عبد العزيز أمزيان - أطياف تطلقني في السديم

أطياف تطلقني في السديم
لون الريح في يدي رصاصي
تتعقبني الوجوه
الخطوط الثكلى في المنامات
سديمية
مثل أزيز الليل
تطوقني مسافات الموت المحنط
بطبقات المخاض العسير
تتلاشى ستائر الغابات
تختفي أصوات الأرخبيلات
المدى يمسي ثقب إبرة في نوحي
الطريق طويل إلى طوق الملاك
ليس لي هذه الحدود في رحلي
كي أشفي نظراتي العليلة
وأطفئ نار الحريق في روحي
من أين لي بهذا المحال،
أن يفتح لي نفحه؟
يمحضني ماء
لعلي أحبس اندحار الدروب
انسراب البسمات في عثرة الفجوات
تغيب في الحضور
وأظل ألقاك
ها هنا همسا،
وجها يستوطنني
آتي إليك، من سدرة الوقت
ومن حنايا الضحكات
ومن منتهى الطريق، إلى أول خيط الشمس
كي أرعى فيك تلك الأماسي
ذكريات المحاق في كف الماء
سنا هذه الأزهار في المطار القريب
في نسل الضوء المنبعث من رحم الأبدية
ليتك امتداد لمواسم الظل في روحي
أراك هناك مسجى
تكاد تستفيق من غيم في عينيك
تأتي إلى محافلك الأثيرة، ها هنا
ببصر وبصيرة مفتوحتين
ليتك أطلعتني على رحيلك الماحق
لكنت رتبت حزني على مهل،
لكنت سبقت الشجر إلى مراسيم النهايات
لكنت حفرت خندق الأصحاب في عشب المرايا
ولكنت أتيتك من بقعتك
إلى نهر لوار الملون بالخريف
أسدل سماء على عينيك
أرنو إلى ساحاتك وبراريك
إذ تكون المدى والعمر والبرزخ
والذكرى والخلود..
وأكون الناي واليراع في هديرك
الأبدي في المآتم..

29/08/21.
عبد العزيز أمزيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى