محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تهدرين كل هذه الأنهار

تهدرين كل هذه الأنهار
كجنرال مهووس بالجثث لتُمسكين قاربا
تهدرين كل تلك الأمطار
لتُشبعي قمحة
تأكلين الحرب
لتجف الحرائق عن دمى الاطفال
انظري لي
اؤرخ لخصرك عمر ازرعي واقتفي في صدرك،
مثل مخبر شرير
ِجرائم ضحكتك على جُرحي المُنمل
أقف تطاردني الحرب
اركض تعثرني جثة
اتصدع فاستلف من جسدك بعض الطين
اموت فتعاركي الرب حولي
تصرخين
إنه لي
انا لكِ؟
ربما
للمحرقة ايضاً انا
لي حصة الخشب على أقل موت
للمشنقة لي شهوة الحبل
والارجحة القبل الأخيرة والحشرجة
انا لك؟
ربما للبحر الذي فر مع مركب داعر
للوقت الذي تتنهدين فيه إثر قبلة ثم تقولين
تأخر الوقت
للمرأة التي تؤمن بالكثير من الازهار والقليل من الألهة
للحانات الشعبية
حيث النبيات يصبن القصائد في الذاكرة
ويكلفنا بأمر الدوار
للنخيل الذي يمتد باصابعه ليمسك الدعوات الشقية
للملح في اجفانك
حين تبكين على وردة قُتلت بدمعة عاشقة
لنافذتك الخشبية
وبجامتك توقظ في الروح شرطة الفقد
وتأنب ضدي الموبقات الليلية
انا لكِ؟
ربما
انا للمدينة التي لفظت احزانها في البلاط
رفعت سيقانها منذ فجر البندقية
للاختباء كلما همست الريح للنافذة
للشهوة الشريرة
وهي تسرق من الوسائد اردافها
وتدحرجنا في البياض
للبثور الشقية على صدرك
للفقد
للنساء اللواتي بلغنا الحديقة وتحرشنا سرا بالعصافير
انا لكِ؟
لكِ
لم يبقى الكثير
بقيّ من العمر حرب وعدة جُثث
ولم يبقى من الحب
سوى قُبلة اخيرة
لا تكفي لقصيدة
لكنها تكفي لاقرأ على نهدك
قصة للنوم
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى