عصري فياض - 16/8/1988...... حكاية الرمال الساخنة ... في معتقل النقب...

الساعة السابعة صباحا،بعد انتهاء العدد الصباحي المهين،يتوجه جندي محتل من وحدة الشرطة العسكرية الى المربع الثالث من القسم ب في سجن النقب الصحراوي،والذي يتواجد فيه اســــرى محكومون من قطاع غزة،الجندي يطلب عددا من الاســـرى ليقوموا بالعمل في الحر الشديد وطيلة اليوم مقابل 5 سجائر،الاســــرى يرفضون،الادارة تهدد بقمعهم ان لم يستجيبوا...دقائق حضرت قوة كبيرا من الجيش وضباط السجن وقامت بتطويق القسم وإخراج كافة اســــرى القسم الى ساحة القسم إلى الساحة الرميله وأجبرتهم على الجلوس وتكتيف الايدي للخلف،دخل الضابطان،وقاموا بممارسات مهينة بحق الاســرى،وهم يصرون على الرفض...وبقوا في ساحة القسم تحت الحر الشديد من الساعة الثامنة صباحا حتى قرابة الثانية،عندما بدأ ضباط وجنود الاحتلال بتعمد الدعس على اظهر ورقاب الاســـرى،عندها انفجر الوضع فجأة،وبأت الهتافات من كافة الاقسام،وبدأت عملية القاء الحجارة والطناجر الكبيرة واواني الطعام على الجنود الذين فروا من القسم ومن بين الاقسام..
دقائق، اندفعت قوات كبيره من الجيش المدجج بالسلاح وقنابل الغاز...وبدؤوا بإطلاق النار والغاز في كل مكان،حتى تغطت اقسام السجن بالسحابات البيضاء...نحو 1200 اسيـــر ومعتقل في كافة المربعات سقطوا ارضا بفعل كثافة الغاز ... عندها دخل العقيد " دافيد تسيمح " قائد المعسكر يحمل رشاشه الحديث على كتفه...تقدم وقد بدأت المعركة تقترب من نهايتها...وقف على باب مربع قسم 5 حيث ارسل بصوته الخشن الفظ عبارات التحدي...فخرج اليه الاسيــر اسعد الشوا ...الاســرى ادركوا ان الوحش تسيمح ينوي القتل... امسكوا بالشوا وابعدوه الى داخل احدى الخيم،والشوا لا زال يتحدى بنظراته تسيمح.... صوب تسيمح نحو صدر الشوا وهو بين الاســرى،واطلق النار على قلب الشوا مباشرة فارتقى على الفور... واستدار تسميح نحو القسم المقابل فرأى الاسيــر بسام السمودي عائد من جهة المغاسل نحو الخيم،فأطلق عليه النار فإرتقى هو ايضا... وبعد قليل جاءت مروحيتين عسكريتين نقلت الجرحى ال 23 مع الشهيـدين الى مشفى برزلاي في بئر السبع....كان يوما داميا ...كان يوما من ايام المواجهات... اتاحت لي الايام ان اشهده بأم عيني... وحقيقة كان يوما رماله حمراء ساخنة...
عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى