أحمد سعيد - حبيبي أون لاين لـــ أحمد كفافي

رواية مختلفة، هل كنا نتصور أن يصبح عملاً طويلاً أحداثه تدور داخل إطار الشاشة الضيقة، لكنه بحرفية جعلنا نرى الأحداث تتحرك هنا وهناك، حيث لا وجود للمكان، فالعالم قرية صغيرة..
حيث الصدف تتلاقي، حتى في الأسامي " هادي، وهادية" ، " نائل، ونائلة "
قد يقول بعض الأشخاص أن هذه الرواية بلا سرد، حيث كلها حواراً بين الأشخاص عبر الأثير الإلكتروني، لكن ما رأيته أن الكاتب استعاض عن السرد بالحوار نفسه، حيث سرد الأحداث من خلاله.
حوار متبادل، وحكايات تحكى عبر صندوق صندوق الرسائل أو الشات، ينقلنا من بلدٍ لبلدٍ، ومن حدثٍ لحدثٍ، الشخصيات متعددة في الرواية واستطاع الكاتب بحرفية أن ينقل لنا مشاعرهم الداخلية،، حيث جاءت الفصول الأخيرة بلسانهم فعرفناهم جيداً وكأنهم كانوا بيننا يسيرون ويتحركون.
الحوار: بسيط غير متكلف، بالعامية " مصرية، عراقية، عرب إيران، غزاوية "، فجعلنا نشعر بأن الأحداث تدور الآن أمامنا،، قد أأخذ على الكاتب استخدامه للعامية المختلفة عن لسان الأبطال في الحكي في مناطق مختلفة، حيث أن الذي يحكي الأحداث مصريين لا ينطقون العامية الأخرى، فنحن عندما نحكي لإحدٍ نتكلم بلهجتنا. وفق الكاتب كثيراً في العامية المختلفة في الرسائل النصية حيث أن الأبطال المُحكى عنهم هم من يتحدثون الآن لا أحد بالنيابة عنهم.
الحوار رغم عاميته إلا أنه حوار فلسفي متعمق في النفس البشرية، هادي هو هادية هو نحن الذي نعيش نفس مآساتهم ولكن بتفاصيل مختلفة، لكن الحكاية هي هي.

1.jpg

اختار الكاتب وقتاً مليئاً بالأحداث، فعرفنا من خلال الرواية " حرب العراق وإيران، مآساة فلسطين متمثلة في غزة، أحداث 11 يناير والحصار على العراق "
الرواية مشوقة حيث كل فصل يتم غلقه بتراً للحكاية فيجعلنا متلهفين لمعرفة ما سيحدث، وهذا أسلوب سينمائي يعرف بأنه " المونتاج "
كانت حركة ذكية اختفاء البطلين الرئيسيين في الثلث الأخير من الرواية، فجعلنا نبحث عنهم مع الباحثين من معارفهم، جعلنا نشعر بأهميتهم كما شعروا فجأة..
النهاية واقعية بعيداً عن الأحلام الرومانسية، فهي أبقت البطل حبيباً ، لكنه " حبيبي أون لاين "
استمتعت كثيراً بالرواية، بالتوفيق يا أستاذ أحمد ويارب من نجاح لنجاح.

أحمد سعيد
30 ديسمبر 2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى