محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - انه عالم يضج بالكبار وانا صغير

انه عالم يضج بالكبار
وانا صغير
بأصابع صغيرة
صغير كبرغوث يلاكم حذاء جلديا بالغا
صغيرا كقطرة مطر
تدغدغ جلد صفصافة
كوحمة في المنطقة الملغومة على الجسد
لكنني رغم ذلك
بهذا الصغر ينبغي أن أحبك
انا لا اعرف ما ينبغي أن أفعله بهذا الحب
هل اشخبط عليه كجدار
كما كنا نفعل في الماضي
أرسم عليه قلباً مثقوبا
هل ألف به عورتي كالمنشفة
هل اتدثر به في الشتاء كما يفعل البالغون باجساد بعضهم
هل تظنين الشارب
وهذه النظرات الحادة تجعلني الرجل الذي يمكنه أن يعتني بحب
ورغم ذلك انظر لكِ بتلك الطريقة البالغة عمر الرجال
كما ينظر قط جائع لعلب التونة في الفترينات
كما ينظر طفل غيور
لاصابع امه تمسح رأس طفل اخر
كما ينظر محب مُبتدئ
لوردة نمت اعلى جدار
انا رجل يخشى الدوامة كما تعرفين
هذه المطحنة التي تطحن الوجوه والاجساد تخيفني
هؤلاء المنويات التي تعجلت وركضت في الطرقات بنهم تخيفني
لست الرجل الذي ينتهي به الأمر على الشُرفة، مسن يحاول التقاط الكلمات من الذاكرة
لست البدين الذي يعاني في إغلاق سوسته بنطاله بعد التبول
بينما يحدث أحدهم حول البورصة
لست المخادع الذي سيشتري كل ذلك الوقت بالتمارين ونصائح الأطباء حول الكلسترول
لكني احبك
بحجم ما أخشى النساء الصاخبات
بحجم ما أخشى الارقام البنكية التي تتنزه عارية على الشاشات الرقمية ليسيل خلفها لعاب المكاتب ودماء الرُضع
بحجم ما تخيفني عزيزتي فكرة أنه قد يحدث واكون الرجل ذو البدلة السوداء الذي ستقولين له في الصباح
احضر بعض الخُضار
بينما تنظفين مؤخرة ابنتنا
انا أصغر من المطحنة
وأكبر بقليل من أن أموت بلا ندبة
اثق في الحانة أكثر من الالهة
وفي الطرق الضاجة بالفوضى أكثر من البيوت الصامته
اثق في الداعرة التي تحدثني عن رجالها وحماقاتهم
أكثر من ثقتي بامرأة
تتحدث عن الشعر باثداء بتولة
نبي الفوضى انا ربما
دعي الالهة تتنافس فيما بينها كشركات النفط، والموضى حول المؤمنين
يضعون اسعار جناتهم بتخفيضاتها السنوي
ودعيني احبك أكثر
دعي الأنبياء يتراكضون برماحهم واسنانهم ليسفكوا دم بعضهم حول حرف او اية او معبد جديد
و دعيني فقط احبك
دعي البدل والسيارات تأكل هذه الوجوه والاحذية حتى تشبع
و دعيني حين اجلس على النهر
حين اثمل بحمرة خديكِ
حين أشعر بذلك الخوف
دعيني افك عنك ثقل هذا الجسد
بينما ارتعش كطفل لقيط في الشتاء
واردد كلمة احبك

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى