مصطفى معروفي ـ بلدا ببلد

ما يتبقى من ظمإ نتوارثه تكتبه الريح
عن البحر
وتكتب أيضا تاريخ الأشياء المجبولة
عن حب الليل على معصمها
لم تفتأ تتناذر دمها الطرقاتُ
تلابس بلدا ببلد
حتى انطفأت في رئة الطين الٱيات
وحتى اصفرّ خديج الماء علانيةً
ألتمس زهو العتبات بلا كلل
ثم إليها أزجي حمر النعَم
وأوقن أني منها الأقربُ
سوف أوَطّن نفسي وأنا أبحث
عن ذات قرنفلة
لم يزل الفردوس أناشده أن يصبح مأوى
للطير الثملى
أو للقصب الجاثم منذ قديم في
جوف النهر...
أجوز إلى الشاطئ ذي الشرفات النابهة
أشاكس نورسة
أتنبأ أن نهاري سيكون سعيدا
لو للغيم فتحت ذراعي
وأبت إلى الصخر لأرسم فوق محياه
أجمل خطواتي...
يؤسفني أن تلمع في عيني
حانات الشارع
وتخر إلى الأذقان السفن الكسلى
في الميناء
ويبقى مبنى البلدية في جيئته يحضن
أوراق الدفلى
لتصير تميمته عند ذهابهْ.
مسك الختام:
يكون لعيني كالقذى أن أرى امرءا
له منظــر حلــــو وليـــــس له رشْدُ
كسيـــف يسر العيـــــن رونقُ متنه
به ثـلــم مــنـه أصــيـــب بـه الحدُّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى