د. محمد عباس محمد عرابي - شيخ المؤرخين الدكتور قاسم عبده قاسم

شيخ المؤرخين
الدكتور قاسم عبده قاسم
(26 مايو 1942م - 26 سبتمبر 2021)


1709276351263.png

إعداد /محمد عباس محمد عرابي

المؤرخ الكبير الدكتور قاسم عبده قاسم (26 مايو 1942م - 26 سبتمبر 2021)المؤرخين والمترجمين المصريين.رحمه الله من أشهر
ويلقي هذا المقال حول جهوده في مجال التاريخ من خلال أربعة محاور :
المحور الأول: الدكتور قاسم عبده قاسم تلميذ مدرسة تاريخية مصرية عريقة:
وكان رحمه الله أستاذا أكاديميًابقسم التاريخ بكلية الآدابفي جامعة الزقازيق، وهو " تلميذ مدرسة تاريخية مصرية عريقة حمل لواءها في جامعة القاهرة أعلام كبار على رأسهم العلامتين الكبيرين محمد مصطفى زيادة (1894-1961م) وتلميذه النجيب سعيد عبد الفتاح عاشور (1922-2009م) وقاسم هو ثمرة غرسهما الذي أثمر وأتى ينعه وحصاده، وهي مدرسة أكاديمية رصينة انتمت إلى الحضارة العربية الإسلامية قلبا وقالبا مع جدّة وأصالة، ويتجلى ذلك في حرصهم على تحقيق المصادر التاريخية المصرية في عصورها الإسلامية، والاطلاع في الوقت عينه على الأبحاث الغربية وترجمتها دون الذوبان فيها، والتسليم التام بآرائها وهو ما نجده من نقد تاريخي رصين عند ثلاثتهم."ينظر :يقول عنه الأستاذ محمد شعبان أيوب في مقال له بعنوان قاسم عبده قاسم. أستاذ المؤرخين وتلميذهم.
*المحور الثاني : الدكتورقاسم عبده قاسم علامة في البحث التاريخي ورائد الدراسات التاريخية لعصر الحروب الصليبية:
وف ذلك يقولالأستاذ نور الدين فلاته:رحيل قاسم عبده قاسم..المؤرخ الموسوعي:
"يعتبر الدكتور قاسم عبده قاسم علامة في البحث التاريخي ورائد الدراسات التاريخية لعصر الحروب الصليبية، أثرى المكتبة العربية بما يقارب الخمسين كتابا ما بين مؤلف ومترجم. الدكتور قاسم عبده قاسم، أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة الزقازيق، وهو يجمع في كتاباته بين مهمة رجل التاريخ ومهمة رجل الفكر، يجمع في بحوثه وأطروحاته بين الحيدة والنزاهة والموضوعية، عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية التاريخية. يُنظر إليه باعتباره أحد المرجعيات المهمة في التاريخ الوسيط عموما، وعصر الحروب الصليبية بصفة خاصة. بل أن البعض يعتبره أحد أهم رواد المدرسة التاريخيّة منذ الربع الأخير من القرن العشرين.https://islamonline.net"
ويقول عنه الأستاذ محمد شعبان أيوب في مقاله قاسم عبده قاسم:" من أعلام تاريخ العصور الإسلامية الوسيطة، ورائدا من رواد عصر الحروب الصليبية، وشيخا مؤسسا لمدرسة تاريخية مؤثرة في كلية الآداب جامعة الزقازيق التي أخرجت -ولا تزال-روادا في هذا المجال، فقد أتقن قاسم اللغة الإنجليزية بجوار العربية، وكان مطلعا خبيرا على ما يكتبه المؤرخون الغربيون عن حضارتهم وتاريخهم فضلا عن تاريخ العلاقات بين الغرب والشرق، واقتربت ترجماته إلى الـ20 كتابا مترجما في ميادين معرفية وتاريخية متنوعة.أفاد المكتبة العربية بسلسلة متنوعة عن عصور الأيوبيين والمماليك وعصر الحروب الصليبية.
ويقول: "كما اهتم الدكتور قاسم بالتأليف في ميدان العصور الإسلامية الوسيطة، وصب اهتمام نشاطه على مصر الأيوبية والمملوكية وظاهرة الحروب الصليبية، فقد أمد المكتبة العربية بالعديد من الترجمات الرائعة التي ينم اختيارها عن رؤية تاريخية متقدمة لهذا الراحل، على رأسها إلقاء مزيد من الضوء على الظاهرة الصليبية من خلال بعض مصادرها الأصيلة التي رأى ضرورة نقلها إلى العربية."

1709276664300.jpeg

*المحور الثالث: الدكتور قاسم عبده قاسم باحث في التاريخ الحديث والمعاصر:
ذكر الأستاذ نور الدين في مقاله المنشور في موقع islamonlineقول صبري الخولي، الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر “كان قاسم عبده قاسم مؤرخا من طراز فريد قلَّما يجود بمثله الزمان، الأستاذ الدكتور قاسم عبده قاسم، أستاذ تاريخ وحضارة العصور الوسطى بكلية الآداب، جامعة الزقازيق “المؤرخ الكبير قاسم عبده قاسم من شيوخ مؤرخي العصور الوسطى ليس في مصر فحسب؛ بل وفي كل ربوع الوطن العربي، ونالت كتاباته في تاريخ الحملات الصليبية والعصر المملوكي شهرة عالمية، مشيرًا إلى أنّ “ترجماته أسهمت للعديد من المؤلفات الهامة في إثراء المكتبة التاريخية في الوطن العربي”.
*المحور الرابع:رؤية الدكتور قاسم عبده قاسمللتاريخ:
وبين أيضًا أن الدكتور قاسم عبده قاسميرى:"أن التاريخ يحدث ولا يُكتب، وهو يحدث لأن البشر يصنعون أحداثه ووقائعه عبر مسيرتهم في الكون وتفاعلهم مع الزمان والمكان، والتاريخ على هذا النحو يحدث مرة واحدة. وتبقى كل حادثة تاريخية أو ظاهرة تاريخية أو شخصية تاريخية في محطتها الزمانية وإطارها المكاني بحيث لا يمكن نقلها أو تكرارها أو إعادة إنتاجها بشكل ما. ولا يمكن أن نتصور أن الناس قرروا أن يكتبوا تاريخهم فكتبوه، ومن ثم يحق لنا أن نعيد كتابته! ومن ثم فإن المؤرخين والباحثين يعيدون قراءة ما حدث، أي تفسيره والبحث عن جوانب جديدة في الأحداث التاريخية لم تكتشف من قبل"

ويذكر الأستاذ إيهاب الملاح في مقال له بعنوان:"قاسم عبده قاسم «المؤرخ النهضوى»المنشوربصحيفة الشروقيرى أن التاريخ لا يُكتب إنما يُفعل! التاريخ يُصنع؛ يصنعه الناس في مسيرتهم، ثم يُقرأ في كل عصر؛ حسب مصلحة العصر، وحسب زاوية الرؤية التي يريد كل أصحاب مصلحة أن يقرءوه من خلالها. ونحن لا ندرس التاريخ كي نستمع إلى قصص وحكايات، وأساطير ومرويات، أو وقائع غريبة وعجيبة وما إلى ذلك. إلخ، نحن نقرأ التاريخ لنفهم حاضرنا ونستشرف مستقبلنا. فالتاريخ علم لا ينتمي إلى الماضي إلا من حيث مادته فقط، إنما هو علم يتصل اتصالًا وثيقا بالحاضر والمستقبل. ومن عرف نفسه من خلال تاريخه، عرف كيف يتلمس طريقه إلى المستقبل.
وذكر موقع الجزيرة أنالدكتور قاسم عبده قاسم يرى أن المؤرخ الحقيقي يختلف عن المؤرخ الأيديولوجيالذي يقوم بالتنظير والدعوة لفكرة معينة، فالمؤرخ لا يجب أن تحكمه الاعتبارات الفكرية، إذ إن ميدان عمله الحقيقي هو الدراسة المتأنية، والصارمة، للحدث التاريخي.
وختامًا: رحم الله شيخ المؤرخين الدكتور قاسم عبده قاسم جزاء ما قدم للمكتبة التاريخية من تراث جدير بالدراسة والتحقيق من خلال عقد المؤتمرات التاريخية التي نقترح عقدها بالجامعات التي عمل بها رحمه الله.



المراجع:
استقى المقال مادته العلمية من المراجع التالية:
الأستاذ محمد شعبان أيوب: قاسم عبده قاسم. أستاذ المؤرخين وتلميذهم
الأستاذ نور الدين فلاته :رحيل قاسم عبده قاسم..المؤرخ الموسوعي
الأستاذ إيهاب الملاح في مقال:"قاسم عبده قاسم «المؤرخ النهضوى»
صحيفة الشروق، السبت 1 أكتوبر 2022 -
حسام الضمراني :ماذا فعلت أسرة المؤرخ قاسم عبده قاسم بمكتبته بعد رحيله؟ الجمعة 08/أبريل/2022 - ماذا فعلت أسرة المؤرخ قاسم عبده قاسم بمكتبته بعد رحيله؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى