عصري فياض - لا تَوْبَـــةَ لمُطَبِّـــع

لقد فاجئنا النائب الاردني خليل عطية المشهود له بمواقفه الوطنية والمبدئية من القضية الفلسطينية في تبريره الغير مقنع والغير مقبول في دفاعه عن مشاركة فريق الوحدات الاردني العزيز في لقاء الفريق نادي الشباب الاهلي الاماراتي والذي يضم في صفوفه اللاعب مؤنس دبور المحترف والذي كان عضوا اساسيا في المنتخب " الاسرائيلي"،والذي لعب مع المنتخب المذكور اربعين مباراة دولية وأحرز له خمسة عشر هدفا.
السيد النائب الذي خرج مدافعا عن تلك المباراة الرسمية الدولية التي سيخوضها فريق الوحدات مع الشباب الاهلي الاماراتي برر المشاركة بأمرين:-
الأول أن اللاعب دبور "تاب" وانسحب من المنتخب "الاسرائيلي" أثر اعتداءات المستوطنين المتواصلة بحق الاقصى،وهذا لا دليل عليه،ولم يصدر عن ذلك اللاعب أي تصريح بهذا الخصوص،بل أن الصورة النمطية لذلك اللاعب هو حمله لأمال وطموحات المنتخب المحتل خلال سنوات طويلة،ثم انتقاله محترفا لفريق ورد بول سالزبورغ النمساوي ومن ثمة الفريق الالماني في فريق اشبيلية الاسباني وفريق نادي هوفنهايم الالماني،وكل سيرته الرياضية سيرة احتراف وشهرة،والتي تكللت في النهاية مع النادي الاماراتي المذكور.
الثاني :- أن الوحدات لا يستطيع الانسحاب من تلك المباراة خوفا من عقابات الفيفا،وهذا ايضا غير مبرر،فكم من فريق رياضي عربي ومسلم انسحب من مباريات كان فيها الطرف "الاسرائيلي" هو الطرف الثاني الملزم دوليا في خوض المباريات واللقاءات اثر المشاركات والقرعة وما ينتج عنها،وكم من لاعب فردي فلسطيني وعربي ومسلم في كل اشكال الرياضة انسحب من مباراة لان القرعة اوقعته مع لاعب "اسرائيلي" تضامنا مع شعب فلسطين وما يلاقيه من بطش على يد الاحتلال ؟؟
أليس فريق نادي الوحدات الاردني الغطاء،فلسطيني القلب،أحق بالسير على خطى تلك الفرق واللاعبين ؟؟ وخاصة أن فريق نادي الوحدات لم يشكل يوما من الايام حالة رياضية فقط،بل كان وما زال يشكل حالة رياضية وطنية اردنية فلسطينية،تمثل التمسك بحق العودة وترفع صوت فلسطينيي الخارج عاليا في المحافل العربية والدولية ؟؟
إن القول أن التوبة لحالة التطبيع لا توبة لها يأتي من منطلق وطني وانتمائي،ولا يأتي من منطلق شرعي وديني،لان لهذا الامر أهله،ففي الامور الدينية والشرعية قد يذنب الفرد،ثم يتوب،فيتوب الله عليه،لكن التائب لا يمكن ان يمحو ذلك من تاريخه وسيرته الذاتية خاصة وأن ما فعله من تطبيع وانصهار في رافعة رياضية لدولة تحتل شعبه وأرضة وتنكل بهما يوميا وعلى مدار الساعة،وأن هذا الفعل ــ أي التطبيع ــ ما هو الا انسلاخ عن وجع شعبه وما يجري له وتنكر له،ومن يقبل ويتفاعل مع هذه الحالة يكاد أن يشاركه ذلك الظلم والصلف،وهو كفر بمباديْ محاربة التطبيع ورفضه.
من هنا،يظهر ضعف الدفاع عن ذلك الفعل وتبريره،ويتطلب مراجعة الموقف،والانسحاب من تلك المباراة مهما كانت التبعات،وإلا فإن اتمام تلك المباراة سيكون التفافا على رفض التطبيع،وبالتالي تقليد تلك المباراة في المستقبل الامر الذي سيؤدي إلى انهار جديد في جدار ما تبقى من رفض التطبيع على يد عنوان فلسطيني اردني كبير وعظيم له من القلوب التي تلتف حوله وتهتف له مئات الالاف إن لم نقل الملايين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى