
ثم يعلنه مسْكَنا في الجناح الأخير
من التجزئةْ...
(لست أدري لماذا إذا هرم الوقتُ
ذاب على حذوةٍ لحصانٍ سريعٍ!)
سأنشئ متكاً نافذا ثم أدعو
إليه الخريف
وأربط بالقرب منه المرايا
لأكْسِر قفلا
يفر من الباب حيثُ يقدم خدمته
لخزانة جارته الغجرية.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
اِعتقلوه لما وجدوه
يحمل بيتا شعريا يتقاتل
مع قبح العالمِ.









تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى