مصطفى الحاج حسين - ضفائر السّحاب.. (دراسات أدبيّة وحوارات).. - لكوكبة من نخبة المبدعين العرب - عن تجربتي الأدبيّة في الشعر والقصة

## (فشّة خلق)..
للأديب والشاعر العربي السّوري:
(مصطفى الحاج حسين)..
/// بقلم النّاقدة والأديبة:
(مجيدة السّباعي).
على ناصية حروف عبقة من مخمل بهي سرّج القاص الفذ (مصطفى الحاج حسين) قصصه القصيرة بعذوبة منقطعة النظير، سطر بها عصارة آلام مستضعفين كثر، سقوا كؤوس قدر مريرة أسقاما وخيبات وانكسارا. اختار القصة القصيرة فناً رائقا ممتعاً مسلّياً يتوجّه مباشرة للإنسان، يجوب مكامن الأسى يخاطب النبض والعقل والوجدان، مرآة تعكس حياة الناس فيراها المتلقي مصقولة تبين ما يجرّون من صخورٍ موجعة ثقال، سئموها حد القرف، بها ترجم دفين طيات نفوسهم، ولخص أعمق أفكارهم، وطرح أبعد طموحهم، وجسّد أجمل أحلامهم. وظّف قصصه هذه سرداً نثرياً يجمع بين الحقيقة والخيال، فناً راسخاً واعياً عميقاً مركزاً مذهلاً، يحتفي باليومي وبكل تفاصيله، تنصهر خلاله الذّات بالمجتمع، وبكلّ إشكالياته وكأنّه نقد فني للواقع الإجتماعي، مرّر به رسائل دالة وبثّ أقصى قناعاته داعياً للمساواة والحقّ ودفع الظلم والطغيان، يهدي به قصصاً مثقلة
بالأوجاع، كلّ شخصية تحمل بين طيّاتها خبايا حياة شائكة وانفعالات خاصة ، كيف لا؟ فالإبداع لا يتشكل إلا من رحم المعاناة، حقق ذاك بأسلوب منمق وسرد آسر ولغة أنيقة وفصاحة مميزة ، تندس إلى العقل بيسر ومرونة وذكاء . هو كاتب من العيار الثقيل، متضلّع في الحرف العربي الجميل قدير الحرف جميله،يركب سفين القص و الخيال فيستشفّ أغوار المواقف العميقة، ويقتنّص المفارقات الدّقيقة التي تحمل شحنات انفعالية، تحرّك النّاس و الحياة، فيمنح السّرد قوّة وحيويّة مذهلة، فلا يسع الشّخصية إلّا أن تحكي عن نفسها بنفسها، وتطرز الأحداث وتلونها بألوان قزحية وأيضاً تسدل عليها تأويلات لا تنتهي، بغية أن ينحت انطباع حقيقي في نفس المتلقي المتذوق، وبه يجني عبير الموعظة وشهد المتعة ووحدة الإنطباع. يزن مبدعنا جمله بميزان الذّهب يقتصدها فلا يرهلها، وبها يجسد صوراً بصرية دقيقة موازية للواقع المعاش ولدروب المكان، فيأتي سحر الحدث والمكان متناغماً ملتحماً وكأنهما واحد، هنا يؤجّج الدّهشة والتّشويق بحرفية واقتدار و خاصة عند القفلة التي تذهل بإيجازها وإضمارها تصدم بما حبلت به من مفاجآت غير منتظرة, إذا فتحت مزلاج قصصه منحت بسخاء آثاراً معرفية ووعياً اجتماعياً ينسيك مكانك ويمنحك لذّة قراءة لا متناهية، فتحسبه عاش وسط أبطاله، وانصهر في تفاصيل حياتهم، وقاسمهم الأسى دفعات، فتقرأها وتعود ثانية كمن يتفقد عبق الحبق بعد يباسه. أما لغته وعاء إبداعه جعلها ترتبط بالفكرة وبالإيحاء والإشارة لا بالوصف، ضمنها كل آليات القص المتين والحرف العتيد، رؤى وجماليات متعددة الأبعاد ودلالات مذهلة آسرة، و في غمرة سكرات الألم رسم أبواب عدة تفضي للأمل العريض. هنا نستحضر قولة (زكي مبارك)
المأثورة: (إن الحياة هي كتاب الأديب، فالأدب يجب أن يكون من وحي الحياة، وإنه من الضروري أن نعيش الحياة حتى نكتب آيات الوجود.)
مجيدة السباعي المغرب.
## الأستاذ: (أبو ريبال نزار أبو راس):
في قراءة لقصيدة(في بلادي)..
للشاعر والأديب السوري :
(مصطفى الحاج حسين).
نص جميل فيه لغة شعرية متفردة
والشاعر متمكن من أدواته وممسكا بالفكرة والمعاني بطريقة رمزية
في كل جملة نور مبهر..
وتلاحقت تلك الأنوار بطريقة مدهشة لتسلط الضوء على جرح البلاد النازف
العنوان
(في بلادي)
يجمع في العنوان كل الأفكار والصور الحزينة والايحاء بالألم والمرار الذي يلف بلاده
الشاعر اعتمد شعرا نثريا حرا لم يلتزم بالوزن والقافية وتحرر من قيدها
وهذا الأسلوب الجميل
فيه تكثيف الفكرة وتلخيص المعاناة
هناك انزياح جميل في الكلمات والمفردات:
(وتحول نبضنا يابسا
في صدر الغمام
ننصب فخا للقمر).
وغيرها
النص ثوري بامتياز فيه رسم الواقع المرير من أجل تغيير الواقع الى الافضل
كل الاحترام والتقدير للشاعر
واتمنى له دوام النجاح والتألق..
أبو ريبال نزار أبو راس.
* في بلادي ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
في بلادي
يحصدُ الفقراءُ
غلالَ الدّمِ
وتقطفُ النّساءُ
سِلالَ الدّمعِ
ويرضعُ الأطفالُ
ُحليبَ الانفجاراتِ
وتتزيّنُ الفتياتُ
بالشّحوبِ والارتجافِ
ويحملُ الرّجالُ على أكتافِهِمْ
جثَّةَ الخرابِ
في بلادي
ترسلُ الشَّمسُ أشعَةَ الهلاكِ
وتتمترسُ الجبالُ
خلفَ المدافعِ
وتأوي العصافيرُ
إلى حجرِ النّارِ
في بلادي
ننصبُ فخاً للقمرِ
نعلّقُهُ على عَمودِ الحقدِ
ونسلخُ عنهُ الضّوءَ
في بلادي
يذبحُ الأخُ أخاهُ
بتهمةِ الخيانةِ
وتكونُ سكّينُهُ
يدَ الغريبِ
في بلادي
صارَتِ الأشجارُ تورِقُ جثثاً
وصارَ النّهارُ يُطِلُّ
على الفاجعةِ
وغدا النّدى
قطرانَ السّرابِ
في بلادي
تفحَّمَ الهواءُ
وصارَ السّلامُ
رماداً
وعمَّ الانهيارُ
وتراكمَ السّخطُ
في صدرِ الغمامِ
في بلادي
جفَّتْ خطواتُنا
وتحوَّلَ نبضُنا يباساً.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
## قراءة في قصيدة:
( الدَّمعة )
بقلم: (بن صغير عبد اللطيف) .
للشاعر والأديب العربي السوري:
(مصطفى الحاج حسين) .
قرأت للشاعر (مصطفى الحاج حسين) في عدة منابر إعلامية قصائد نثرية ولقد كنت كلما وصلت إلى نصه الشعري بعد أن أكون قرأت نصوصا عديدة أحس بأن شيئا قد حدث فأعود لأقرأ وأتأمل سطوره أو أقول أحاسيسه بدهشة عميقة جدا فأتأمل تراكيبه اللغوية وأتوه في بحر لواعج تركيبه النفساني العميق جدا إنه عمق لم أكن أجده إلا في نصوص عباقرة الشعر والسرد في الزمن الجميل لن أشبهه بأحد ما يهمني هو تميزه عمق تجربته الإنسانية وتأمله الشديد لمجريات الدنيا والأحداث فأجدنا أمام ركام كبير من الجزيآت النفسية الرقيقة إنه بركان ألم بركان شجن بركان حب بركان أسف ثم إنه عبقرية سرد صور شعرية إنسانية في قمة العمق والتأثير تجربته في الدنيا الصادمة اختلطت بعمق موهبته الشعرية الفذة فأعطت شاعرا لا يمكن أن يصنف إلا مع الكبار سأحاول دراسة قصيدته الدمعة وسنرى كيف سيحول قيمة البكاء عند البشر إلى مشهد مؤثر جدا وكيف يغتسل بدمعته ليستطيع أن يتطهر من آلامه وشجونه ويواجه الحياة من جديد والدمعة حيلة من لا حيلة له
* الدَّمعَةُ ...*
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
(الدَّمعَةُ قَرَأَتْ أشوَاقي
اِكْتَسَتْ بالنَّارِ
وَانغَمَسَتْ بالمَرَارَةِ
تَنَفَّسَتِ الحُرقَةَ
وَتَألَّمَتْ مِنْ جُذُورِها
رَاحَتْ تُكَفكِفُ وَجَعِي
تُهَدهدُ اختناقي
وَتُضمِّدُ لَوعَتِي).
الدمعة قرأت أشواقي " تعبير رائع رقيق فالدمعة قرأت أشواق الشاعر من داخله هي دمعته وستحكي للقارئ لواعج أشجان الشاعر مشهد فني رائع أن يكتب الشاعر قصيدته على لسان دمعة"
(رَسَمَتْ في دَمِيَ الأملَ
سَيَّجَتْ جُنُوني بالسَّكِينَةِ
وَرَاحَتْ تَحملُ عنِّي أثقالَ الانتظارِ).
"هي في الحقيقة ليست دمعة بل هو بكاء مسترسل هي دموع جمعها الشاعر في دمعة هذا البكاء هو ملاذ الشاعر هو الذي يجدد الأمل في نفسه هذا البكاء هو الذي يحول جنونه إلى سكينة فقد كاد يبلغ به الحزن إلى الجنون ولكن الدمعة حولت جنونه إلى سكينة هو بكاء تطهيري
(لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكبِ
نَادَتْ على الصَبرِ
وَأشْعَلَتْ فانوسَ الحُلُمِ
تَدَحرَجَتْ على آهتِي
رَتَّبَتِ انهِيَارِي).
"لوحت للمراكب صورة شعرية في قمة الجمال أنظروا كيف أن الدموع لوحت لمراكب النجات لتأخذه إلى مرفئ الصبر فينجوا من غرق الجنون وكيف أنه بعد البكاء أشعلت الدمعة فانوس الحلم هو تشبت بالأمل سببه الدمعة إنها دمعة الفرج دمعة الخروج من الضيق رتبت إنهياري إنه بالون النجاة الذي سينقذة من الغرق"
(وَتَمَسَّكَتْ بِخَلَجَاتِ صَمتِي
الدَّمعَةُ تَحنُو عَلَيَّ
تُطفِئُ غَضَبِي
تُغَطِّي وَهَنِي
تَكْنُسُ دَربِي
تَهفُو على رُوحِي
تُعَارِكُ خَرَابِي
وَتُنهِضُ أُفُقي
الدًّمعةُ بَابٌ أعبرُهُ إلى التَّنَفُّسِ
مشعًلٌ يًقُودُني إلى العَزيمَةِ
سَمَاءٌ سَتُرَفرِفُ في أعَالِيها أجنِحَتِي).
أردت أن ألفت نظر القراء إلا أن هناك شاعر بين ظهرانينا من رواد الشعر في الزمن الجميل إسمه:
(مصطفى الحاج حسين).
بقلم: بنصغير عبد اللطيف.
/// الدَّمعَةُ..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
الدَّمعَةُ قَرَأَتْ أشوَاقي
اِكْتَسَتْ بالنَّارِ
وَانغَمَسَتْ بالمَرَارَةِ
تَنَفَّسَتِ الحُرقَةَ
وَتَألَّمَتْ مِنْ جُذُورِها
رَاحَتْ تُكَفكِفُ وَجَعِي
تُهَدهدُ اختناقي
وَتُضمِّدُ لَوعَتِي
رَسَمَتْ في دَمِيَ الأملَ
سَيَّجَتْ جُنُوني بالسَّكِينَةِ
وَرَاحَتْ تَحملُ عنِّي أثقالَ الانتظارِ
لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكبِ
نَادَتْ على الصَبرِ
وَأشْعَلَتْ فانوسَ الحُلُمِ
تَدَحرَجَتْ على آهتِي
رَتَّبَتِ انهِيَارِي
وَتَمَسَّكَتْ بِخَلَجَاتِ صَمتِي
الدَّمعَةُ تَحنُو عَلَيَّ
تُطفِئُ غَضَبِي
تُغَطِّي وَهَنِي
تَكْنُسُ دَربِي
تَهفُو على رُوحِي
تُعَارِكُ خَرَابِي
وَتُنهِضُ أُفُقي
الدًّمعةُ بَابٌ أعبرُهُ إلى التَّنَفُّسِ
مشعًلٌ يًقُودُني إلى العَزيمَةِ
سَمَاءٌ سَتُرَفرِفُ في أعَالِيها أجنِحَتِي .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول.
## الشاعر الناقد العراقي الدكتور:
(علي سليمان الموسوي).
وقراءة له في قصيدة( في بلادي)..
للشاعر والأديب السوري:
(مصطفى الحاج حسين)..
هكذا هي القامات الأدبية تبدو أن تكون يقظةً في ثيمات الوجود المعرفي العميق هم التأملات و الأشكال المرسومة في مخيلة الأقلام بين النور والنور ساهمت في خلق عالمنا الأدبي المميز وها نحن نكرّم هذا الفضاء الدرامي المثير...للشاعر(مصطفى الحاج حسين) عندما نتذوق نكهة الشعر ونحن نتسلق سلالم الكلمات في وحي مدهش يركض إلى حافات حلم معاق تتخذ من الأماكن والأزمنة إطلالة خدرٍ على زقاق من أنين حيث تتراقص مواهب التخيّل وكأنّها مهارة الحائك البارع الصبور الذي لا يعرف الملل، يأتي بعناق الغبش الناعم على سكون الفطرة المتوجرة..
هنا نتلمس رأس اللحظة التي تبحث عن رحلةٍ فذةٍ في الهيبة الخلابة
بل كأنهّا الهمس المتماوج عبر خصوصيات ما وراء الأشياء التي تمر بثقة الماهر المتقن وسط حشدٍ من تحوطات الأنامل النازفة اغماضة تحلق بأجواء مرصعة بعوالم النوادر الفارهة لوطنٍ مازال بلا رأس:
(في بلادي
يحصدُ الفقراءُ
غلالَ الدّمِ/
/وتقطفُ النّساءُ
سِلالَ الدّمعِ/
/ويرضعُ الأطفالُ
ُحليبَ الانفجاراتِ /
/وتتزيّنُ الفتياتُ
بالشّحوبِ والارتجافِ/
/ويحملُ الرّجالُ على أكتافِهِمْ
جثَّةَ الخرابِ).
في لعبة النثر يبقى للصقور فضاءٌ غير الذي نراه وهو مجال الغرابة في عالم الدهشة والإثارة حين يبدو لنا الحديث خارج مضامير المواجهة الفعلية في حقائق الانفعالات وفي محطةٍ جديدة من خرير نبع ماءٍ ودماء يعجُ به العطش المكلوم بالوجع ، نفحةٌ بلاغية صامته هذه المرة ضمن بوابات الرغبة والقسوة والانتشاء..
(في بلادي
ترسلُ الشَّمسُ أشعَةَ الهلاكِ/
/وتتمترسُ الجبالُ
خلفَ المدافعِ/
/وتأوي العصافيرُ
إلى حجرِ النّارِ).
هنا حروفٌ غامرات بالندى عبارة عن مسحاتٍ خفيفةٍ تزيّنُ روحَ تربةٍ تمسكتْ بشفاهِ الأقلامِ والآلام حين وضعتْ في جوفِ بركانها أزمنةً مشاكسةً ، التفتُ بين طياتِ السطورِ تارةً يميناً وأخرى شمالاً كي أرى الصمت الذي بات يكسّرُ روابي التجوالِ المتعثرِ بين نواصي الكلمات، حريقُ النبراتِ تداركَ ميادينَ الرمادِ المنفّعلِ الذي أسبل مناغماً كفوفَ المنتفضينَ التي تسربلت أفكارهم في شظايا العتمة صوبَ نوافذٍ اللاخلاص من أفواهِ العصاة..
ترقنُ قيدَ المتمردين الذين يخلقون من ضريبة الحياة أزماتٍ بلا جدوى..
(في بلادي
ننصبُ فخاً للقمرِ/
/نعلّقُهُ على عَمودِ الحقدِ/
/ونسلخُ عنهُ الضّوءَ/
/في بلادي
يذبحُ الأخُ أخاهُ
بتهمةِ الخيانةِ/
/وتكونُ سكّينُهُ
يدَ الغريبِ).
شواهدُ الزمنِ في برج الذكريات المشحون بعبقٍ قديم، تشظى مازحاً على طهر الأماكن المعّدة سابقاً لحفلات الذكرى وعقيق تُحفِ نادرةِ من الصراع في باحةِ تفقدية خلفَ ستائرِ البوح مساماتٌ متشققةٌ في أغوارٍ بعيدةٍ حافةٌ صلدةٌ تخلو من أحلامِ الغد ، لن تنتظر بزوغ سمشٍ لصبحٍ قريب، كتلةٌ من رمزياتٍ مشتابكةٍ الجذور ومتصارعةِ الشعور احتضنت جمالاً نقياً غابت في كل مفاتنه وملامحه المُثلى
مسك حبلَ الريح من طرفٍ واحدٍ وتركُ للسماء نوايا مؤجلة، تعود..الى شدو النسيان ربما...هو الحميم المشفر
الذي اعلن عصيانه مؤخرا.
(في بلادي
صارَتِ الأشجارُ تورِقُ جثثاً/
/وصارَ النّهارُ يُطِلُّ
على الفاجعةِ /
/وغدا النّدى
قطرانَ السّرابِ/
/في بلادي
تفحَّمَ الهواءُ/
/وصارَ السّلامُ
رماداً/
/وعمَّ الانهيارُ
وتراكمَ السّخطُ/
/في صدرِ الغمامِ).
كأنّها قصيدة عشق تتبارى على حرفة سيل من هيئات متنازعة على ملكية مجهولة نرى الرجال والنساء يتسابقون على حلة من ضياع.
(في بلادي /
/جفَّتْ خطواتُنا
وتحوَّلَ نبضُنا يباساً).
تجسيد الآلام المهولة التي تحل وكأنّها علامات إخبارية مقيدة بأسلوب نافذ الشعورية والفكرية.. لا قيود على سلطان الحروف حين تكون على ناصية التمرد.
ما وراء طبيعات العيوب والخطوب والأفراح المؤجلة وزوابع الأمنيات الجائعة الى نوافذ الضوء في تخمة الحياة المتصحرة عرفا...
تقديري للحرف الثمين
شكرا والف عطر مميز
مداد حرف ودعاء.
علي سلمان الموسوي
العراق.
* في بلادي..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
في بلادي
يحصدُ الفقراءُ
غلالَ الدّمِ
وتقطفُ النّساءُ
سِلالَ الدّمعِ
ويرضعُ الأطفالُ
ُحليبَ الانفجاراتِ
وتتزيّنُ الفتياتُ
بالشّحوبِ والارتجافِ
ويحملُ الرّجالُ على أكتافِهِمْ
جثَّةَ الخرابِ
في بلادي
ترسلُ الشَّمسُ أشعَةَ الهلاكِ
وتتمترسُ الجبالُ
خلفَ المدافعِ
وتأوي العصافيرُ
إلى حجرِ النّارِ
في بلادي
ننصبُ فخاً للقمرِ
نعلّقُهُ على عَمودِ الحقدِ
ونسلخُ عنهُ الضّوءَ
في بلادي
يذبحُ الأخُ أخاهُ
بتهمةِ الخيانةِ
وتكونُ سكّينُهُ
يدَ الغريبِ
في بلادي
صارَتِ الأشجارُ تورِقُ جثثاً
وصارَ النّهارُ يُطِلُّ
على الفاجعةِ
وغدا النّدى
قطرانَ السّرابِ
في بلادي
تفحَّمَ الهواءُ
وصارَ السّلامُ
رماداً
وعمَّ الانهيارُ
وتراكمَ السّخطُ
في صدرِ الغمامِ
في بلادي
جفَّتْ خطواتُنا
وتحوَّلَ نبضُنا يباساً.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
## قصيدة:(قيود الكلام)..
للشاعر والأديب السوري:
(مصطفى الحاج حسين).
(الأديب والناقد حفصي بوبكر)..
النص الشعري بين سلطتي الفضاء والخيال قراءة أدبية لنص فك قيدي
(مصطفى الحاج حسين) ..
بقلم الناقد والأديب: حفصي بو بكر.
القراءة:
(قيود الكلام) نموذجاً / للمبدع: (مصطفى الحاج حسين).
الشعر ولعل ما اتفق عليه كونه تعبيرة ورسم بالكلمات لكل ما يحاصر النفس من اختلاجات ومن أحاسيس فقط تنتظر لحظة الوثب والانفلات من أيرقابة تنتظر تلك الروح القرارية التي لا ترهب المواجهة والمكاشفة (مصطفى الحاج حسين)،لا يقف عند هذا
التعريف.. على عمقه ليتعداه إلى تعريفات اكثر خطورة وارباك وحتى أكثر استفزازا, نجده ينحى ويتخذ ممرات مغايرة للعادة ويخترق بها القاعدة من أن الشعر حالة شعورية فحسب هو لديه معركة واشتباكات ونزاعات وقضية وجود وزوايا نظر. الكتابة من هنا تتحول إلى فضاء تحرك نفسي ووجودي كبيرين.
الألفاظ تقطف مسبقا بعناية فائقة لتوضيب مائدة المعنى, بهذه الحالة ليس كما نتوهم ونعتقد مسبقا من كونه يفكر مرتين على العكس تماما الطلقة الأولى قاتلة هو حصالة تجارب
ورحلة عمر امكنته من ترويض المعنى:
سياقا,خطابا وجملا. نراه يرسل اشاراته
القوية ابتداء من العنونة والعتبات مرورا بكل تقاطعات النص على شساعته وإتساع دوائره التأويلية ... القراءة تتحول إلى فتنة وغواية وهي فعلا كذلك حالة من التفاعل الكيميائي القادرة على التوليد وبعث الحياة
وتناسل الأفكار ولربما من أجل ذلك قراءة واحدة قد لا تسعفك حتى بمحاولة الإقتراب من معانيها ودلالاتها وحتى وجهتها أنت مطالبباعادتها مرارا لحظتها فقط قد تسحبك إلى عوالم لا تقل متعة وإثارة من النص ذاته هي كتابة استدعاء, كتابة تحريضية على ممارسةالخيال على تعقيداته ولكأننا به أراد أن يهمس لنا سرا.. بأن الإنسان ليس له من مهمة في هذا الكون عدا الحلم, الحلم يبقى أعظم وأكبر هدية تحصل عليها الإنسان فعلاً, اننا لا نموت إلا حينما نتوقف عن الحلم فك قيدي:
أدمى معصمي أدمى خيالي أجهض حلمي دعوة للتحرر والانعتاق وقد اشار في حالة الخصام بنصه وفي حالة تنافر ونزاع من كل أشكال الحصار النفسى وحتى المادي والمعنوي تكون الخسارات باهضةوانهياراتها مدوية تموت وتخنق الكلمات تموت اللغة على قدسيتها,على أهميتهاوعلى تواصليتها ايضا لتنقلب الصور إلى جثث ملقاة على أرصفة التعسف وغياب الحوار يتناثر الموت على أصقاع ذاتي.. هي ذات مكثفة وكثيفة ولكانها قارة من الحكايات او لعلها أكثر من مجرة ولعل هنا تحديدا لا يتررد مبدعنا -مصطفى الحاج حسين- في التسريع من نسق الخيال وفي استدعاء حقله الدلالي الوارف كغابات السلفا بالبرازيل لتتكاثر الصور وتبرز المشهدية كسلطة ثالثة لترفع من منسوب الحرفية والتحكم إلى حد لإثارة من النحيب كلغة كتوسل عميق للمعنى إلى فقدان التوازن والتلاشي إلى لحظة النحيب كآخر محطات الكآبة اللغة شاردة مطاردة للمعنى في حالة من التدرج الواعي جدا حسب التطور الزمني والنفسي للنص يموت المؤلف عن قصدية منه ينزاح ليفسح لنا المجال وممارسة لذة النص ونراه وفق إلى
حد كبير في اعتقالنا جماليا وجعلنا نتعاطف مع النص رموزا زوايا نظر ومفاهيم تراجع مبدعنا ليضعنا نعيد تصحيح وهم الحقائق إن السعادة ليست في امتلاك الخطى وحاستي النطق والسمع والبصر... هي اعمق
من ذلك هي تحرير بالكامل لكل الحواس ومن هنا تحديدا تاتي الذات المكثفة لمبدعنا (مصطفى الحاج حسين) (قيود الكلام) ليست الا فك قيودي بالمعنى التفكيكي الحفري للنص هو فعلا الكتابة الواعية التي تصمد وبتصوري تعمر طويلا هي تلك التي تكتبك وتكتبني وتكتبنا جميعا لحظتها فقط قد تجبرك على الإعتراف بجماليتها وشاعريتها وحتى كينونيتها الكتابة اختراق وتجاوز وقفز على وعلى الفضاء هذا الفضاء الذي يشهر بدوره تعديته وشساعته كعنصر قار تقريبا في جل واغلب اعماله, نجده دوما يستحضر التيجانا: لفظ روسي في المخيال الشعبي عدد من الأشجار والفلاحين لا ينتهي وانت تجوب كتابات شاعرنا تقف على نوافذ
وشرفات لا تنتهي الفضاء الداخلي:
نفسية الشاعر لا تقل لا غواية ولا فتنة عن باقي الفضاءات كعوالم حسية وحركية لا تتسع الفضاءات على تعريفاتها إلا بفك القيود نصوص (مصطفى الحاج حسين) نصوص قوتها وسر متعتها في ذاك التلاحق والتدافع المشهدي وحتى الصوتي, نجد العملية الابداعية حالة عشقية وحالة من العناق المميت بين حالتين حالة ولادة النص وحالة تلقيه.*
حفصي بوبكر
تونس 8جويلية2017
* قيود الكلام..
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
أنا إنْ خاصمتُكِ
تتكسّرُ في حنجرتي الكلماتُ
وتنداحُ من تحتِ أفقي
خطواتُ أرضي
ويتناثرُ الموتُ
علىٰ أصقاعِ ذاتي
ينتحبُ شهوقُ الرّؤىٰ
وتعصفُ بي صرخاتُ الرّكامِ
أمدُّ إليكِ استغاثةَ ناري
يتكدّسُ الموتُ على شبابيكِ عمري
وتنمو بداخلي أشجارُ الانهيار
ويأتيني منكِ العذابُ
أصابعُكِ
تسرّبُ لقلبي العتمةَ
وتفتحُ لي جداولَ الخيبةِ
تحتاطني مرارةُ التّرحُّلِ
يغادرُني غبارُ التّهدمِ
وسهوبي تنادي ما عندكِ
من ندىٰ
تفوحُ مِنْهُ الشّمسُ
أخاصمُكِ
يضيقُ الكونُ
علىٰ مائي
ويتيبّسُ الهواءُ
يلتاثُ الدّجىٰ
وتبكي تجاعيدُ الغمامِ
تعالَي ..
نشيّدْ هٰذا الاندحارَ
ونرمّمْ لهاثَ الدّفءِ
المنسربِ من شقوقِ أسامينا
كي لا يضحكَ منّا السّدىٰ
ولا يشمتَ بنا الخواءُ
بحرٌ مسبيُّ الأمواجِ قلبي
نهارٌ مشنوقُ الضّوءِ
تعالَي
فكّي قيودَ الكلامِ.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
## الأستاذة الأديبة المبدعة:
(نجوة الحسيني) تحاور:
الأديب والشاعر السوري
(مصطفى الحاج حسين..)
الأدب هو نوع من أنواع التعبير الراقي عن المشاعر الإنسانيّة التي تجول بخاطر الكاتب، والتعبيرعن أفكاره وآرائه، وخبرته الإنسانيّة في الحياة، وذلك من خلال الكتابة بعدّة أشكال، سواء أكانت كتابة نثريّة أو شعريّة، أو غيرها من أشكال التعبير في الأدب؛ وإنّ الأدب ما هو إلّا نتاج فكريّ يشكّل في مجموعه الحضارة الفكريّة واللغوية لأمّة من الأمم وهو انعكاس لثقافتها ومجتمعها.
وأديبنا هو أحد هؤلاء الأدباء الذي مثل مجتمعاتنا العربية. بل حاكى كل الأوضاع التي نعيشها بشكل أو بٱخر
إنه الأديب مصطفى الحاج حسين.
أديبنا سوري المنشأ من مدينة (الباب) التابعة لمحافظة حلب.
// نجوى:
أهلا وسهلا بك أديبنا المحترم.
نتمنى ألّا نتعبك معنا. اهلا وسهلا بك..
** مصطفى:
- أهلا وسهلا بكم أستاذة.. وكل الشرف لي في هذا اللقاء الذي أتمنى أن يكون جيدا..
// نجوة:
- حضرتك أديب كبير في غنى عن التعريف وقد سبق وأخذنا نبذة عن حياتك وشخصكم الكريم في برنامج لقاء مع أديب..
سؤالنا الاول:
لابد وأن تعترف لنا متى شعرت أنك مؤهل لأن تكون أديبا حقيقيا يشار له بالبنان.
** مصطفى:
- منذ أن كتبت قصيدتي الأولى في عام 1975م.. وبعد أن قرأها ابن عمتي الذي كان يكتب الشعر ويمارس هوايات عديدة /مات رحمة الله عليه/ فهو عبقري باعتراف كل الأقارب.. أذكى شخص حتى الآن في عائلة /حاج حسين/ أدركت أنني ذو موهبة قوية، لأنه شجعني بقوة وهو لا يعجبه العجب.. في البداية دقق معي وسألني:
- هل حقاً أنت من كتب هذه القصيدة
؟!.. وحين صدقني، شجعني.. ثم نلت تشجيع كل من حولي.. ومن كان لا يريد تشجيعي والاعتراف بي.. كان تشجيعه اللامباشر أكثر وأكبر، لأنه يظن بأني أسرق قصائد نزار قباني وأنسبها إليّ.. وكنت أعرف أنها كتاباتي، لذلك أفرح وأعتبر هذا تشجيعا لي في كل الأحوال.
لم أجد غير التشجيع من قبل كل من أعرض عليه كتاباتي.. وتأكدت من موهبتي حين ذهبت إلى إتحاد الكتاب العرب فرع حلب وعرضت عليهم قصائدي.. لا قيت التشجيع من الأدباء والشعراء، وبالأخص من الشاعرين (سعيد رجو) و (عصام ترشحاني) وكان عمري في ذلك الوقت أقل من ستة عشر سنة.. ولأني عشقت الأدب.. ولأن هناك من كان يعترف بي ويشجعني وهم أكبر مني في العمر، وفي الثقافة والمعرفة والأدب.. وجدت نفسي أحلم وأخطط لأن أكون شاعرا ذو أهمية مثل (نزار قباني) (ومحمود درويش) الذي أحببت شعره لدرجة الشغف.. وحين بدأت أشارك في المهرجانات الأدبية والأماسي الشعرية أيضا وجدت التشجيع من الحضور والأدباء، فكانت ثقتي بنفسي وموهبتي تزداد وتنمو وتكبر.. إلى أن بدأت أنال الجوائز الأدبية.. ودائما الجائزة الأولى كانت تكون من نصيبي.
// نجوى:
- مؤكد ستكون لحضرتك الأوليه لأنك تكتب بإحساس صادق تتبنى فكرة أو قضيه إضافة إلى إلمامك الملموس في اللغة العربيه.
** مصطفى:
- أنا لا أعرف قواعد اللغة.. عندي أخطاء لا أنكر.. أكتب على السليقة.. كذلك الأوزان.
// نجوة:
- من يدخل صفحتك ويغوص فيها.. يرى أنك حصلت على جوائز عديدة... هل تعتقد أنك تستحقها جميعا..
أم أن هناك من يجاملك. أو أن البعض لايفقه كثيرا بالأدب فأعتاد على التصفيق والإطراء.
** مصطفى:
- في حلب.. وفي ذلك الوقت في الثمانينات وبعدها.. كانت المدينة تضج وتغلي بالأدباء والشعراء.. وخاصة في الجامعة.. فقد تواجد في آن واحد عدد عظيم من أصحاب المواهب المتقدة والملفتة للنظر.. منهم (نجم الدين السمان.. وخطيب بدلة.. ونضال الصالح.. ونهاد سيريس.. وعبد الرحمن سيدو.. وبسام سرميني.. وندى الدانا.. وأمان أبو دان.. وابتسام تريسي.. ومريم حاج صالح.. وفاطمة دهش.. وغزالة درويش.. وميادة اللبابيدي.. وأوهام العبد الله.. وغالية خوجة.. وبهيجة مصري.. وفيحاء العاشق.. وبيانكا ماضية.. وخولة غازي.. وذكرى حاج حسين.. ومحمد جمال باروت.. وزياد كمال حمامي.. وفواز حجو.. وعبد السلام حلوم.. ومحمد علاء الدين.. وعمر قدور.. ومحمد فؤاد.. وحسين بن حمزة.. وأحمد عمر.. وعبد الحليم يوسف.. وأحمد.خيري.. ولقمان ديركي.. وزكريا حيدر.. وإبراهيم كسار.. ومحمد علي الشريف.. وعامر الدبك.. وبشار خليل.. ولؤي علي الحسين.. ومحمود أسد.. وخالد خليفة.. ومروان علي.. وصلاح داوود.. وعبد الرحمن حلاق.. وصالح دياب.. و بسام الحسين.. ومحمد بن يوسف كرزون.. ومسلم الزيبق.. و بدر عبد الرحمن.. وحسين الفقه).. وغيرهم كثر.. حيث كانت حلب غنية جدا بالمبدعين.. هذا إلى جانب السادة أعضاء إتحاد الكتاب العرب.. ودكاترة الجامعة الكبار.. ما أروع ما كانت عليه حلب.. فهي عاصمة الثقافة العربية بحق.. كما هي عاصمة الفن والغناء.
وفي خضم هذا.. كانت تقام المهرجانات الأدبية والثقافية، ومن هنا بدأتُ أنال الجوائز الأدبية.. بدأت الجوائز في حلب.. ثم في سورية.. ثم في الوطن العربي..
حرمت وضاعت مني جوائز عديدة، مع أنها كانت لي بجدارة.. مرة من جائزة المكتبة الوطنية عام 1984م بعد أن أكد لي عدة أساتذة بأنهم وافقوا على منحي الجائزة، وفي آخر لحظة ذهبت إلى شاعر يكتب الشعر التقليدي وهو منبوذ من قبل الأدباء.. لكنه فاز بالجائزة لأنه كتب عن الرئيس.. وفي هذا الحال.. يفوز المنافق.
مرة ثانية في مهرجان الأدباء الشباب بالمركز الثقافي.. وبعد أن قررت اللجنة الأدبية منحي الجائزة.. وكان المهرجان على مدار ثلاثة أيام.. ثم توزع الجوائز.. فقد صادف ذاك اليوم.. هو اليوم العالمي للمرأة.. وهكذا وبطلب من أمين فرع الحزب.. تحولت الجائزة إلى إحدى المشاركات، لكي يقال أن المرأة عندنا في سورية تنال حقها وتكرم من قبل الدولة.
ومرة ثالثة أيضا.. أعلن عن مهرجان في إتحاد الكتاب العرب.. وقام رئيس الإتحاد بتشكيل لجنة لدراسة النصوص واختيار الأجمل والأقوى.. وصدف أن دعي رئيس الإتحاد إلى مهرجان في الأردن.. ذهب بعد أن كلف أحد أعضاء الإتحاد بالإشراف على المسابقة.. وكان هذا منحاز لمشارك عنده بيت في دمشق.. حيث يذهب إليه كلما غادر حلب إلى العاصمة بدل أن ينام في الفندق.. ولهذا منحه الجائزة.. والجمهور استاء واغتاظ من هذه النتيجة، حين سمع نصي وسمع نص ذاك المسكين.. وحدث أن عاد رئيس الاتحاد من الأردن في اليوم الثالث للمهرجان.. قبل توزيع الجوائز.. وحين اكتشف هذه المؤامرة احتج واعتراض ورفض مثل هذه النتيجة البائسة.. واحتج أيضا ذاك العضو المتأمر.. وقال لرئيس الاتحاد أنت فوضتني ولا يحق لك الآن الاعتراض.. فطلب رئيس الإتحاد التصويت من الجمهور الذي كان متعاطف معي إلى درجة كبيرة.
وأهم ما حرمت من الجوائز.. جائزة القاهرة في عام 1989م.. التي وضعت شروطا غير منطقية.. من أهمها أن يكون المتسابق من حاملي الشهادات العليا.. في حين أنا لا أحمل الإبتدائية.. وقررت أن أشارك باسم أخي الذي يحمل شهادة الدبلوم.. وقلت إن فاز أخي سأذهب معه إلى القاهرة.. وأقول لهم لماذا تحرموني من المشاركة ؟!!..
ألا يكفي بأني حرمت من المدرسة.. وفعلا رشح أخي لنيل الجائزة.. وأرسلوا يطلبون منه صورة عن جواز السفر، تمهيدا للسفر.. وهنا جاء صديق غيور وحقود وأرسل إلى لجنة القاهرة.. صور عن كتاباتي منشورة بإسمي في الجرائد والمجلات.. ففضح أمري.. وتسبب بطردي من المسابقة.. مع حرماني من المشاركة لمدة خمس سنوات.
وصل الأمر أيضا إلى توقف العديد من الزملاء والأصدقاء الأدباء عن المشاركة في أي مسابقة أشارك بها.. لأنهم أصيبوا بالخيبة واليأس وعدم الثقة بمنافستي.. حيث تكون في كل مرة الجائزة الأولى من نصيبي.. وهم صاروا بلا أمل.. لدرجة أن تم الطلب من قبل البعض من السيد رئيس الاتحاد، أن يطلب مني عدم المشاركة في المسابقات القادمة، بحجة ليس من المعقول أن أحصد الجوائز في كل مرة.
// نجوة:
- على كل ليست الجائزة من تعطيك قيمه. قلمك الصادق. الأدباء الذين أحبوا أسلوبك.. كلمات التشجيع الصادقة التي لاهدف ولاغاية ولامصلحة من ورائها هي جائزتك الحقيقية أديبنا..
// نجوة:
- هل تعتقد حضرتك أنك وصلت إلى الذروة.. وأمسكت بناصية الأدب الحقيقي؟.
** مصطفى:
- أنا ما زلت في البداية.. ما زلت أتعلم.. وأخاف في كل مرة أكتب فيها..يحبون
قراءتي وأنا أرتبك وأتلعثم ويحمر وجهي.. مع أني أكون قد أخذت رأي عدة أصدقاء قبل أن أعلن عن عملي..
من يظن ويعتقد ويتوهم بأنه أمسك بناصية الأدب الحقيقي، فهو أحمق ومغفل وغبي، ولا يملك الموهبة.. بل هو مغرور ونرجسي وتافه وفارغ..مثله
مثل بطل قصتي(المبدع ذو الضفتين)
الذي سخرت منه.
أنا أظن أنني مقبول.. ولا أسبب الملل للقارئ وأشدّه لمتابعتي، وهذا شيء عظيم.. ويجلب لي الفخر والاعتزاز، والرضى عن النفس والموهبة
// نجوة:
- جميل جدا ألا ينتابك الغرور. كما يحصل حاليا للكثير فهذا يسرق ويغير بضع كلمات وينسب النص لنفسه واخر جادت قريحته وكتب بضع كلمات ظن من خلالها انه ملك زمام الأدب مع أن الأمر يصبح مخيف أكثر كلما نجح نص لأننا لاندري هل سنستطيع أن نحافظ على هذا المستوى أم سنسقط والخوف الكبير من السقوط يدفعنا احيانا للإبداع بشكل أكبر بوركت أديبنا.. رائع سردك لوقائع مفجعة.
// نجوة:
- لكل قصيدة قصة مرتبطة بالقصيدة أي نص كتبت هو الأقرب إليك وماهي قصته.
** مصطفى:
- الحب دائما خلف نصوصي.. والحرمان من كل ما أحببت.. حرمت من المدرسة.. حرمت من التي أشعلت موهبتي.. حرمت من بلدي.. من أمي.. من أخوتي.. من أصدقائي.. من حضوري الأماسي الأدبية.. من النشر في بلد عربي.. الحرمان هو قصتي الأولى والأخيرة.. ولهذا أنا لست متعدد
المواضيع.. وربما هذا يؤخذ علي.. لأني لا أكتب عن أفكار مسبقة.. فأنا لا أكتب إنما أنزف وأبوح وقد أهذي بأشياء كنت أتمنى أن لا يعرفها أحد.. والقصيدة الأخيرة تبقى عندي أجمل ما كتبت، إلى حين أن أكتب غيرها.. وأنا أرفض أن أسجل تاريخ كتابة القصيدة، لأني أراهن على معاصرتها في كل وقت.. ولهذا كتابات كثيرة كتبت قبل الثورة بعقد أو عقدين.. ويظن البعض أنها كتبت من أجواء ووحي الثورة.
// نجوة:
- لعلنا مشبعين بالجراحات وكلنا ينزف بطريقته.. لكن نزف روحك فتح جروحنا وأصبح هناك أنهار من الدماء
لن أقول سوى ماأروع نزفك.
** مصطفى:
- ما أروع ذوقك ووجدانك الطاهر.
// نجوة:
- هل كتبت قصيدة وندمت أنك نشرتها
؟.. وهل لاقت قبولا كغيرها بين الأدباء
؟.
** مصطفى:
- نعم.. كتبت بعض القصائد وأنا منفعل
ولذلك وقعت في الخطابة والمباشرة
.. مع أنها لا مست القلوب.. وتفاعل معها الكثر.. كما أغضبت فئة معينة من الناس.. ندمت.. ولكنها تمثل لحظة ما حسساسة وهامة.. ومع هذا فأنا مزقت الكثير الكثير من القصائد والقصص وأنا اليوم نادم جدا على ذاك الجنون.
// نجوة:
- محزن أن تمزق بعض ماكتبت. وربما حصل معي موقف شبيه فقد مزقت الكثير الكثير من كتاباتي. لأن أحد أخوتي طلب ان يبقى ببيتي حتى يصلح بيته وكنت في بيت زوجي وبيتي لااحد فيه ولاني لا استطيع الرفض ولأن مجتماعتنا تبقى شرقية وتفسر على هواها. وقد خفت ان يقرأ اخي كتاباتي وتفسر تفسيرات انا في غنى عنها فقد مزقت الكثير الكثير.
وقد خشيت أخذها لبيت زوجي خشية ان ينبش أولاده بين أشيائي إن خرجت من البيت وهكذا مزقت كل ماهو غال وثمين.
** مصطفى:
- ذات ليلة مزقت أكثر من مائة قصيدة حب لأرضي زوجتي.. وليتني أرضيتها.
// نجوة:
- كثرت المجموعات الأدبية وحضرتك منتشر عند الجميع.. ولكن أين تجد نفسك مكرم اكثر وسعيد بوجودك معهم؟.
** مصطفى:
- كثرة المجموعات تدل على اهتمام بالأدب ونشاط جميل.. حتى وإن تفاوتت المستويات.. في البداية المهم القراءة.. ثم يتطور القارئ.. وأنا أنشر في مجموعات عديدة بسبب أنني وجدت لكل مجموعة متابعيها.. وأنا أريد أن أوصل كتاباتي للجميع.. وكذلك أريد أن أوثق كتاباتي بأكثر من مجموعة حتى لا تسرق قصائدي ولا تضيع.. هناك من يأتي بعد التوثيق بفترة ويقوم بحذف هذآ التوثيق .. لم لا أدري؟!.. قد يكون بسبب عدم قدرتي على مجاملته ومسايرته.. وهذا حدث معي بالفعل.
معظم المجموعات الراقية تهتم بي وتوثق كتاباتي وتكرمني مع أني مقصر بحق جميع المجموعات التي أحبها وأحترمها.. ولكن من الصعب عليّ أن أرد على كل هذا الجميل والمعروف.
أشكر مجموعتكم التي تعطيني دائما أكثر مما أستحق.. فذلك يعود إلى أن الأستاذة نجوة الحسيني من حسن حظي أنها تنحاز إليّ.. وأنا فعلا أعجز عن رد بعض هذا الجميل.
وهناك مجموعات عديدة تعطيني أكثر مما أستحق.. والشكر للجميع.
// نجوة:
- أولا لم نسألك عن المجموعات حتى تجاملنا ربما كان هدفنا أن نرى اي المجموعات أفضل من وجهة نظر أديب لنستفيد منها ونحذو حذوها.. ليس عيبا أن نستفيد من الافضل وان نقتدي به أما من ناحية التوثيق لااعتقد أحد يحذف بعد أن يوثق الامر ان غوغل كل فترة يهكر المدونات ولا احد استطاع معرفة السبب
انا بدوري هكرت لي اكثر من عشر مدونات. وهذا عذاب لنا بالفعل.. وانا لاادافع عن أحد فقط أقول الحقيقة.
وانت تعرف ان رابطة الكتاب اصبحت تدون بصفحة وقد اقتبسوا هذه الفكرة مني عن طريق عزة. وحضرتك تذكر بقينا فترة نوثق بصفحة.. وذلك بسبب التهكير.
** مصطفى:
- نعم.. أعرف وأتذكر.
// نجوة:
- هل جربت ان تكتب الشعر الموزون؟
وهل تجد أن لديك المقدرة على الخوض في مضماره؟.
** مصطفى:
- نعم.. في البدايات بدأت الكتابة بشكل تقليدي.. لم أكن أعرف أن هناك بحور شعر أو أوزان.. ولم أكن قد سمعت عن شعر التفعيلة.. أو قصيدة النثر.. كنت أقلد حتى الجرس الموسيقي.. وألتزم بالقافية..
سنوات وأنا على هذا الحال، حتى قال لي صديق أخي الأكبر، وكان طالب في الأدب الإنكليزي:
- عندك كسر في الوزن.
سألته وما هو الوزن؟!
أخذ يشرح لي.. ثم دلني على كتاب سفينة الشعراء للأستاذ (محمود فاخوري).. وبدأت أدرس وأتعلم بحور الشعر والجوازات والتفعيلات.. ثم أخذت أحاول، وكتبت بضعة قصائد قبل أن أذهب إلى إتحاد الكتاب.. وهناك وجدت من شجعني على كتابة قصيدة النثر، وكنت أنا من خلال تجربتي وجدت أن الوزن يقتضي أن تضم القصيدة الحشو والزوائد، ثم القصيد التقليدي يحول المخ إلى مخ تقليدي.. ولهذا تأثرت بكلام) أدونيس.. وأنسي الحاج) ، و(الماغوط).. وغيرهم
واليوم أنا على قناعة تامة أن مستقبل الشعر لقصيدة النثر فقط.. حتى وإن تجرأ عليها كل من هبّ ودبّ.. لكن التجربة ستعلمه أن قصيدة النثر من أصعب وأعقد وأهم وأجمل الشعر.. ولقصيدة النثر موسيقا خاصة بها لا يدركها إلّا من كان منفتح على جمالية اللغة.. تطورت موسيقا الشعر، كما تطورت الموسيقى العربية، فهل موسيقى (محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي)، مثل موسيقى العصر الجاهلي، حيث كان الطبل والمزمار هو كل شيء.
// نجوة:
- ربما كما أسلفت أن المستقبل لشعر النثر ولكن يبقى للشعر الموزون قوته وسلطته. ولعلنا لانمتلك زمامه بشكل جيد.. لأننا نسينا واقول ذلك عن نفسي.. نسينا الكثير من الأوزان وطريقة السيطرة عليها.
** مصطفى:
- أستاذة موسيقى ذلك العصر تختلف عن نبض هذا اليوم. لذلك سننسى.. اليوم أنتهى عصر الطبل والمزمار.
// نجوة:
- لابد لكل أديب متميز من وجود أعداء يحاربوه فهل أعداؤك كثر؟ وماهو موقفك تجاههم؟.
** مصطفى:
- على قدر ما كان عندي من أصدقاء في الوسط الأدبي، على قدر ما أنا الآن أشكو من قلة الأصدقاء.. في بداياتي كان الجميع متحمسون لصداقتي، فأنا في نظرهم طفرة لن تتكرر.. شاعر لا يحمل الوثيقة الإبتدائية.. عامل بناء.. بروليتاري.. وهذا ما يلفت انتباه الشوعيين أولاً، ويجذبهم لصداقتي.. كل واحد منهم يأخذني ليقدمني ويعرفني على رفاقه.. شاعر الطبقة العاملة.. وعلى كل من يريد الادعاء أنه متواضع فما عليه إلّا أن أكون صديقه
.. ومقرب منه..
في البداية كانوا يتعاطفون معي.. على أنهم أساتذة وأنا أقل شأنا منهم في الدرج الإجتماعي، مثلي مثل أي طفل مدلل.. فأنا البروليتاري المعجزة، وأستحق لمسة حنان منهم.. هكذا كانوا بشكل عام.. أغلبهم وأكثرهم ومعظمهم
وحين تجاوزت حدودي، وأحببت مهندسة وشاعرة رفضتني وتكبرت، مع أنها تقول لي:
- أنت تكتب بشكل جميل جداً.. تعجب بما أكتب ولكنها ترفض الاقتران بي.
وكذلك الأصدقاء الرجال الأدباء.. حين بدأت أنال الجوائز وأكوّن اسماً.. بدأت التغيرات من قبلهم.. ومنهم تحولت بنظره إلى عدو، وعليه التخلص مني.. هناك من تآمر عليّ في عملي، وعمل على تدميري، ماديا ومعنويا وسمعة وأخلاقا.. والكل يعرف مدى بساطتي وطيبة قلبي ومساعدتي لكل واحد منهم يتقاضى راتبا ولا يكفيه.. قدمت لهم مساعدات.. وفرص عمل عندي.. سرقوني ونهبوني وأفشلوا عملي، ثم شمتوا بي.. أنا أكثر الأدباء الذي تضرر من أصدقائه الأدباء.. وأستطيع كتابة القصص والروايات عن ذلك.. ولكن ما يمنعني لا أريد أن أفجر الفضائح.. مع أني دفعت الثمن غاليا جداً جدا.
أنا وجدت في صداقات الفيس بوك أكثر راحة وأمانا وإخلاصا.. لذلك تواصلي مع أصدقاء الماضي قليل جدا.. على الأديب السوري أن يصادق أدباء من دول عربية أخرى.. وهذا أفضل له وأسلم.. حيث يحافظ على قيمته الأدبية.
// نجوة:
- لن أقول مثلك ان صداقات الفيس هي أفضل..من الصداقات في الحياة بل سأقول أن الاخلاق والتربية بشكل عام أنحدرت. ولم يتبق قيم ولاتبق من يفهم مفهوم الصداقة لذا فشلت معظم العلاقات على كافة الاصعدة قلة قليلة كعدد أصابع اليد الواحدة من تحفظ المودة والصداقة والقيم من تدرك أنك إن نبهتك لخطأ تريد مصلحتك. وتجد الرد شعورهم أنك تغار من تفوقهم
لذا أقول الجيد يبقى جيد سواء في الواقع او في هذا العالم الافتراضي والسيئ سيئ أينما كان مهما كان ملمسه ناعما كالأفعى.
** مصطفى :
- أتفق معك أستاذة.. لكن هذا حالنا للأسف.
// نجواة:
- هل خطر ببالك يوما انه بالإمكان ان تستنفذ كل طاقتك الأدبية وتعجز فجأة عن التعبير لو وصلت لهكذا حالة ماهو شعورك ياترى؟.
** مصطفى:
- حدث هذا معي بالفعل.. وأنا في أوج كتابتي الشعر في مطلع عام 1988م
.. وجدت أن الشللية في الوسط الأدبي، قد أخذت مداها الواسع في حلب وسورية وحتى الوطن العربي.. النشر لا يتم إلّا عبر الواسطة والمعارف والمحسوبيات.. وكذلك الأمر بالنسبة للأنشطة من أماسي أدبية إلى مهرجانات إلى ندوات ثقافية.. حتى أن كل شاعر وأديب يحضر معه شلته يوم مشاركته لكي ينصب عليه وابل المديح المجاني والفارغ.. وفي المقابل تحضر شلل أخرى للمهاجمة والإساءة والحط من مستوى المشارك إن كان شاعراً أو قاصاً.. وأنا لا أحب هذه الأجواء، لذلك فكرت أن أبتعد وأتوقف عن الكتابة والمشاركة.
جماعة السكر واللهو والعربدةوالعلاقات
اللا أخلاقية منحازة للحداثة وقصيدة النثر والسريالية والغموض والفوضى والضياع.. هم شلة منغلقة ولا تعترف إلّا بمن يجاريهم ويسايرهم ويمشي في ركابهم..والجماعة الثانية هم أخلاقيون
ولكنهم يميلون للتقليد والتراثي والكلاسيكي.. وهم بدورهم ملتفون حول بعضهم.. لا يعترفون إلّا بمن يشاطرهم الموقف ويمشي في ركابهم.. وأنا كنت أحاول أن أكسب الجميع.. ولكني عجزت وفشلت.. وكادت علاقتي مع كل الأطراف أن تصل إلى طريق مسدود.
في تلك الأثناء لا حظت أن عدد الشعراء يفوق بكثرة هائلة عدد كتاب القصة القصيرة.. ومن هذا المنطق كان القاص يأخذ مكانة وحفاوة أكبر وأهم.. رغم أن في قناعتي وأعماقي أنظر للشاعر على أنه أعظم أهمية من حيث اللغة والأحاسيس والمشاعر والإنسانية والرقي.. كنت أعتبر الشاعر ذو حساسية من الدرجة الأولى ثم يتبعه الأديب القاص والروائي.. وهذا ما قادني لأن أفكر بكتابة القصة القصيرة
.. وكانت تضحية مني وتنازلا.. لكني سأضيع بين هذا العدد الهائل من الشعراء، وهنا لن أحظى بالاهتمام، فأنا أنطلق من الأصالة إلى الحداثة.. ونحن عندنا مثل (كله عند العرب صابون) لا نميز بين الجيد والعادي.. سأكون مجرد شاعر عادي.. وهذا ما دفعني للإقدام على كتابة القصة القصيرة.. وبالفعل منذ كتابتي لقصتي الأولى وجدت النجاح والاعتراف والإعجاب.. حيث نشرت قصتي في مجموعة (نماذج من القصة الساخرة في سورية)إعداد الأديب الرائع (خطيب بدلة) مع أهم كتاب ورواد القصة الساخرة.. وكانت معظم قصصي تفضح الوسط الأدبي وخاصة الشعراء منهم.. والحركة النقدية القائمة على المنافع والعلاقات الخاصة.
// نجوة:
- في كل زمان ومكان تأخذ الواسطة دورها او أمور اخرى يصعب التطرق لها للاسف.
** مصطفى:
- لكن الفن والأدب لا واسطة تصلح لهما.
// نجوة:
- سؤالي العاشر خفيف نوعا ما.. ماهو الموقف الصعب الذي مر بحياتك وكيف تغلبت عليه؟.
** مصطفى:
- المواقف الصعبة والخطيرة والمؤلمة التي تعرضت لها في حياتي كثيرة ولا تحصى.. وخرجت من بعضها أو تغلبت عليها بإعجوبة فعلا .. منها على سبيل المثال:
- حين نلت جائزة الإبداع الأدبي
والفكري من دولة الكويت، ذهبت إلى دمشق لأصرف الشيك، لأن البنك في حلب لم يسلمني المبلغ، ذهبت بمفردي ليلا، وكنت في تمام الثامنة صباحا أقف أمام البنك.. صرفوا لي المبلغ، وعلى الفور عدت راجعاً إلى حلب.. الوقت صباحا والركاب قلة والبولمانات كثيرة، قطعت تذكرة وصعدت، وقدمت التذكرة للمعاون، فقال لي لا ركاب كثر، إجلس حيث ترغب.. اخترت مقعدا، خلعت معطفي ووضعته مع حقيبتي الصغيرة على الرف فوق رأسي وجلست.. وحين تحركت الحافلة لتمشي، صعد رجل يشكو من شلل في رجله، ومعه امرأة.. والمقاعد كثيرة وفارغة، نحن بضعة ركاب، لا يتجاوز عددنا العشرة، لكن هذه المرأة نظرت في تذكرتها، وتقدمت نحوي، قالت:
- هذا المقعد لنا.
ابتسمت لها، وقلت:
- أختي المقاعد كلها فارغة.. أقعدي أينما أردت.
قالت وبحدة:
- هنا مكاننا.. وسنقعد هنا.
نظرت إليها.. تأملتها جيداً، تبدو هذه المرأة رزيلة ووقحة ووسخة.. وزوجها عاجز، وتبدو عليه علامات الطيبة، فحاولت إقناعها بلطف:
- أختي ما الفرق؟!.. أنا سألت المعاون وقال لي أجلس في المكان الذي تريده
.. وجلست هنا بعد أن خلعت معطفي ووضعت حقيبتي كما ترين، فلماذا تريدين عذابي؟!.. المهم أن نصل بالسلامة. صاحت غاضبة، بطريقة بشعة:
- أنهض من مكاننا يا عديم الذوق.
وقبل أن أرد عليها، فأنا شعرت برغبة بالتحدي.. قال لها زوجها:
- تعالي إلى هذا الكرسي.. يعني ما الفرق؟! زعقت بوجهه بانفعال وعدم اكتراث واحترام:
- اسكت أنت لا علاقة لك بالأمر.
قررت أن لا أعطيها المقعد مهما كلف الأمر، مع أنه لا فرق عندي بين مقعد وآخر.. بل لست جاهزا لمثل هذه المشكلة التافهة.. فأنا سعيد بحصولي على هذه الجائزة العربية، والتي كانت حلم جميع أصدقائي، وأنا لا أحمل الابتدائية، في حين كان عدد من شارك في هذه المسابقة يتجاوز الثلاثة آلاف
نسيت الرقم، وكلهم من حملة الشهادات العليا.. ثم أن سعادتي عظيمة بهذا المبلغ الذي حصلت عليه، أكبر مبلغ ألمسه وأحوذ عليه في حياتي ويكون لي.. منذ اليوم لن تحتج زوجتي على متابعتي للكتابة والنشر، وسيتوقف أبي عن قوله:
- الأدب لا يطعم خبزاً..
لكن هذه المخلوقة التافهة والساقطة من أين برزت لي، لتقتل عليّ فرحتي، وتشتّت لي خيالاتي وأحلامي؟!..
وتقدم مني المعاون يسألني بلطف:
- أستاذ من فضلك تعال إلى المقعد المجاور.
وتوقف السائق عن المسير، وكان قد خرج من المحطة ، واجتاز مسافة ليست بالقليلة.. وتدخل بعض الركاب، والكل يرجو أن ننهي هذه المهزلة.. فقلت مخاطباً المعاون:
- حين أعطيتك تذكرتي، قلت لي أن أجلس على المقعد الذي أختاره.. وأنا اخترت هذا الكرسي، فلماذا لا تطلب منها أن تجلس ومن معها على كرسي آخر ؟!.
قال المعاون وعلامات الحرج والارتباك باديتن عليه:
_ يا أخي.. هي مصممة أن تأخذ الكرسي المخصص لها.
وتحرك السائق من خلف مقعده، وتحرك نحونا ، قائلاً في استياء:
- سوف ألغي الرحلة بسببكم.. ما رأيكم؟.
صاحت المرأة التي شكلها وهنداهما تدلان على مستواها الوضيع:
- ناس لا تحترم النظام والقوانين.
صرخت بازدراء:
- وأنت ما شاء الله، تبدين في قمة التحضر والذوق.
وهنا نهض رجل كان مقعده يقع خلف كرسي السائق ، أي في الصف الأول.. واتجه إلينا، كان ضخم الجثة، غزير الشنب، مكفهر الوجه.. تقدم نحونا مسرعا، في عينيه غضب واضح.. وحين وصل إليّ.. صرخ:
- أنت رجل لا يفهم.. ولا تأتي بالذوق.. هيا انهض من هنا قبل أن أحطم وجهك.
تفاقم الوضع.. وجدت نفسي في ورطة لا نهاية لها.. والمرأة استبشرت خيراً بهذا الحيوان.. وأنا في قرارة نفسي ألعن نفسي على هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه.. ليتني منذ البداية نهضت وتخليت لهما عن هذا الكرسي اللعين.. ولكن الآن وفي هذه الطريقة المهينة، صعب عليّ جداً التنازل والقبول، والرضوخ للأمر الواقع
.. كرامتي لا تسمح لي أن أهان.. كبريائي تمنعني من القيام بكل هذا التنازل.. يا ربي لم أرسلت لي هذه المرأة اللئيمة؟!.. ما عساني أن أفعل
؟!.. الوضع تأزم.. الرجل البغل يقف فوق رأسي ويلتقط أنفاسه بصعوبة، يبدو أنه مجنون، عصبي إلى أبعد الحدود، جسده الضخم بحجم جسدي بمرتين.. أردت أن أمهد لتنازلي، لخيبتي
، لمرارتي، لانهزامي، لاستسلامي، فقلت:
- كلكم وقفتم معها لأنها امرأه.. لكنكم لم تكونوا مع الحق والمنطق.
لكن هذا المتوحش الذي يقف فوق رأسي، لم يمهلني.. بل امتدت يده الضخمة وصفعتني على وجهي.. وهو يصرخ في هياج:
- قلت لك انهض يا عديم الذوق.. وإلّا قضيت عليك.. أنت لا تعرف مع من أنت تتحدث.. ليكن في علمك.. أنا رئيس مرافقة سيادة العميد الركن (مصطفى التاجر) رئيس فرع الأمن السياسي.
هالني ما أنا فيه من موقف فظيع.. أنا الآن أضرب.. أتعرض للضرب من قبل هذا الخنزير.. بسبب تلك الحقيرة الفاجرة.. يا الله!!!.. اليوم هو يوم فرحتي، يوم سعادتي.. أنا حصلت على أهم جائزة عربية في الأدب، عن مجموعتي القصصية الأولى.. الكل اليوم يحسدني، وكان يتمنى أن ينال الجائزة بدلا عني، فأنا بنظرهم لا أستحقها، لأني لا أحمل حتى وثيقة الإبتدائي، في حين هم يحملون الشهادات الجامعية.. ولكن ما العمل الآن.. أردت التراجع.. لكن هذا السفيه لم يمنحني الفرصة.. وأنا بهذه الطريقة لا ألبي وأتنازل حتى لو قتلت.
أحتاج إلى معجزة من عندك يا ربي.. معجزة سريعة، خاطفة.. لأنجو من هذا الموقف.. زعقت وأنا أهم بالنهوض:
- أتضربني؟!.. أنت تضربني!!!.. ومن أجل هذه التافهة.. أنا سأريك.
قلت هذا، بينما كنت في داخلي أهزء من نفسي:
- وماذا ستفعل يا بطل؟!.. هذا يأكلك من دون ملح.
لكن هذا الضبع، لم يتراجع، ولم تهتز له شعرة من شنبه الغزير الشعر والأشقر اللون ، بسبب تهديدي له.. بل امتدت يده إلى خاصرته وأستل مسدساً، أشهره بوجهي ، وهو يصرخ:
- وحق الله سأقتلك.. سأفرغ طلقات المسدس في صلعتك.
دب الذعر بين جميع الركاب ، والسائق، والمعاون ، وزوج المرأة العاجز، بل وحتى المرأة خافت وندّت عنها صرخة ذعر.. وهي تصيح:
- لا.. لا تقتله.. خلاص.. ما عدت أريد كرسيه، دعه له.
وأنا بدوري كانت أوصالي ترتعد، رغم محاولتي كبح ارتعاشي.. وبذلت جهداً عظيماً لكي أتظاهر بالتماسك والشجاعة.
هتف السائق، بعد أن كان يطلب منا أن نصلي على النبي ، ونهدأ:
- الحمد لله.. ها هي الأخت.. تنازلت له عن الكرسي.. وانتهت المشكلة.
وانبعث الأمل في داخلي من جديد.. انتهت المشكلة، وسأعود لخيالاتي وأحلامي.
لكن صاحب الشنب الكثيف، عنصر المخابرات، زعق كالحيوان:
- بل سينهض غصب عنه.. وإلّا أفرغت المسدس في صلعته.
ر عاودتني موجة التحدي.. شعرت بالاهانة.. مع أني أتمنى من كل قلبي أن أغادر هذه الحافلة، دون أن يعيدوا إليّ نقودي، وسأخذ تكسي وأعود للكراج لأصعد على حافلة أخرى..قلت في يأس وأنا أتظاهر بالشجاعة:
- هيا اقتلني.. ماذا تنتظر؟!.. لن أترك الكرسي.
وصاح الجميع بصوت مليء بالضيق:
- يا جماعة صلوا على النبي.
وما كان من البغل الذي يشهر مسدسه.. إلّا أن ضربني بأخمص المسدس على رأسي، وهو يزئر كوحش:
- وحق الله سأقتلك.
وصرخت جوارحي بجنون وقنوط:
- يارب أعطينا حلاً يرضي الجميع.. يا رب لا أريد أن أموت.. أريد أن أبقى وأعيش، وأكتب.. سأكون كاتباً عظيماً، مثل (نجيب محفوظ)..(ونزار قباني)
.. (ومحمود درويش)..(وزكريا تامر)..
وفجأة.. ومثل انبعاث البرق.. خطر لي أن أقول:
- إن كنت تظن نفسك رئيس مرافقة سيادة العميد (مصطفى التاجر)... فأنا ابن عمة الرائد(طلال الأسعد) .....وما
إن أنهيت كلامي هذا، وأنا في غاية السوء والقلق.. حتى رفع مسدسه عني
.. وتطلع بي بتمعن.. وهتف:
- قول وحق الله إنك ابن عمة سيادة الرائد (طلال الأسعد).
وكان الرائد (طلال الأسعد) هذا، هو بالفعل قريب لصديق عزيز على قلبي.. ولا أعرف كيف تذكرته.. في هذا الوقت العصيب.. قلت:
- نعم أنا قريبه.. واليوم ستلقاني عنده.
تراجع ذو الشنب الضخم.. نظر إليّ باسماً.. وهتف بفرحة:
- لك أبوس اللي خلق الرائد (طلال).. سيادته حبيب قلبي.. واقترب مني ليحضنني، وتنهمر على رأسي ووجهي قبلاته الحارة والصادقة.
وهكذا انتهت المشكلة.. وهكذا جعلتني أكتب قصة.
// نجوة:
كلنا يعرف ان الناس اصبحت تحب النفاق والمنافقين وترمي الصديق الصادق من أجل منافق وكذاب او من اجل شهرة وهمية مع ذلك لو كنت أنا لتركت الكرسي من اول لحظة ولم أزج نفسي في مشكلة ليس لها معنى. احيانا لايصلح العناد. وكثيرا ينفع التباهي بالٱخرين ذوي المناصب.
// نجوة :
-ايضا سؤال خفيف..
برأيك هل الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنه؟ وهل تتحول الصداقة إلى حب أو هل ممكن أن يتحول الحب بين الرجل والمرأة إلى صداقة؟
** مصطفى:
الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة جداً
.. بل هي قابلة للإستمرار والتعمق والنجاح أكثر من الصداقة بين الرجل والرجل، أو بين المرأة والمرأة.. لأن التنافس بين الرجل والمرأة يكاد أن يكون ضعيفاً إن لم يكن معدوماً.. أنا لم أجد ضرراً أو عداوة أو تحدي أو مؤامرة أو غدر من أي صديقة لي.. بل لا أجد منهن سوى التشجيع والوفاء.. في حين وجدت من بعض الأصدقاء الرجال محاولات لتدميري والقضاء عليّ بشكل نهائي.. والحب بين الرجل والمرأة بدون صداقة هو حب ناقص ومشوّه وقد يكون نزوة قائمة على الشهوة.. وهذا لا يدوم ولا يستمر.. لأنه قائم على المصلحة والأنانية مثله مثل العلاقات التجارية.. وأجمل قصص الحب هي التي قامت على أسس الصداقة والمعرفة والمودة والاحترام.
// نجوة:
- الصداقة المهنية برأيي ممكن ان تكون بين الرجل والمرأة لكن ليست ذات ديمومة. الا ماندر. فلا الرجل الشرقي يتقبل ان يكون لزوجته اصدقاء رجال.. ولا نساءنا تقبل ان يكون لزوجها صديقات. الا اذا تحولت لصداقات عائلية بين الطرفين.. اعتقد ممكن ان تتحول الصداقة لحب ان لم تكن هناك عوائق والعكس مستحيل لايتحول الحب لصداقة.. ربما لعداء.
** مصطفى:
- حين يكون هناك اهتمام مشترك ستكون حياتهما جميلة جدا.
// نجوة:
- كلنا يعرف ان النت وسيلة العصر.. ولكن كل ما نكتبه يذهب ويمشي مهما حاولنا الاحتفاظ به فقد تهكر صفحتك لاسمح الله.. أو يسرق جوالك لاقدر الله او يحصل شيء ما بالغلط وتذهب كل جهودك أدراج الرياح برأيك هل النت هو الوسيلة الحقيقة للشهرة ولحفظ كل مانكتب أم أنك تحتفظ. به ورقيا؟.
** مصطفى:
أنا أكتب على الورق.. من الصعب عليّ الكتابة المباشرة على الجهاز الصغير، وحتى اليوتيوب.. وأحتفظ بكل ما أكتب.. سابقا في سورية قبل النت والفيس، كنت أحتفظ بأكثر من نسخة من كتاباتي.. والنسخة الثانية عند أختي مثلا، أو أخي.. خشية من حدوث مشكلة.. والآن أنشر كتاباتي على مواقع عديدة حتى لو حذف بعضها تبقى في موقع آخر.. هناك مواقع تحذف ما توثقه بعد فترة وهذا ما أجهل سببه.. وكذلك أملك أكثر من حساب بسبب الحظر والتهكير وغيره..
// نجوة:
- جميل ان تحتفظ بوثائق ورقية وهي الاكثر ضمان أما عن الحذف فقد شرحت لك ربما تهكير لمدونة.
// نجوة:
- أخر سؤال بسيط..
ما هي نشاطاتك الأدبية خارج نطاق النت وعلى ارض الواقع.
** مصطفى :
- الآن في تركيا لا نشاطات لي.. طبعت ثمانية كتب.. ولكنها مخزنة عندي في البيت.. وزوجتي تتمنى التخلص منها لأنها تسبب لبكة، وتحتاج إلى أمكنة.. حاولت إرسالها إلى دول عربية، ولكنها مكلفة جداً.. حاولت عرضها في المكتبات هنا.. المكاتب التركية ترفض الكتب العربية.. بحثت عن مكتبات عربية.. وجدت مكتبة في إسطنبول تبيع الكتب العربية صاحبها من السودان.. اتفقت معه وأخذت له من كل صنف من مطبوعاتي.. وطلب مني أن أراجعه كل شهرين مرة ليحاسبني بثمن النسخ التي يكون قد بيعت.. وحين ذهبت إليه عند الموعد المحدد لم أجده لا هو ولا المكتبة.. سألت عنه، قيل كان مستأجرا وأخذ كتبه وانتقل.. وصرت أطلبه على الجوال، كان قد حظرني.. وهكذا ذهبت الكتب.
مكتبة ثانية صاحبها أديب سوري، في ولاية تركية على بعيدة، تواصل معي وسألني عن مطبوعاتي، فطلب مني أن أزوده بها ليبيعها ويؤجرها للقراء.. أرسلت له ودفعت أجرة حمولتها الباهظة من جيبي.. ومرت أكثر من ثلاث سنوات وهو مطنش عن ثمن الكتب.. يبيع ويؤجر الكتب على حساب الأدباء.. ليته يقرأ هذا الكلام ويفهم أن هذه ليست شطارة.. صار عنده مكتبة غنية من وراء احتياله على الأدباء الذين يطبعون ويرسلون الكتب إليه ويدفعون ثمن المواصلات وهو يبيع ويؤجر لحسابه الخاص، ثم يدعي أنه ضد الفساد ومع الثورة.
حاولت أن أكون نشيطا ومفيدا في إتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار.. وتواصلت مع أدباء كبار من الأخوة السوريين والعرب ودعوتهم للانتساب وتفاعلوا معي بحكم أني أمين سر الإتحاد وصاروا يقدمون طلبات الانتساب لي.. في الوقت الذي نشرت لجنة النصوص.. قصيدة غاية في التفاهة والسخافة والركاكة..
والمعنى أسوء من الشكل.. وحين انتقدتها وسألت من سمح بنشر هذا النص المقرف.. قالوا إنها سليمة الوزن.. وكأنّ القضية قضية وزن.. هم لا يفهمون إلّا أنها قصيدة عامودية حققت الشروط من وزن و قافية وسلامة اللغة.. تحاورنا.. تجادلنا.. اختلفنا.. وجدت أن الكثرة ضدي .. إنسحبت من الاتحاد وغير آسف.
يحدث في إسطنبول أن تقام المهرجانات الأدبية خاصة للسوريين.. لكن السوري لا يدعو من هو أفضل منه.. ولا من لا يقدم له الفائدة.. ومن يقوم بهذا النشاط على أساس أنه صديقي.. وهو يملك رصيدا من القصائد، بحدود قصيدة ونصف تقليدية، كتب أبياتها الأولى صديق
لنا آخر، ثم أخذ هذا القصيدة وأكملها.. وجه الدعاوى إلى أقل الشعراء شأنا في الوطن العربي.. ولي وجه دعوة للحضور فقط.. كتبت له أنا أهم وأفضل وأكبر من كل من وجهت إليه دعوتكم المحسوبة والمدروسة على مقاسكم.. فقاطعني..
// نجوة:
- أخيرا.. لابد أن انوه:
أرى الكثير من نصوصك في مجموعات اخرى ولا اراها عندنا كذلك. تنشر في كل المجموعات اولا واخرالمطاف نحن أهو خجل منا .أم ماذا..زأتمنى ألّا تجاملنا ان لم تكن مقتنع بنا.. أشكرك.
** مصطفى:
- على العكس أنشر عندكم يوميا.. أحيانا أنشر في مجموعات كنت قد نشرتها عندكم.
حاورته الأدبية: نجوة الحسيني.
فهرس: ضفائر السّحاب..



-------------------------------------------------
1 - الدكتور: العلمي درويش
2 - الأستاذ: جمال قجة
3 - الأستاذة: مجيدة السباعي
4 - الأستاذ: أبو ريبال نزار أبو راس
5 - الاستاذ: بن صغير عبد اللطيف
6 - الأستاذ: علي سليمان الموسوي
7 - الأستاذ: حفصي بو بكر..
8 - حوار الأستاذة: نجوة الحسيني..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى