فيليب بيك - قصائد.. ترجمة: احساين بنزبير

1- الشعرُ السلحفاة:
أشجار حمراء
كثيرا ما تقي
القيقب خريفا،
حيث شراب السُّكَّر بالعصمة
وبدون إجازة.
أحمر يحتفي للتباين
بلون رمادي
رتيب
مكدَّس.
بالقرب من المَساقِط
والجواميس.
أو خُصل بخار أبيض
ثم شرشفٌ مجعدٌ يسقط
من سريرِ ماءٍ سريع وأمْلس:
أخلاطُ دخان بلا جدوى.
حيث الشراهة هنا
تقضي على الحَصَبِ
وتبْرُمُ إرْب الحديد.
( تعيَّن عليه
أن يستجمع قواه
وتيقظه، ثم عقوبته
في رصاصة واحدة،
ذلك هو الهدف
مرات كثيرة.
وإذا كان لا بد من مئة عام
كي نتَذَرَّعَ
برصاصة شعرية الواحدة تلو الأخرى،
فليكن كذلك.
لا بأس
كل واحدة
كما لو باب الحياة الحديدي. )

2- الطائر-النبي:
بأجنحةِ عكاكيز، يخفق الطائر
في الحقبة. والقوسُالجسدُ خَضَّبَ
البهوَ حيث في دائرة ما
يَدْسَعُ النائمين،
فراشاتِ سهلٍ فسيح
على خارطةٍ من سلالة القسوة.
الطائر-القيثارة يدبر المحسوسين الذين
يغضون النظر
عند قُفُولِ هادِفٍ مسكوك،
أو أجنحةَ الجبين يتغافلون،
ويتجاهلون السقوط على الأرض.
الطائر-القيثارة يمشي ليحَلِّق،
يسير وهو يباعِدُ ضيعة عالَمٍ
أعادوا تَخْضِيبَهُ. يزُفّ بالرمال والحُبَيْبَاتِ،
بالبهائم التي تدور أرضاً
قُدُماً إلى المستودع السيد.
حتى اللاَّمُزارع يشاهد الطائر
يصف الأناشيد ويتذرَّعُ على هباءٍ
يطفو نحو الشمس كما لو على النهر.
غُرَفٌ تمارس التودد،
وشُومانْ يرسم غصنا نادرا
حيث المستقبل المُشْبَعُ بالهواء
يتزحلق نحو حلقومِ
مغنٍّ منتوفَ الريش،
منخورا بأحلام خرساء.
والحلقوم السيد يلج الغابةَ
أو السوقَ الذي يتمثَّلُ الأكمام.

3- دومينو:
الليل يرقص الأكتافَ الموسيقية
والآباء الجالسون يضعون
الدُّومِينُو الفِكِّيرَ،
بدِقةٍ متزوجة وبعِلْمٍ فردوسيٍّ.
وقتُ راحةٍ لصمتٍ متعلِّقٍ.
أما المائدة فصَرامَةٌ ممنوحة.
الأياد المضبوطة على الموسيقى
تسلك شبكةً ترددها الألسنة.
من ضفة إلى أخرى.
أكيد إن السواحل
في غابةٍ تَحَاوُرِيَّةٍ تتواجد.
ورقصة الباليهْ خافية
على أطفال غبر مألوفين،
مَشْهودِين،
يتنبؤون بصيحاتهم الغامضة.
الرقصة عن بعد
تواصل زخمَ عصافير
ناطقة ومتشوقة إلى سماءٍ
تصحو من ثمالتها.
وعلى محمل الجِدّ يتفقَّد
تداعيات الأرقام،
أرابيسْكَ العاج،
إنه شُومانْ
يتقصى النهرَ الذي يراوح
لفائفَهُ وبحَّارَته البَعِيدين.
البَعْل الصَّرُوح، بالرغم من ولاية المستنقعات
(وغيوم الأفكار الأليفة،
الفراشات المترسخة)،
يُطاوِعُ سريرة سعادةٍ تعزز
وتهجعُ.
يتفقد ثعبان الأرقام المنكوبة
وهو يتشَكَّلُ،
أو إنها المطارِقُ المحسوبة
في حدائق مألوفة،
أو إنها الخرائط المقْصوصة بفظاظةٍ،
المخلوعة من الكيبورد
الجارح والمُطَارد.
لكنَّ البَعْلَ الصَّروحَ يخَمِّن
في بالِ لفائف
تتزلَّج على طول العاج
كما لو مَقْلَعِ حجارةٍ
يهيئ رُخاما منسيا.
القلوب المُمَوْسَقَةُ، النفوذ الناطق،
تستمر في رقصة الباليهْ الخاضعة،
وفي قدرة التُّفّاحِ المستعاد.
حول المائدة، ذات ليلِ شتاءٍ متخبِّطٍ،
يتقمص شخصيات قصية،
كأنه مستقبل مشترك
لأذهان مقتبَسةٍ
من أجمل الصيف.




1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى