هشام حربي - على شجر الكتابة..

هل قلتَ موسيقى ، وأنت موزعٌ بين البدايات التى دوماً ستعقب كل هدمٍ ، ما تراه الآن يخرجُ وردةً حمراء تنزف في المشافى ، ماتراه الآن آخر صرخةٍ جفت وقال الراصدون تكلست دون انطلاقتها المعابرُ والأنين الفذ يمرق من شفاهٍ لم تزل خضراء ، آخر ماترى صمتٌ يقاوم صرخةً ليقال قد عم السلام
ليعود لغواً كل ماقال الأوائل ، واختراع الأبجدية ، واحتباسات الحرارة قبل منطلقِ الكلام
، هل ترى ناراً تُقلد صوت عصفورٍ ؟
سيعلوها صفير الحرف ، ثم تكرر الأصوات حتى تعبرَ الأسماءَ ، تتركُ للمسمى نارهُ ، ليراه كل الناس ، تعرفه الخلائق رغم نور خفائه
ستقول موسيقى ، ولكنى أرى عزفاً يبلل صورة الصحراء ، يُخرج وردة حمراء تشهد ،
قل هو الصمتُ الذى طال احتباس الحرف فيه
وقل هو الصوت الذى مسخ الحروف جميعها ، وأطلّ يبرق بالبشارة
قل هو النور الذى حجب المَشاهد كلها وأطلّ بالفوضى يبعثر كل أوراق التقاويم
الزمان يدور ، نبصر في أزيز الصمت أشجاراً تغردُ نارها وطيورها ، ونرى الكتابةَ وهى تمحو كل ما تتحمل الألفاظ من عبثٍ وتٌثبتُ نورها ، والصوت ترتيلٌ على شجر الكتابة ، والزمان يدور ، تَخرجُ من لظى الزيتون نارٌ حيةٌ تسعى ، وموسيقى تُعيد الصوت للحرف القديم .

..............
هشام حربى





1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى