زينب محمد عبد الرحيم - الحق الطبيعى

ماهو الحق الطبيعى و ما هى الأسس التى قامت عليها هذه الفكرة ?
ان نظرية الحق الطبيعى تقوم على إمكانية أستيعاد الجلال الاخلاقى للأنسان ولكن هذا الجلال لا يعتمد على أى عقيدة دوجماطيقية او أى وحى خارجى ، فهو يعتمد على الارادة الاخلاقية وحدها وعلى القيمة التى يضيفها الإنسان على نفسه ،وكانت هذه هى الغاية و الفريضة العظمى لتطبيق الحق الطبيعى .
فيعتبر القرن السابع عشر فى أوروبا هو عصر التنوير الحقيقى ، حيث أستقل العقل أستقلالا مطلقا ويعتمد على ذاته وهو ليس فى حاجه إلى أى عون خارجى بل هو لن يقبل هذا العون إذا فرض عليه فعليه أن يشق طريقه وان يؤمن بقدرته وقوته ، ومن ثم أصبح هذا المبدأ هو الدعامة لكل مذاهب الحق الطبيعى .
و بعد أن سيطر الفكر العقلانى فى فلسفة القرن السابع عشر أصبحت فكرة أعتماد الدولة على العقد الاجتماعى من القواعد المسلم بها فى الفكر السياسي إبان القرن السابع عشر،
فالعقد الاجتماعى هو إرجاع النظام القانونى والاجتماعى إلى أفعال فردية حرة ووجود عقد اجتماعى يخضع له المحكومون بأختيارهم .
ومن أبرز الفلاسفة اللذين وضعوا أسس الحق الطبيعى توماس هوبز و الفيلسوف الهولندى باروخ سبينوزا .
مفهوم الحق الطبيعى عند سبينوزا : هو الحرية و الحق هو ان يفكر الأنسان كيفما يشاء ،
أى إن الحق فى نظره مجموعة من الحقوق يستمدها الأنسان سواء من الطبيعة أو من خلال بعض الحقوق الوضعية المتفق عليها بين الشعب و الدوله ، حيث يرى سبينوزا إن الدولة تمارس السلطه بواسطة الحق و القانون (غاية الدولة)
و يرى سبينوزا إن الإنسان فى حالته الطبيعية يعيش تحت وطأة الصراع من أجل البقاء حيث ينعدم الأمن و السلم و عندما يجور القوى على حق الضعيف الذى لا يقوى على المواجهه من هنا لزم على الافراد أن يؤسسوا لمجتمع سياسي يسهر على حفظ بقائهم و حماية مصالحهم بناء على تعاقد عقلى و إرادى ، فالحق الطبيعى يستمد أساسه من القوة .
ألف الفيلسوف سبينوزا كتاباً مهماً بعنوان "رسالة في اللاهوت والسياسة"، شرح مضمون فكرة الحق الطبيعى بقوله: أن حرية التفلسف لا تمثل خطراً على التقوى (الدين) أو على سلامة الدولة، بل إن في القضاء عليها قضاءً على سلامة الدولة وعلى التقوى ذاتها في آن واحد .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى