مصطفى معروفي - شُرُفات البحر

قلقٌ محتدِمٌ بسؤال العمْرِ
يقيم جدارا يفصل رأسي
عن رائحة الأرضِ
شرعْتُ لريح الغد بابا
أرهقني أني أول من
زرع الجمر في الماء
وأول من شرح الغاية من
نزَق الفيضان...
فتحتُ دمائي للدهشة
أرسلتُ لها رعبي الأخويّ الكيّس
حتى نزل الغيم يريد
مناصرة النبع
فاعطى لكراكيه نعوت محيّاه
وَسَها عن تدويم أنامله...
في رئتيَّ نهارٌ ضلَّ
فصار يسير ببطء
وعلى جانبه البرق يتمتم
أو يركض في سعَف النخل
ويحني قوس الماء إلى
قبّرة تقصد باب اللهِ
(اكانَ يساورني حلمٌ حين
سمعتُ حفيفا لمساء مغتربٍ
في حبق المنزلِ؟
أيطول الغصن ليأكل من شدو هزارٍ
يدمن صعلكة الطيران؟)
ألا إن البحر له شرُفات يمقتها
حين اكتشف الموج يغازلها تحت
هزيع الليل
قرأت له وِرْد السبتِ
فساق إليَّ شواطئه
معترفا بجميلي
ثم دنا مني ومضى يغسل خطوي
بنوارسه الملكيةِ،
من قال بأن البحر له
إنجيل الروحِ
فقد صدَق القولَ
وعِمْتَ مساءً يا زمنَ القمرِ الغاربِ
بين الماءينِ.
ـــــــــ
مسك الختام:
كم من أبي لهبٍ
يعشّشُ بيننا
أخْفَتْهُ عنا لحيةٌ
أو سُبحَةٌ
أو ربما
سجّادة صُنِعتْ بأوروبّا.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى