أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور..

-1- اللؤلؤة : فن التستيف!!
" فن التستيف ؛ من أبرز علامات الحضارة الأوربية، إنه لا يقتصر على تستيف حصيلة العلوم والفنون والآداب، كما تراه في المكتبات والمتاحف، بل تجده ابتداءً من البيت، فليس فيه قطعة أثاث زائدة، أو في غير موضعها، وإذا استقرت لا تتحرك من مكانها، لو اصيبت صاحبته بالعمى لاستطاعت - بلا تدرب – أن تقعد وترقد بل وتطبخ بغير ان تحسس، وبدون لخبطة أو صدام . ترى التستيف في المخزن، في المتجر، حتى في دكان القصاب " .
2- المحــارة :
- لا تخطئ خبرة القراءة، وتداعيات الألفة – وخصوصية أسلوب "صاحب القنديل" – رضي الله عنه – وكفى بهذا وصفاً لدوره المستنير في صناعة المستقبل .
- وفي المقالة – التي تعد افتتاحية لكتابه في "أدب الرحلة" – وهي بعنوان :"كلام بلا تستيف" – يركز على أهمية "النظام" المقترن بالدقة ، ونزعة الاقتصاد ، وفي سبيل تأكيد هذا المعنى – الذي يراه "خصوصية للحضارة الغربية" يذكر حادثة محددة للاهمال المتوطن عندنا – في التعامل مع تذكرة سفر بالطائرة، والقدرة التنظيمية والرصد الدقيق الذي يتمتع به نسق الحياة، والأشخاص ، وأساليب العمل في الغرب . ويرى في هذا الفارق الحاسم بين حياتنا، وحياتهم ..
- وهذا التستيف – فيما أرى – قدرة خاصة، وبناء عقلي وذوقي، ولا يقتصر على استخدام الأماكن وتجهيزاتها، فتستيف، أو تنسيق الأفكار في الذهن هي الأساس الذي تنهض عليه قدرة التحليل، والاستنتاج. والتنسيق في استخدام الوقت هو المسئول عن إنتاج الأعمال الكبرى في الصناعة، كما في الزراعة، كما في التأليف!!
- تشير المقالة – وكما نعرف جميعاً – ظاهرة (الكراكيب) عندنا في السطوح ، كما في البلكونات، كما خلف العمارات .. إلخ، وأثرها السلبي في مجالات الأمن، والصحة، وقبل ذلك : في الذوق العام .
- ولا أمدح نفسي – ومادح نفسه إبليس – بأن أذكر شغفين ليس بتنسيق مكتبتي وتقسيم مقتنياتها من المؤلفات حسب الموضوع، والسياق الزمني، والمؤلفين ... وكان هذا – مع احترام عنصر الزمن، وضرورة الإفادة من مساحاته الصغيرة – وراء كل ما صنعت من كتب (بصرف النظر عن الموضوع أو المستوى) فهذا أمر آخر .
- يقول المثل الإنجليزي – ما يمكن ترجمته إلى : حافظ على الملاليم والقروش ، فالجنيهات تستطيع أن تحافظ على نفسها !!
- وأذكر طُرفة، ولعلها نكتة جادت بها لغة المفارقة؛ إذ قال صاحبها جواباً على سؤال: كيف أمكنك أن تنجز هذه الدراسة الشاملة الطويلة في هذا الزمن القصير؟ كان جوابه : كنت أعكف على القراءة والكتابة حتى تنجز زوجتي طعام الغداء !
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : "حقيبة في يد مسافر" – يحيى حقي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1985 – ص8 .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى