د. عبدالجبار العلمي - ديوان "عندما تعصِف الجراح" للشاعر محمد الناجي.. دراسة تحليلية

تقديم :

عرفت الشاعر مَحمد الناجي منذ بدايات سنوات السبعين ، شغوفاً بالشعر قراءة وكتابة ، فهو ليس حديث عهد بالكتابة الشعرية ، فقد كان يكتب ما يكتبه من شعر ، ولا يقرأه إلا على أصدقائه. إنه من كوكبة الشعراء الذين يحسون بالمسؤولية إزاء الكلمة ، ومن الذين يتهيبون نشر ما يكتبون على الملأ إلا بعد أن ينضج على نار هادئة ، وبعد أن يقتنع أو يقنعه أصدقاؤه بصلاحية شعره للنشر على جمهور القراء. وعندما عرض عليَّ الصديق الشاعر مَحمد الناجي أن أكتب مقدمة لديوانه الذي يعتزم طبعه ونشره ، وجدت نفسي أمام كم غزير من القصائد التي تبلغ أكثر من أربعين قصيدة ، وإزاء عالم زاخر بالخيال وبالصور الشعرية المبتكرة وبالتعبير الموحي بشتى الإيحاءات . إنه كما يقول الدكتور محمد نجيب محمود في حق شعر أدونيس " خير مثل يساق لشاعر ينقلك من عالم الصحو إلى عالم الأحلام " (1)، فدخلت هذا العالم البهي المغموس في شهد الكلام الشعري ، والمكتوب بلغة متينة يعنى الشاعر بسلامتها وجمالها في كل المتن الشعري . و بدل أن أكتب مقدمة للديوان ، وجدت نفسي أكتب محاولة لدراستهتنطلاقاً من المستويات الشعرية التالية : المستوى الصوتي الإيقاعي ـ- المستوى المعجمي – المستوى التركيبي : النحوي والبلاغي إلى جانب ما بدا لي من ظواهر فنية وأسلوبية لافتة لنظر الباحث في الديوان.

الدراسة :
الإيقاع في ديوان (عندما تعصف الجراح ):
يتولد الإيقاع في هذا الديوان من العناصر الفنية التالية :
أ – التكرار :
- تكرار الكلمات ذات صِيغ صرفيَّة على وزن واحد في أسطر متقاربة أو متباعدة من القصيدة مثل : خَفْقَة – نَغْمَةٌ – لَفْتَةٌ – هَمْسَةٌ – رَعْشَةٌ – رَاعِشَة - وَارٍفَة ( قصيدة: ومضات هائمة)
- تكرار الكلمات متتابعة في مجموعة من أسطر القصيدة، كما في قصيدة "أصداء آفلة "، حيث يتكرر اسم الاستفهام كيف في ستة أسطر متوالية :
كيفَ تَهِلُّ البَسْمةُ
في سمائي ؟
كيف تورق النَّغْمةُ
في أرجائي ؟
كيفَ تُزهر الأطيارُ
في أفيائي؟
كيفَ تتعرش الخطوةُ
في أبهائي؟
كيفَ تنفرجُ الأسرارُ
في أَمدائي؟
كيف أُترع بالأنخابِ
كأسَ أهوائي؟
ونلاحظ تردد لفظ كيف مع نفس التركيب في جل أسطر القصيدة : كيف : اسم + فعل + فاعل + حرف جر + مجرور . فضلا عن انتهاء الأسطر بروي موحد هو الهمزة موصولةً بحرف اللين الياء. فينتج عن هذا إيقاعٌ موحد من خلال الجمل ذات التركيب المنظم على صورة واحدة. ولهذا التكرار للسؤال في كل المقطع دلالته ، ففيه إلحاح كبير من الشاعر في التعبير عن واقع يسوده الحزن والألم وقسوة الحياة وغياب الحرية التي لا يجد لها مناخا في هذا الواقع الخانق الذي تملأ حيزه خفافيشُ الظلام ، إن هذا الواقع القاسي لا يستجيب لأسئلته وطموحاته ورغبته الخيرة : فــ"برجٌ في خارطة الأحلامْ/ تذرو نواميسَهُ/ سنابكُ الأيامْ / تطوقُ شجْوَها / براثنُ النسيانْ /وومضٌ في مدارجِ الكلامْ/ تخنقُ دفقهُ / خفافيش الظلامْ "
- تكرار الكلمة أو العبارة – اللازمة : وهي التي تتكرر في كل مقطع من مقاطع القصيدة ، وهذه ظاهرة منتشرة في العديد من قصائد الديوان ، وقد تكون الكلمة التي يبتدئ بها المقطع حرف جر مع مجروره أو أحد النواسخ ( لَعَلَّ – كانَ ) أو ظرفاً زمنياً ( حين ، كما في قصيدة " أصداء الومض الهارب " مثلاً ) وسنكتفي بإيراد الشاهد التالييين:
1 ـ أصداء الومض الهارب :
- حين يرتج
بأحراش دمي
دفق البرروقْ
****
حين يرفرف
في فيء وجدي
سربُ نجومْ
****
حين تصهل
في وقع خطوي
نشوة اللحون ْ
****
حين ينهمر
في خفق شدوي
شلال شجونْ
****
حين تنثر في الرياحْ
في المدى
خفق جناحْ
****
حين يغمرني الدفقُ
أفيقْ
تنكفئ الدنانْ
فلا كأس ولا رفيقْ
فــ" حين " التي تتكرر في كل مقطع ، تدل على الزمن المتكرر المنفلت من بين الأصابع غير مخلف إلا الأصداء المتلاشية لأمال خُلَّب كانت تهفو إليها ذات الشاعر، كما نلاحظ ذلك على المستوى المعجمي ( دفق البروق – سرب النجوم – نشوة اللحون ) ، يفيق فإذا بدنان نشوة الأحلام تنكفئ ، ولا تبقى إلا الخيبة والإحباط وغياب الرفيق .
2 ـ سِفر الأشجان: نقرأ في المثال الثاني اللازمة المتكررة في كل مقاطع هذا النص هي عبارة "سلام عليكم"، ويتكون من أربعة مقاطع يمثل فصلاً من فصول "سِفر الأشجان" التي نجدها مهيمنة على المتن الموسع كله ( الديوان ) ، مصدرها القهر والخذلان والخيبة والإحباط ، ومحاولة بحث الذات الشاعرة عن مخرج من هذا الطوق الخانق ، مستشرفةً آفاقاً تشع بالآمال مقاومة كل دواعي الخذلان واليأس كما نجد في خاتمة هذهالقصيدة :
1 – سلامٌ عليكم : حيث أنتمْشاردون في مواقع العتمة / تُرتلون فصول الخيبة / من سفر الأشجانْ,
2 – سلام عليكم :حيث أنتمْشامخون في مرمى الزمانْ / سهامُه قهر وخذلانْ
3 – سلام عليكم : حيث جنحت بكم سفائنُ الوقتِ/ في برزخ لُجي / يشطرُ الحياةَ جرحينْ,
4 – سلام عليكمْ : حيثُ أنتمْتطاولون انكسارَ المسافات/ تحت أقدامكمْ/ تقاومون انطفاء الصدى في أصواتكمْ / وتمدون للآتي كأساً من لهيب قلوبكمْ / أو دفقاً من ومضِ جراحكمْ / أو باقةَ إصرار من حقولِ عنائكمْ.
ولا يخفى ما في عبارة التحية " سلام عليكم " المتكررة في السياقات التي وردت فيها ، من استنهاض لهمم الرفاق ، وتحفيزهم على النهوض و الخروج من وضعية القهر واليأس والانتكاس بالعملالإيجابي وتحدي كل العوائق والآلام لتحقيق غد أجمل وأفضل.
- تكرار تركيبي : ونمثل له بقصيدة " خطىً مشروخة " ، حيث يتكرر الفعل والفاعل بينهما حرف جر مع مجروره يليهما حرف عطف ( فاء أو واو ) بعده حرف جزم متعد إلى مفعوله ، وذلك في نسق منتظم في أربعة مقاطع من القصيدة ، ونوضح ذلك كما يلي : فعل : ضاق أو ضاقت + به + الأزمان : فاعل + فلمْ + يجدْ + موطناً . ولا يخرج الشاعر عن هذا النسق إلا في المقطع الخامس ، حيث يبدأ بفعل ضاقتْ + الجار والمجرور : بهِ + الفاعل المضاف : مرافئ + الإنسان : المضاف إليه ثم يتوالى حرف العطف الواو مع الأفعال في أسطر عديدة إلى أن ينتهي إلى نسقه الذي اتبعه في المقاطع السابقة المتمثل في استعمال واو العطف متبوعاً بحرف الجزم ( لَمْ ) مع مجزومه ( يعُدْ ) ، لكن مع التغيير في التركيب.
1 - ضاقت به الأزمانْ
فلم يجدْ
( لعمره ) موطناً ...
2 – ضاق به الوطنْ
فلمْ يجدْ ( بين أفيائه )
غصناً رطيبْ
3 – ضاقتْ به الحياةْ
فلمْ يجدْ لنبضهِ
وقعاً على أوتارها ...
4 – ضاقت به
مرافئ الإنسانْ
وأجدبتْ في خطوه
رحابةُ الأكوانْ
وغامتْ في أيكهِ
طلاوةُ الألوانْ
................
بالإضافة إلى هذه النغمات الحزينة النابعة من هذا النسق التركيبي المتكرر الرتيب ، نلاحظ تكرار فعل ضاق ( خمس مرات ) مبأراً في مقاطع القصيدة ليدلنا على ضيق الإنسان وعدم ارتياحه في وطنه ، كما نلاحظ تكرار حرف النفي الجازم مع فعل يجد : لمْ يجدْ ( خمس مرات ) ، دلالة على عدم إيجاد إنسان هذا الوطن ما يطمح إليه من عيش كريم . إن هذا التكرار النغمي له دلالته المتمثلة في تأكيد الشاعر هذا الوضع الإنساني الذي يعانيه الكثير من المهمشين في واقعنا ، وترديد نغمات مترعة بالألم والحزن والسخرية اللاذعة .
ب – التوازن الصوتي : نلاحظ هذه الظاهرة الإيقاعية في العديد من القصائد نمثل لها بأسطر من قصيدتين :
- " باقة وجد " كما يلي :
من دهشة الخرير = من ومضة الهديل / من نشوة الأغصانْ = من رعشة الأنسامْ . فبالإضافة إلى التوازن الصوتي على مستوى الصيغ الصرفية للكلمات ( دهشة - ومضة / الخرير ـ الهديل / نشوة - رعشة / الأغصانْ ـ- الأنسامْ ) ، نلاحظ تكرار صوت الشين في كلمات على نفس الصيغة الصرفية ( فَعْلَةٍ بإعراب واحد في موقع جر بمن المتكرر في أول كل جملة )
ولا يخفى ما للتوازن الصوتي في الكلام من إيقاع . وتتواتر هذه الظاهرة الإيقاعية في أسطر عديدة من قصائد الديوان كما يبدو جلياً في الأسطر التالية : تَهْمِي نَسَاِئمْ / تَهِلُّ بَشَائِرْ / تَرِفُّ نَوَارِسْ .
ج - استخدام الوزن الشعري بشكل عفوي :
الملاحظ أن الوزن الشعري ( التفعيلة ) ، تحضر في بعض قصائد الديوان بشكل عفوي ، فأذن الشاعر المرهفة تلتقط خلال قراءاته الشعرّ بمختلف أشكاله نغمات موزونة على تفاعيل بخور شعرية معينة تنتقل إلى شعره ، وهكذا نجد في بعض قصائده أسطراً عديدة مبنية على تفعيلة وزن من الأوزان الشعرية ، ونمثل لذلك بأسطر من بعض قصائد الديوان كما يلي :
ـ تفعيلة ( مُسْتَفْعِلُنْ ) : يابؤرةً / ملغومةً : مُسْتَفْعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ/ ياصرخةً / مكتومةً : مُسْتَفْعِلُنْ / مُسْتَفْعِلُنْ (أشرعة السراب )
ـ تفعيلة المتدارك ( فَاعِلُنْ ـ فَعلن : المخبونة) :
وَيَكُونُ انْبِثَاقُ خُطىً
وَاشْتِعَالُ رُؤىً
وَيَكُونُ امْتِدَادُ مَسَارَاتٍ
وتقطيعها :
وَيَكُو/ نُ انْبِثَا / قُ خُطىً : فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعِلُنْ / وَاشْتِعَا/ لُرُؤىً : فَاعِلُنْ / فَعِلُنْ
وَيَكُو/ نُ امْتِدَا/ دُ مَسَا/ رَاتٍ : فَعِلُنْ / فاعِلُنْ / فَعِلُنْ / فَاعِلْ ( قصيدة : " رحلة المسافات السرمدية " )
د – ظاهرة اهتمام الشاعر بالقافية:
ثمة ظاهرة لافتة للنظر في الديوان. هي استخدام الشاعر أنواع القافية في كافة قصائده : 1 –متتابعة . 2 –متناوبة . 3 – قافية مترددة في أسطر متباعدة . 4 – قافية الشواهد التالية مقيدة - قافية مطلقة .
المعجم الشعري:
عنيت الدراسات الشعرية الحديثة بدراسة المعجم الشعري كمكون من مكونات الخطاب الشعري الدلالية. يقول الدكتور محمد مفتاح : " إن النظر إلى المعجم من الزاوية الدلالية ، أو فلنقل إن تناوله بالطريقة الأدبية ، يصبح أمراً وجيهاً يستمد مشروعيته من المنهاجية التي تتحكم فيه ، ومن الغايات التي يتوخاها ، والتقنية التي تبناها هذا التناول هي أنه نظر إلى المعجم - مدة طويلة - " على أنه قائمة من الكلمات المنعزلة التي تتردد بنسب مختلفة أثناء نص معين ، وكلما ترددت بعض الكلمات بنفسها أو بمرادفها أو بتركيب يؤدي إلى معناها ، كونت حقلاً دلالياً أو حقولاً دلالية " ( ) ، وإذا نظرنا إلى المعجم الشعري في ديوان الشاعر محمد الناجي ، نجده ينتمي إلى الحقول الدلالية التالية:
الطبيعة - الحزن ـ الفرح - اليأس والإحباط - الأمل - الألم - الوطن – الحب.
ومن الحقول المهيمنة على الديوان حقل الأمل ، حيث تنتشر في قصائد الديوان ألفاظ دالة على الأمل و الاستبشار واستشراف آفاق أكثر إشراقاً وتفاؤلاً رغم الكثير من المثبطات التي تعيق خطوات تغيير الواقع المعيش إلى الأفضل والأجمل وجعله حيزاً قابلاً للعيش الكريم إن على المستوى المحلي أو العربي أو الإنساني العام ، ونجد هذا المعجم منتشراً في العديد من النصوص.
التركيب النحوي:
أساس التركيب النحوي في الكلام هو الجملة ، وتتكون الجملة من المركبات التالية: أ – الضمائر : المتكلم - المخاطب - الغائب/ ب – الأفعال : الماضي - المضارع - الأمر .ج - الأدوات : وتشتمل على حروف الجر والنفي وأسماء الاستفهام وأدوات والربط والعطف : الواو - الفاء- ثم – أو ..
والملاحظ أن التركيب النحوي في الديوان، يقوم على مكونين لافتين لنظر الدارس ، هما :
1 ـ الجملة النحوية المركبة من كلمات أساسية ( الضمائر : المتكلم ـ المخاطب ـ الغائب ، والأفعال : الماضي والمضارع والأمر . )
2 ـ أدوات الربط : حروف الجر والعطف ( الواو ـ الفاء ـ ثم ـ أو ..) ، ويسمي بيير غيرو الكلمات الأساسية في الجملة بــ"كلمات المعنى " ، وأدوات الربط بــ"كلمات البِنية " ( )
بخصوص استخدام أدوات الربط ، فالملاحظ أنها ظاهرة منتشرة في الديوان بشكل لافت للنظر ، والشاعر باستعماله لهذه الأدوات في تركيب جمله الشعرية بغزارة ، يوظف خاصية أساسية من خصائص لغتنا هي خاصية ( الوصل ) . يقول د. إبراهيم أنيس : " لا نغالي حين نقرر أن اللغة العربية لغة الوصل ، ففيها من أدوات الربط ما لا نكاد نراه في غيرها كالواو والفاء وثم .. " (2 )
ولا تخلو قصيدة من قصائد الديوان من أدوات الربط خاصة حرف الواو وأو، وكأنني بالشاعر محمد الناجي باستعماله حرف العطف ( الواو ) في معظم قصائد الديوان ، يريد أن يتخلص من هموم ثقيلة كثيرة تؤرقه ، فيعبر عنها في جمل متدفقة موصولة ، آخذة بعضُها برقابِ بعض ، متراصة البناء ، منسقة التركيب.
التركيب البلاغي :
الصورة الشعرية
الملاحظ أن قصائد الديوان تزخر بالصور الشعرية المبتكرة القائمة في الغالب على الاستعارة، ونورد فيما يلي نماذج من هذه الصور :
أ ـ ... وارتجَّتْ بأَشْواقي
أصداء الأقاصي
تَهْمِي نَسَائمْ
ترفُّ نوارسَ
مسحورة المياسم ْ
تنْشُرُ أشرعة الوجدِ
إلى جزرِ الدهشةِ
وأَفْياءِ الحنينْ ( قصيدة " رفيف الأشواق الحائرة )
ب ـ ما أشد مكره ْ
يَمُدُّ لي وَرْدَةً
وفي تَوَهُّجِ نَفْحِها
يَدُسُّ أَشْرَسَ شَوْكَة
يُعَانِقُني بِابْتِسامْ
ويسدِّدُ نابَهُ لأَجملِ الأَحْلامْ
ج ـ إلى ابني مصعب، أغرودة الفجر الساطع :
كان يغرد في أعماقي
كَشُحْرورٍ سَجِينْ
يسكنهُ الحَنينْ
يعانقُ المدى
يفردُ جناحَ شوقهِ
وينسابَ حلماً وارِفَ الشَّذى
تَسْتَحِمُّ عِنْدَ ضفافهِ الفصولْ
وإذا كانتْ الصورة الأولى تعبر عن أشواق الشاعر وتطلعه إلى عالم تغمره السعادة والسكينة والاستقرار ليتخلص من حيرته في عالم لا يعرف الاستقرار ، فإن الصورة الثانية ذم للزمن الماكر الغادر الذي صوره الشاعر كوحش أسطوري مفترس يفترسُ أحلامه وأشواقه وطموحاته. أما الصورة الثالثة، فتقطر رقة وحناناً وبشرى بالمستقبل المشرق، فالشاعر يعبر بهذه الصورة عن حبه الأبوي العميق لابنه الذي يرى فيه تجدداً لفصول حياته ، واستمراراً لربيعها اليانع .
وفي الأخير يكن أن نقول إن ديوان الناجي يتميز بظواهر فنية وأسلوبية من أهمها هذه:
أ ـ توظيف الأسطر الشعرية القصيرة في معظم القصائد، ب ـ توظيف لغة سليمة متينة تنم عن تمكن الشاعر من لغته وأدواته التعبيرية، فضلا عن غنى المعجم اللغوي المستعمل في الديوان.ج ـ عناية الشاعر عناية فائقة بصياغة عناوين قصائده : " رفيف الأشواق الحائرة " ـ " أصداء الومض الهارب " ـ "سفْر الأشجان " ـ " هديل الأصقاع الموحشة " ـ " ومضات هائمة " ـ " أفياء الحنين " إلخ... وكل هذه العناوين صالحة لأن تكون عنواناً للديوان إلا أن الشاعر اختار لديوانه هذا العنوان الجامع المانع : " عندما تعصف الجراح " الدال على ألوان المعاناة التي يعانها الشاعر سواء منها الذاتية أو الوطنية أو المرتبطة بهموم الإنسان بشكل عام.

الهوامش والمراجع المعتمدة:
1 ـ مع الشعراء ، ط.4 ، دار الشروق ، القاهرة ، ص : 97 .
2 ـ محمد مفتاح ، تحليل الخطاب الشعري ن تنظير وإنجاز ، ط. 1 ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء، ص: 85.
3 ـ تأبط شعراً ، نشر الفنك ، الدارالبيضاء ، 1990 ، ص : 66 .
4 ـ عن أحمد بوزفور ، تأبط شعراً ، مرجع مذكور ، ص : 64 .
5ـ فخر الدين قباوة ( د ) ، إعراب الجمل وأشباه الجمل ، ط.3 ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ـ لبنان ، 1981 ، ص : 259 .
6ـ الأصوات اللغوية ، ص : 310 .




364538383_980954726359040_956648732078380847_n.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى