د. محمد عباس محمد عرابي - التراجيديا في مسرحية "يوليوس قيصر" لـ وليم شكسبير ورواية "واإسلاماه " لباكثير مقتل يوليوس قيصر وقطز أنموذجًا

يرى الكثيرون أن من أسوء الطعنات القاتلة التراجيدية
المحزنة في التاريخ: اغتيال القيصر يوليوس(حتى أنت
يا بروتوس !! .. ) و مقتل القائد المظفرسيف الدين
قطز.. وهما يمثلان التراجيديا في مسرحية "يوليوس
قيصر" لـ وليم شكسبيرورواية "واإسلاماه "لباكثير
وعليهما ينطبق قول القائل:
عندما أصابت الرصاصة قلبي لم أمت...
لكنني مت لما رأيت مطلقها
وقول طرفة بن العبد حينما قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
تحدثنا كتب التاريخ أن أسوء طعنتين في التاريخ.
اغتيال القيصر يوليوس ومقتل القائد المظفر سيف الدين
قطز، وصدق يوليوس في قوله الذي طار مثلا يضرب
حينما يحدث الغدر والخيانة ممن لا تشك فيهم من
المقربين أنهم يفعلون أفاعيل الغدر والخيانة فها هو

بروتوس يشارك في طعن يوليوس قيصر وهو من
أقرب المقربين إليه فقال يوليوس بكل استغراب وتعجب
ودهشة وحزن: حتى أنت يا بروتوس !! ..
وفيما يلي نص ما قاله المؤخرون وما نشره الكُتاب في
ذلك نعرضه على النحو التالي:
أسوأ طعنة في التاريخ (اغتيال القيصر يوليوس):
وجاءت شهرة جملة "حتى أنت يا بروتس" لكونها
جملة أساسية في مسرحية "يوليوس قيصر" لـ وليم
شكسبير، يقولها الديكتاتور الروماني يوليوس قيصر
لصديقه ماركوس جونيوس بروتوس فى لحظة اغتيال
قيصر.
فمن أسوأ الطعنات التي تم تعتبرأسوأ عملية اغتيال في
التاريخ: اغتيال القيصر يوليوس ..
فلقد كانت لحظة عصيبة وصعبة حين خانه كل من وثق
بهم يوماً اجتمعوا وأتفقوا جميعا أن يقتلوه ..
في ذلك الاجتماع حين انهال الكل عليه بالطعنات ..
وقيصر ما زال واقفا لم يسقط رغم كل الطعنات في
جسده ..
حتى رأى صديق عمره بروتوس ، فمشى يوليوس
قيصر نحو صديقه وهو متخبط بدمائه وفي عينيه

التمعت نظرة رجاء وارتياح، وظن أن صديق عمره
جاء لينقذه ،و وضع يده على كتفه ينتظر منه العون
والخلاص فقام بروتوس هو الآخر بطعنه ..
هنا قال قيصر جملته الشهيرة التي خلدها التاريخ
بحروف التحسر والتعجب مسجلة أخس عناوين الخيانة:
حتى أنت يا بروتوس !! ..
إذا فليمت قيصر وسقط قيصر ميتا ..
لقد كانت طعنة بروتوس هي الطعنه القاتلة، بخلاف
كل الطعنات الأخرى .. لم يطعنه في جسده و إنما في
شخصه .. طعنه في إرادته ... في آماله ....
هنا فقط .. سقط قيصر..
راضياً بالسقوط معلنا انهزامه ....
قتل بيبرس لقطز :
تم قتل القائد المملوكى السلطان سيف الدين قطز،في
إحدى الروايات وأشهرها كما جاءت في الروايات
التاريخية على يد الظاهر بيبرس، والذى تولى مقاليد
الحكم من بعده، إذ اغتيل قاهر المغول وهازمهم وكابح
جماحهم في 24 أكتوبر عام 1260م، وكان ذلك بعد
50 يوما فقط لا غير من معركة "عين جالوت" الخالدة
، وأثناء عودته من دمشق السورية إلى القاهرة

المصرية العامرة الزاهرة ، وبالتحديد في منطقة بين
الجعافرة والصالحيةبالقرب من الشرقية
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (13/ص222)
" ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقداري وهو
الاسد الضاري وذلك أن السلطان الملك المظفر قطز لما
عاد قاصدا مصر وصل إلى ما بين الغزالي والصالحية
عدا عليه الأمراء فقتلوه هنالك، وقد كان رجلا صالحًا
كثير الصلاة في الجماعة ،... وكانت مدة ملكه من حين
عزل ابن أستاذه المنصور علي بن المعز التركماني إلى
هذه المدة وهي أواخر ذي القعدة نحوا من سنة رحمه
الله وجزاه عن الإسلام وأهله خيرا وكان الأمير ركن
الدين بيبرس البندقداري قد اتفق مع جماعة من الأمراء
على قتله فلم وصل إلى هذه المنزلة ضرب دهليزه
وساق خلف ارنب وساق معه أولئك الأمراء فشفع عنده
ركن الدين بيبرس في شيء فشفعه فأخذ يده ليقبلها
فأمسكها وحمل عليه أولئك الأمراء بالسيوف فضربوه
بها وألقوه عن فرسه ورشقوه بالنشاب حتى قتلوه رحمه
الله ثم كرو راجعين إلى المخيم وبأيديهم السيوف مصلتة
فأخبروا من هناك بالخبر فقال بعضم من قتله فقالوا
ركن الدين بيبرس فقالوا أنت قتلته فقال نعم فقالوا أنت
الملك"

وقد صور الكاتب المبدع على أحمد باكثير هذه القصة
في الفصول الأخيرة من روايته الشهير وا إسلاماه !!
فأبكانا رحم الله قطز ورحم الله باكثير .
PicMA8Wjide
rUqYF3QYd
b1UnAxAmuTB

المراجع :
ابن كثير في البداية والنهاية (13/ص222)
محمد شعبان أيوب، لماذا قَتل بيبرس قُطز؟صحيفة
الجزيرة ،15/6/2017
محمد عبد الرحمن ما الأسباب وراء قتل الظاهر
بيبرس للسلطان قطز .. هل تنمر عليه؟، صحيفة اليوم
السابع ،السبت، 24 أكتوبر 2020 م
606913913354096641

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى