مصطفى معروفي - رياح قديمة

للهشاشة نهران
أول نهر يسير بطيئا...ويزرّقُّ
ينتظر الطير عند انعطاف
جديلته الغجرية
ثانيه يمشي على أصبع
ويقوم بتأويل ريح تجيء إليه
من القفص المستوي بين فكيه
من كل هذا بدا ما يلي:
نهار بأجنحة من طراز جديد
ونافذة تشتكي وجع الماء
ثم اليمام الذي بمناقيره الأبخرةْ...
من هنا طلعت شهقة النخل
فاختلس السهْبُ آلاءها
لكِنِ النخل لم يقتنعْ
فارتقى آخذاً بعنان
هشاشته الملَكية
ما كان ينقصنا في الحقيقة
هو الاقحوان البديهيُّ
ومبتدأ الفيضان،
لماذا إذاً قد سمحنا لسرب الخفافيش
أن يطفئ الغاب في مقلة الظبي
ثم تمادى فعاف ضيافته؟
اِستحب المتاه رجاحة أقدامنا
فمضى يخبر البيد عنا
وعن سفر مزمعٍ لقوافلنا
هي ناري التي امتدّ ناعمها للعناصر
أربكَتِ الطير
فجاء الطريق إلى قدمي
ليجاملها بقميص فراسخَ تملكُ
طعْم الرياح القديمة.
ــــــــــــــــــ
مسك الختام:
ذاك الرجل البروليتاريَ
حداثيٌّ حتى الأعماقِ
تمنى لو أن "لنينَ" و"ماركسَ"
نوعان لخمرٍ
أو لسجائرَ شقراءَ.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى