طارق حرب - ابن الجصاص.. اشهر تجار بغداد في نهاية المائة الثالثة للهجرة

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن التاجر ابن الجصاص هذا التاجر البغدادي الذي كان تاجر الخلفاء بثراء وغنى لم يصل اليه تاجر بغدادي اخر في زمانه والذي اخفى الخليفة المعزول ابن المعتز في بيته وهو عبد الله بن الجصاص الحسين بن عبدالله بن الجصاص الجوهري جمع الثروة مع الذكاء ويحكي حكايات ينسب من اجلها الى التغفيل اي يريد من ورائها ان يعتقد الناس انه صاحب غفلة ومغفل وهو ليس كذلك لكنه كان يتطابع بها ويقصد ان يظنوا الناس فيه سلامة الصدر توفي عام ٣١٥ زمن خلافة المقتدر وقد حدثت له نازلة حيث اخفى الخليفة المعزول في بيته ولكن احد خدمه اخبر بان ابن المعتز في بيت سيده فكبست دار ابن الجصاص وتم القبض على الخليفة ابن المعتز وقتله وتم القبض على ابن الجصاص وعلى ابنيه وقيد وحبس وصودرت امواله ذلك ان عبد الله ابن الخليفة المعتز الشاعر المبدع اصبح خليفة ليوم وليلة فقط ذلك ان الخليفة المقتدر استصغره القواد فخلعوه واقبلوا على ابن المعتز وبايعوه بالخلافة واصبح خليفة ليوم وليلة اذ وثب غلمان الخليفة على ابن المعتز فخلعوه وهرب والتجار الى بيت ابن الجصاص واخذ الخليفة الذي عاد الى السلطة المقتدر في محاسبة ابن الجصاص فصادر امواله عام ٣٠٢ هج ولكن المقتدر اخلى سبيل التاجر بعد المصادرة وكانت ثروة التاجر ابن الجصاص تزيد على ستة ملايين دينار تلك التي تمت مصادرتها سوى ما تم اخذه من داره وعلى الرغم من مصادرة هذه الاموال فانه بقي له بعد المصادرة مليون دينار حيث لم يبق له سوى داره على نهر دجلة وعقار بالكرخ ودار تسمى دار الحرير وعقار بباب الطاق وبستان وضيعة واموال في البصرة وجواهر واثاث وقماش وطيب وجواري وعبيد ودواب مما يصل الى مليون دينار وقد كان له دور في زواج الخليفة المعتضد من ابنة سلطان مصر ابن طولون قطر الندى ولقد جنى التاجر من هذه الزيجة الشيء والمال الكثير والواقع ان قطر الندى حفيدة بن طولون القائد التركي مؤسس الدولة الطولونية في مصر ذلك ان خماوريه والدها كان في نصر واراد انهاء الحروب بينه وبين الدولة العباسية فأرسل هدايا وتحف عظيمة بيد التاجر بن الجصاص وعندما وصل التاجر الى بغداد عام ٢٨٩ هج ومعهد الهدايا منها عشرون حملا من الدنانير على البغال والغلمان والمماليك وصناديق القماش الفاخر وخيول وسروج فضة وحراب فضة واقبية ديباج ومع التاجر رسالة الى المعتضد يعرض فيها زواج ابنته قطر الندى من ابن الخليفة المعتضد ولكن الخليفة ارادها لنفسه فبعث مع التاجر رسالة الى سلطان مصر ومعه مليون درهم ومتاع وطيب وتحف الصين والهند والعراق وجواهر وياقوت فجهز سلطان مصر قطر الندى بافضل جهاز وارسلها مع التاجر ومن جملة ذلك قبة ذهب مشبك وجواهر ومائة هاون من الذهب وغيرها ومنح السلطان التاجر اربعمائة الف دينار وذكر المؤرخون ان التاجر أخفى كثيرا من جواهر قطر الندى واخبرها ان هذا يبقى عنده الى وقت حاجتها اليه ولكنه استخلصها لنفسه وفي اخر السنة بعث الخليفة مع ابن الجصاص هدايا كثيرة الى سلطان مصر والد زوجته ولكن وصلت الاخبار والتاجر في طريقة في سامراء بان بعض خدم السلطان ذبحوه على فراشه فكان المال من حصة التاجر باغلبه وتروى احاديث كثيرة تدلل دهاء التاجر ابن الجصاص مثل قوله اسهرني صوت الكلاب كل كلب مثلي ومثل الوزير وانه اراد تقبيل رأس وزير فامتنع الوزير وقال له في رأسي دهن فاجابه التاجر اقبله حتى ولو كان قذارة وقصة استحلافه الوزير الحسن بن الفرات عظيمة اذ لم يحلف للوزير الا بعد ان حلف الوزير له بجميل النية وحسن الطاعة والمؤازرة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى