أبو الحسن علي بن إبراهيم الأندلسي المراكشي - أرجوزة الفواكه الصيفية والخريفية...

بسم الله الرّحمن الرّحيم


مقدمة الأرجوزة

قال الشيخ الأديب المتطبب أبو الحسن علي بن إبراهيم الأندلسي المراكشي يرحمه الله

١ - الحمدُ لله على النعماءِ ... والشكرُ في الصَّباح والمَساء

٢ - سبحانه منَّ على البريّه ... في كل صَيْفٍ نعمةً طريّه

٣ - كبيرةً تأتي على الألوانِ ... من مِنّةِ اللهِ على الإِنسانِ

٤ - فواكهٌ مختلفاتُ الشكل ... فيلونِها وطعمِها والأكل

٥ - تبدو لنا من أولِ المصيفِ ... إلى تمَام آخِر الخَريفِ

٦ - نلْتَدُّ في آلائه الجميله ... من بعد ما أهدى لنا سبيله

٧ - لكونِنا من أمة النبيِّ ... الهاشميِّ المصطفى الأمِّيِّ

٨ - من جاء بالسُّنةِ والكتابِ ... أفضلُ من مشى على التراب

٩ - عليه ملءُ الأرض من صلاةِ ... ما عَبَقت روائح الجنات

١٠ - وآله وصحبه الأخيارِ ... عدَدَ قطر السحب والبحار

١١ - والنصرُ للخليفة المختار ... من آله الأفاضل الأبرار

١٢ - من عَزَّه إلَهُنا المجيدُ ... الملك المعظّم الوليد

١٣ - أَدِمْه منصورًا على الأعَادي ... واجْعله رحمةً على العباد

١٤ - ما دامت الأيام والزمان ... ولا يكن سِواءه سلطان

١٥ - وبعدُ فالعادة عندَ الناسِ ... الهجْمُ في الأكل بلا قياس

١٦ - لاسيما في سائر الفوَاكهِ ... نَضَجَ أو قَصَّرَ عن إدراكهِ

١٧ - حتى يَرى مِزاجَه في السهول ... في كل يوم باكروا بالبول

١٨ - في طَلعةِ الفجر على الطبيبِ ... يشكو بطول الليل في التعذيب

١٩ - من بَعْدِ أَنْ يَقَعَ في الأمراضِ ... وشدَّةِ الأوجاعِ والأعْراض

٢٠ - فكان واجبا على العِباد ... جميعهم من حاضِر وباد

٢١ - أن يعتنوا بهذه المقَاله ... لأنها تنجى منَ الجَهاله

٢٢ - بهذه الفواكه الصيفيه ... الخضرة المقبِلة الطريه

القول في المشماش

٢٣ - أولُ ما يبدو لنا المشماشُ ... عن كل ضُرٍّ حارِصٍ فتَّاشُ

٢٤ - ذو صَولةٍ تسطو على الأجْسَاد ... بسُرعةٍ لجِهةِ الفساد

٢٥ - وجاء من أسمائه البرقوق ... والناسُ في تعريفه فُروق

٢٦ - وطبعُه للبردِ والتَّلْيِين ... في الرُّتْبَةِ الوُسْطى على اليقين

٢٧ - لكنَّه يميلُ للصَّفرَاء ... والبرُد فيهِما على السواء

٢٨ - مُوَلِّد للبَلْغمِ الزُّجَاجي ... وكلِّ فاسدٍ من المزاج

٢٩ - أو حُميَات صعبَةٍ طويله ... عفِنة رديَّة ثقيله

٣٠ - وشرُّه المُرُّ كثيرُ الماء ... إذ ماؤُه مولِّدٌ لِلداء

٣١ - لا تاكل المشماش بالعشيَّه ... فإنهُ ُيورِّتُ البَلِيَّه

٣٢ - ولا الذي يَبِيت في الجِنانِ ... من بعْدِ قَطفِه مِنَ الأَغْصَانِ

٣٣ - لا بأس بالإِفطار بالطَّريِّ ... المُجتَنَى بِبَرده النَّديِّ

٣٤ - إصلاحُه بِبِزْر الأَنِيسُون ... أو بِزْر نَافِعٍ مَعَ الكَمون

٣٥ - وربما يقمع للصفراء ... وَحِدَّة الدَّم على الخلاء

٣٦ - مبرّد العطش إن لم يستَحِل ... لمَرة الصفراءاو خلط شمل

٣٧ - قلِّلْ نوالَه في الابتداء ... ولا تقرّبه فِي الانتهاء

٣٨ - فإِنَّهُ يَخْزِن فِي الأَبْدان ... غَائلةً تؤدِي على الزمان

القول في الباكور

٣٩ - وكلّ ما يُقال في الباكور ... فإنه تِينٌ على المشهور

٤٠ - لكنَّه أبْكَرَه الرحمان ... وأولُ المصيفِ له إبَّان

٤١ - وإِنَّ من أفعالِه التسخينَا ... والحرَّ كان طبعُه واللينا

٤٢ - ويُشعِل الحرارة اليسيره ... لكل محرور بلا ضروره

٤٣ - والنفخ والتمليس من صفاتِهِ ... في معْدة بطبعهِ وذاته

٤٤ - قدِّمْه قبل الأَخْذِ في الغَذاءِ ... فأنه أولى للاستمراءِ

٤٥ - وكُلْه في أوائِل النهَار ... بقُرْب عهْدِه من الأشجار

٤٦ - أنهاكَ عن تناولِ البَكُور ... في آخر النهار والحَرُور

٤٧ - والبائتِ المجْنِي منَ الأشجار ... لَشَرُّ ما يُوكَل في الثمار

٤٨ - ولا الذي قَصَّر عن إدراكهِ ... وما تعفَّن من الفواكهِ

٤٩ - والتَفِجُّ في غِذائه عَسيرُ ... ومثْلُه ما نضْجُه قصير

٥٠ - أصلحْه بالتوابل الذكية ... وصَعتر وحاشّة بريّه

القول في التفاح

٥١ - وليس في الحلو من التفاح ... للجسد المحرور من صَلاح

٥٢ - لأنه يميل للصفراء ... وفِجُّه مولِّدٌ للداء

٥٣ - ورُبما يَميلُ للفسادِ ... في كل محرور مِنَ الأجساد

٥٤ - ودمُه ليس منَ المذموم ... عند الحكيم الماهر العليمِ

٥٥ - يولِّد السرُور والافراحا ... ان صار في كيْلوسه صلاحا

٥٦ - وشمُّه مُنْعشٌ للقلب ... وللدماغ مُفْرِجٌ للكَرب

٥٧ - مزاجُه معتدلُ الطبيعَه ... لأَنه فاكهةٌ رفيعَه

٥٨ - لكنه يميلُ للتسخين ... في الدُّرَجِالأولَى معًا واللينِ

٥٩ - وكل حامضٍ من التفاحِ ... مبرِّدٌ مُوَلِّدُ الرياح

٦٠ - وقد يُعين المعْدةَ الضعِيفه ... في هضم كل أكلة كثيفه

٦١ - مبردُ العطشِ والحراره ... مسكِّنُ الصفراء من مراره

٦٢ - ويُحدث الأوجاع فِي الأعصابِ ... وعضلاتِ الظهر والاجنابِ

٦٣ - اصلاحه بالمَرَق الدسيمِ ... بِتابلٍ مُفَوَّهٍ عميم

٦٤ - وأَكْلُه يوّرِثُ النِسيانا ... لمُدْمنٍ لأكْلِهِ إدمانا

القول في الإجاص

وهو عيون البقر

٦٥ - كل الإجاصِّ طبعه البروده ... ونُدوة كَثيرة محمودَه

٦٦ - وجاء في أنواعه أصنافُ ... ليس رَدِيًّا كلُّها خلافُ

٦٧ - ما كان منه جُرمُه صغيرُ ... فهضمُه مُيَسَّرٌ كثيرُ

٦٨ - وحمرةُ اللون له علامه ... وصفرة القشر على السلامه

٦٩ - والأخضرُ اللون مع البياض ... بكثرة البرد عليه قاض

٧٠ - لا سيما إن كان ذا حُموضه ... أو ذا عُفوصة وذا قُبوضه

٧١ - وشرُّه الفِجّ العويصُ الهضمِ ... والحُلوُ منه جيِّدٌ للجسم

٧٢ - من شأْنِه الاسهال للصفراء ... وهْوَ لَها من أفضل الدواء

٧٣ - يُغْذِي كثيرا ويُرخِّي المعدَه ... ويُختشى في كبدٍ من سده

٧٤ - مُبرِّدُ العطشِ في التهابِ ... حرارة الكبد و الاجْناب

٧٥ - وأكله قبل الغَذاء يُحمَد ... وبعده مُلَزَّزٌ ومُفْسِدٌ

٧٦ - إصلاحُه لبارِدِ المِزاج ... بتابل في مَرَقِ الدجاج

٧٧ - ومن يكن مزاجُه مَحرورا ... فلْيَكُ عن اصلاحه مَقْصورا

القول في القراسيا

وهو حب الملوك

٧٨ - قَراسيا حبُّ الملوك تعرفُ ... أكثرها في أرض بَرْد تُقْطفُ

٧٩ - وهي على ثلاثة أنواع ... جميعُها مسهلٌ للطباع

٨٠ - ومنه أبيضُ ومنه أسودُ ... ومنه أحمر عجيب يحمد

٨١ - كل الذي في طَعْمِه الحَلاوه ... يميل للحر مع النداوه

٨٢ - ومنه حامضٌ لذيذُ الطعم ... مبرّدٌ مرطبٌ للجسم

٨٣ - جميعُه يَقمَع للصفراء ... وشرطُه الأكل على الخلاء

٨٤ - والصبرُ بعدَه عن الغذاء ... سويعَةً كذاك تركُ الماء

٨٥ - اصلاحُه الجَوارش الذكيّة ... من فُلفل وقَرفة سَنيّه

القول في الكمثرى

وهو الإجاص

٨٦ - الكُمثرَى مزاجُه البروده ... تتبعها اليُبوسة الشديده

٨٧ - احسِبْه في الفاكهة الرفيعه ... وإن يكن يُمسك للطبيعَه

٨٨ - غذاؤه ودمه محمود ... قريبُ خير شره بعيد

٨٩ - إن شئتَ عده من السَّفَرْجَل ... لكنه أصلح للمعْتدِل

٩٠ - وفِجّه بطيء الانهضام ... وخيرُه الأكل على الطعام

٩١ - أنهاك أن تَقْربه صباحا ... فإنه يولّد الرياحا

٩٢ - ولا لمن تعتاده الاوجاع ... ليس له في أكله انتقاع

٩٣ - تَخاف من قُولنْجِه البطونُ ... وفِجُّه أضرُّ ما يكون

٩٤ - يوكَلُ في الليل وفي العشيه ... وبعدما يُقضى منَ الأغذِيه

القول في الخوخ

٩٥ - الخوخُ في غذائه مَذموم ... وطالما ضرَرُه يدوم

٩٦ - يَميلُ للْبَلْغم والصفراء ... كلاهما عفونةُ الدماء

٩٧ - وطبعُه البردُ مع الرطوبه ... في الدرج الأولى له محسوبه

٩٨ - أنواعُه ثلاثةُ تَفْتَرِق ... وهي بَنُوج زَهرِيٌ مِفلق

٩٩ - احذرْ من أكله على الغذاء ... وفي امتلاءِ البطْن والمسَاء

١٠٠ - وشمُّه إذًا يقوي المعده ... وللمريض قلبَه وكبِدَه

١٠١ - وكلُّه يُهْجَرُ بل يُطلّق ... فإن يكنْ لاَبُدَّ فالمِفْلق

١٠٢ - أصلحه للمحرور في المزاج ... بكل حامضٍ وبالسكباج

القول في العنب

١٠٣ - أفضلُ ما يُوكل منه العنب ... والدمُ من غذائه مُنْتَخَب

١٠٤ - يكونُ في أوله دواء ... وكل ما أحلى يَكُنْ غذاء

١٠٥ - هو الذي فضَّله الرحمان ... عن كل ما تثمره الأغصان

١٠٦ - وهو الذي فَصَّلْتُه أصنافُ ... كثيرةٌ وكلُّها تُضاف

١٠٧ - للحرِّ والرطوبة اليسيره ... لَزِجَةٍ ليس لها ضروره

١٠٨ - هذا الذي قد بَلَغ النِّهايه ... إلى انتهاء نضجه والغايه

١٠٩ - ومنه حَصرم ومنه المُزُّ ... كلاهما في الطبع فيه مَيْز

١١٠ - طبيعةُ الحَصرمِ للبروده ... واليُبس في أجزائه شَدِيده

١١١ - أفْضَلُ ما يُشْربُ من دواء ... للمَرَّة الصفرا على الخلاء

١١٢ - وشربُه أيضا يقوّي المعدَا ... ويُبْرِدُ العطش ثم الكبدا

١١٣ - وينفع الاسهالَ من مَرار ... والقيءَ والحمي التِّي كالنار

١١٤ - والمُزُّ بين ذاوذا معتدِل ... على الدواء والغذا مُشتمِل

١١٥ - والعِنبُ الحلْو له تركيب ... أربعة يَفْصِلها الطبيبُ

١١٦ - مِن أجْلها يذم أو قد يُحمَدُ ... ومنه أبيض ومنه أسود

١١٧ - اللحم والعَجْم مع الرطوبه ... والقَشْر في تركيبِها أُعْجُوبَه

١١٨ - والقَشر طبعه غليظٌ فِجُّ ... ومثله العَجْم وقد يُحْتَجُّ

١١٩ - بِكَونه مخلل الغذاء ... مَا لَمْ يَصِرْ بالسحق كالهباء

١٢٠ - ولَحْمُه وماؤه عَجِيبٌ ... كلاهما كَيلُوسهُ قَرِيبُ

١٢١ - من ميله لجيّد الغذاء ... ودمُه من أفضل الدماء

١٢٢ - وقَشره مُوَلِّد للريح ... فِي الهَضمِ لا يَضُرُّ بِالصَّحِيحِ

١٢٣ - وَرُبما يُسهّل أو يُليِّن ... مُخَضِّب مُنعِّم مسمِّن

١٢٤ - يميلُ في غذائه للبلغَم ... وبعْد ميْله يصير للدَّم

١٢٥ - وخيْره ما قَشره رقيقٌ ... وعجْمه محدَّد دقيق

١٢٦ - وطعمه حلو قليل العجْم ... الأبيض الصافي الكبيرُ الجسمُ

١٢٧ - وأَكلُه مصا من القُشور ... او من طريِّ مائه المعصور

١٢٨ - فإنه صِرفٌ من الأثْفالِ ... وخير ما له من الأعمال

١٢٩ - ويوكلُ العنبُ في الغذاء ... وغرَّة الصباح والمساء

١٣٠ - وقبل ما يشرع في الغذاء ... وبعده بشرط ترك الماء

١٣١ - فإنه يوافِقُ الطبيعه ... وهي به شافيةٌ سريعهْ

١٣٢ - لكنه في آخر الخَريفِ ... يَضُرُّ بالبرد مع التكثيف

١٣٣ - ويُهجَرُ العنبُ في الأدبار ... وكلَّ ما يُجْنَى من الأشجار

١٣٤ - أصْلحْه في أول الابتداء ... بنوعي الكمّون قُلْ والماء

١٣٥ - وحلوه المائِل للتسخين ... بالمُصْطَكَى أو السَّكَنْجَبِينِ

القول في التين

١٣٦ - قد بارك اللهُ لنا في التين ... يُعمُّ للغَني والمسكين

١٣٧ - فاكهةٌ يسيل منها العسلُ ... إن الْتَوَتْ في غصنها وتكمل

١٣٨ - ليس لها في فضلها نظيرُ ... يقصُرُ عن أوصافها التعبير

١٣٩ - تبدو لنا كثيرة الألْوان ... عَرائِس الجنان والبستان

١٤٠ - ومنه أبيضُ ومنه أسودُ ... ومنه أخْضَرُ ومنه اكمدُ

١٤١ - لذيذةٌ في طبْعِها تَسْخِين ... لكنه أكثرُ منه اللّين

١٤٢ - وابيضُ التين يفوقُ اسودا ... مزاجُه أفضلُ مهْما وُجدا

١٤٣ - سريع الهضم نفْخُه خفيفٌ ... بِسرعة يُزيله التَّلْطِيفُ

١٤٤ - غذاؤه يزيد في الأبْدان ... لَحما ولونا مشرقًا نُوراني

١٤٥ - وهو مُدِرّ مُطلِقُ الطبيعه ... بفَضلة عَفِنَة شَنِيعَه

١٤٦ - مُلَيِّن الصدرَ مُثير القُمَّل ... في جِلد مدمن له بالاكَلِ

١٤٧ - ويُوكلُ التين على الخلاء ... وقبل أن يُشْرعَ في الغذاء

١٤٨ - ببُردهِ ونُدوة الأغصان ... بقُرب عهْدِه من الجِنان

١٤٩ - يوكل في الصَّبَاح والمساء ... وكلُّ بائتٍ كثيرُ الداء

١٥٠ - أو طال في آنية النحَاس ... فإنه يضُرُّ كل الناس

١٥١ - وربما يُوَلِّدُ السُّلاقا ... وحُميات صَعْبةٍ دِقاقَا

١٥٢ - لا سيما أول الابتداء ... فإنه مولّدُ للداء

١٥٣ - أعقِب له مستعجِلا للماء ... مضمضةً في آخر الغذاء

١٥٤ - وحقُّه إزَالة القُشور ... فإنه من أَوْجَبِ الأُمُور

١٥٥ - اصلاحُه مستعملاً في الحين ... بزَنْجَبِيلٍ أو سكنجبين

١٥٦ - واكله بالجوز قد يُسْتحسَن ... فإِنَّهُ مِنَ السمومِ المَأْمَنُ

القول في الرمان

١٥٧ - قد جاء في إبانه الرمَّانُ ... وقد أَتى بفضله القرآن

١٥٨ - أنواعه ست بلا خلاف ... وتحتها أيضا من الاصناف

١٥٩ - الحلو والمزّ ومنه القابض ... وتَفِه وعافص وحامض

١٦٠ - ثلاثةٌ تَصْلُحُ للدواء ... كحُميَّاتِ الدم والصفراء

١٦١ - وهنَّ ذو عُفوصة والحامض ... والمُزُّ تارة وكل قابض

١٦٢ - عصارةُ الحامضِ للصفراءِ ... يُسَكِّن والمَزُّ للدواء

١٦٣ - مبرِّدٌ للحميَّاتِ المحرِقَه ... وَعَطَشٍ وشَطْرِغِبٍّ مقلقه

١٦٤ - ومعدةٌ ضَعِيفةٌ بقابِضِ ... تقْوى وكل عافصٍ وَحَامِضٍ

١٦٥ - والحلوُ والمزّ مع التَّفيّه ... أَغْذِيَّةٌ جَيِّدَةُ الشَّبِيَّةُ

١٦٦ - ببدَنِ الانسانِ والمِزَاج ... الصالح المغْني عن العلاج

١٦٧ - وطبعُه حرارةٌ ولينٌ ... سَرِيعُ هَضْمِ مُخْدِرٌ مُعِينُ

١٦٨ - على الذي يَعْصِبُ فِي التَّهَضُّمِ ... وَيَنْفَعُ السعالَ قُلْ مِنْ بَلْغَمِ

١٦٩ - كثيرُ نَفْعِ وَاضِحِ الإِعَانه ... فِي عِلّةِ البَوْلِ مِنَ المَثَانَهْ

١٧٠ - والثَّفْلُ منه يُمْسِك الطبيعَة ... فِي مُدَّةٍ قَرِيبَةٍ سَرِيعَه

١٧١ - وَكُلُّ مَا يُوكَلُ مِنْ رُمَّانِ ... فَإِنَّهُ يُمْضَغُ بالأَسْنَانِ

١٧٢ - ويُرتَمَى الثُّفْلُ بُعَيْدَ المَصِّ ... فَهْوَ كَذَا مُسَطَّرٌ فِي النَصِّ

١٧٣ - وَيُوكَلُ الرُّمَّانُ قَبْلَ الأَكْلِ ... وَبَعْدَهُ أَيْضًا بِبَعْضِ الثَّفْلِ

١٧٤ - طَرِيُّهُ يُحْمَدُ وَالمُدَّخَرُ ... لَيْسَ بِهِ ذَمٌّ وَلاَ تَخَيُّرُ

القَوْلَ فِي السَّفَرْجَلِ

١٧٥ - وَإِنْ أَرَدْتَ القَوْلَ فِي السَّفَرْجَلِ ... غِذَاؤُهُ يُحْمَدُ لِلْمُسْتَعْمِلِ

١٧٦ - لَكِنَّهُ صَعْبٌ عَلَى المَهْضُومِ ... وَمَاؤُهُ يُشْفِي مِنَ السُّمُومِ

١٧٧ - وقِيلَ فِي السَّفَرْجَلِ الرُّطُوبَه ... لكنَّهَا فِي جَرمِهِ مَحْجُوبه

١٧٨ - وَطَبْعُهُ البَرْدُ مَعَ اليُبُوسَه ... في الرتبَةِ الأُوْلَى لَهُ محسوسَه

١٧٩ - ويُمْسِكُ البَطْن عَلَى الخَلاَءِ ... يُسْهِلُهُ أَكْلاً عَلَى الغِذَاء

١٨٠ - وأَكْلُهُ تَقْوِيَةٌ لِلْمَعِدِ ... قَبْلَ الغِذَا وَبَعْدَهإن تُرِدِ

١٨١ - وَأَكْلُهُ لِخَفَقَانٍ يُذْهِبُ ... وَالغَشْيَانُ فيهما مُجَرَّبٌ

١٨٢ - وَيَمْنعُ القَيء في الالتِهَابِ ... الدَّاعِي لِلْعَطَشِ وَالشَّرَابِ

١٨٣ - مَسَرَّةُ النَّفْسِ مَعَ السَّفَرْجَلِ ... مُفَرِّجُ الأَحْزَانِ لِلْمُسْتَعْمِلِ

١٨٤ - وَجَاءَ عَنْ إِمَامِنَا الغَزَالِي ... فَإِنَّهُ يَصْلُحُ لِلْحِبَالِ

١٨٥ - إن أكلَت امرأةٌ سَفَرْجَلاً ... فِي رَابِعِ الأَشْهُرُ كَانَ أَجْمَلاَ

١٨٦ - يَأتِي الذِي تَلِدْهُ مِثْلَ القَمَرْ ... صُورَتُهُ تَكُونُ أَحْسَنَ الصور

١٨٧ - وَنَيُّهُ صَعْبٌ عَلى الأَضْرَاسِ ... وَمَعْدَةٍ ضَعِيفَة فِي النَّاسِ

١٨٨ - يَخَافُ مِنْ إِدَامِهِ قُولَنْجَا ... وَوَجْعَ الأَعْصَابِ نَيًّا فِجًّا

١٨٩ - وَرُبَّمَا يُوكَلُ فِي الغَذَاءِ ... طَبْخًا وَمَشْوِيًّا عَلَى الحِذَاءِ

١٩٠ - وَإِنَّمَا يُسْلَقُ فِي المِيَاهِ ... أو فِي فُوَارِ القِدْرِ بالتَّنَاهِي

١٩١ - وَقَدْ يَكُونُ طَبْخُهُ بِالعَسَلِ ... وَتَابِلٍ مِنْ قَرْفَةٍ وَفُلْفُلِ

١٩٢ - عَلَى الطَّعَامِ أَكْلُهُ مَلِيحٌ ... قَبْلَ الغِذَاءِ أَكْلُهُ قَبِيحُ

١٩٣ - لاَ تَأْكُلِ الفِجَّ مِنَ السَّفَرْجَلِ ... وَكُلْ مِنَ الحُلْوِ النَّضِيجِ الأَكْمَلِ

١٩٤ - اللوز في كَيْلوسِه محمود ... لا سيما اخْضَرُه الجدِيدُ

١٩٥ - ودمُه مروْنَق صَفِيُّ ... وخَلْطُهُ مِزاجُه قَوِيُّ

١٩٦ - بَطيءُ هَضْمٍ وَهْو ذو إِعَانه ... فِي غَسل كِليَة مع المَثَانَه

١٩٧ - وكُلُّ ما يوكلُ من لوزٍ طَرِي ... أصلِحْه إن أكلته بالسّكَّر

١٩٨ - أو عَسَلٍ وَحُلْوةٍ وَتَمْرِ ... جميعُها عجيبةٌ لِلْأَمر

١٩٩ - يُغْزِرُ المَنِيّ في الرجال ... ويُبريءُ الرَّبْوَ مَعَ السُّعال

القول في التوت

٢٠٠ - اُحْكُمْ على الثلاثة الأَصناف ... من تَمْرةِ التُّوتِ بلا خِلافِ

٢٠١ - مَا كَان منْه حامِضًا بالبَرْدِ ... وَمُطْرِدَ الصفراء أيَّ طَرْد

٢٠٢ - والفِجُّ مِنه أَكْلُه ثَقِيلُ ... ومُسَدِّد ٌمُبرِّدٌ قَلِيلُ

٢٠٣ - والحلو منه يسْتحِيل مُسْرِعًا ... مُلَزِّجًا مُسْتَجْلِيًا تَهَوُّعَا

٢٠٤ - ورُبّهغَرْغَرةٌ للحلق ... مُنْتَخب والرُّبّ من عُلَّيْق

٢٠٥ - اصلحه بالجَوَارِشِ القَوِيَّه ... من فُلْفُلٍ وقَرْفَةٍ ذَكِيَّة

القول في العُنّاب

وهو الزفزوف

٢٠٦ - وكلُّ ما يوكَلُ من عُنّاب ... فإِنَّهُ يَصْلُحُ بالجُلاَّبِ

٢٠٧ - وطبْعُه بُرودةٌ ولينٌ ... عَسِيرْ هَضْمٍ بُطْئُه ثَخِينُ

٢٠٨ - غِذَاؤُهُ مُوَلِّدٌ لِلْبَلْغَم ... مُسَكِّنُ اللدْغ وحِدَّةِ الدم

٢٠٩ - طَبِيخُهُ يَنْفَعُ للسُّعَال ... وَحُرقَةِ البُولِ مِنَ الأطْفال

٢١٠ - وأكلُه قد ذَمَّه الحكِيمُ ... لِأنَّه بِفعلِه عَليم

٢١١ - يُقَلِّلُ المَنِيَّ والنِّكاحا ... مُنَفِّخًا مُوَلِّدًا الرِيَاحا

٢١٢ - وَعَدُّهُ مِنْ جُمْلَةِ الغِذَاء ... أبْعدُ مَا عِنْدِي مِنَ الأَشْيَاءِ

القول في المشتهى

٢١٣ - المشْتَهَى يَفِيضُ بِالخُنَاقِ ... لِشِدَّة القبض لدى المذاق

٢١٤ - وغضُّه غِذاؤُه بَعِيدُ ... وفعلُه في قَبْضِه شديد

٢١٥ - يَضُرُّ لِلْمَعْدَة بالبُرُودَه ... وَعَصَبٍ مُضَرَّةٍ شديدَه

٢١٦ - وَيَحْبِسُ البطْنَ عَنِ الخَلاَء ... بِقُوةٍ فِي جُملةِ الأَجْزَاء

القول في فواكه البحائر

٢١٧ - القولُ في فَواكه البحائِر ... وكلُّها ليسَ من الذَّخَائِر

٢١٨ - وكلُّ ما يَنْبُتُ في البحَائِر ... منْ مستطل شَكْلُه ودائِر

٢١٩ - مُجْمَلَةٌ تَأْتِي على التفْصِيل ... فِي حَالَةِ التَّقْصِيرِ والتَّطْوِيل

٢٢٠ - واتفقت في الطبع بالرطوبه ... مع البرودة بذا محسوبه

القول في القِثّاء

٢٢١ - أول ما يبدُو لنا القِثَّاء ... مِنْ كُلِّ ما يجري عليه الماء

٢٢٢ - وطبعُه البَرْدُ مع الرُّطُوبَه ... فِى الرتبة الأولى له محسُوبه

٢٢٣ - بَطِيءُ هَضْمٍ دَمُه غَلِيظٌ ... وَخِلْطه بغِلظٍ مَلْحُوظ

٢٢٤ - يَلِيقُ بِالمَحْرُوقِ مِنْ مِزَاجِ ... وَمَيْلُه لِلبَلْغَم الزُّجَاجِ

٢٢٥ - وِبَزْرُهُ يُزِيلُ حُرْقَ البَوْلِ ... لِبَائِتٍ من أَجْله فِي هَوْل

٢٢٦ - أَصلِحْه بالمِلْحِ وكُلْهُ بالرُّطَبْ ... أو عَسَل النَّحْلِ الصفيِّ المُنْتَخَبْ

القول في الخيار

٢٢٧ - وَكُل ما يُوكَلُ مِنْ خِيار ... اخْتَر صِغَارَه عَلَى الكِبَار

٢٢٨ - وَكُلُّ مَا طَالَ مِنَ المُدَحْرَج ... فإِنَّه أَسْلَمُ مِنْ تَفَجُّج

٢٢٩ - مِزَاجُه البُرُودَةُ الشديده ... واللينُ فِي الدّرجَة البَعِيده

٢٣٠ - وَدَمُهُ دَمٌ غَلِيظُ الجَوْهَر ... أَصلِحْه بالعَسَلِ أو بالسُّكَّر

٢٣١ - وَماؤُهُ يُسَكِّنُ الحرَارَه ... وَالغَشَيَانُ شَمُّه إطَارَه

٢٣٢ - وِبَزْرُه مُفَتِّتُ الحَصَاةِ ... بِسُكَّر أوِ الْجَوَارِشَاتِ

٢٣٣ - أَصْلِحْهُ بِالمِلْحِ مِنَ الأَمورِ ... وَكُلْه بَعْدَ النَّزْع للقُشُور

القول في الدلاع

٢٣٤ - وكُلُّ ما يُوكَل من دُلاَّعِ ... فَبَارِدٌ رَطْبٌ بِلا نِزاع

٢٣٥ - وَرُبَّمَا نَعْرِفُه بالسِّنْدِ ... وَرُبَّمَا يُقَالُ فِيه الهِنْدِ

٢٣٦ - مُلَطِّفٌ مُبَرِّدُ الْحَرَاره ... فِي حُمْياتٍ أصلُها المَرَارَه

٢٣٧ - مُبَرِّدُ العَطَشِ فِي الْتِهَابِ حَرَارَةِ الحُمَّى بِلاَ ارْتِيَاب

٢٣٨ - أَفْضَلُهُ أَعْظَمُهُ ضَخَامَهْ ... وَحُمْرَةُ اللوْنِ لَهُ عَلاَمه

٢٣٩ - حُلْوٌ إِذًا مُخَلْخِلُ القِوَام ... وَمَاؤُهُ نَزْرٌ مَعَ العِظَامِ

٢٤٠ - إِصْلاَحُه بِخَالِصٍ مِنْ سُكرِ ... فِي حَالَةِ الأَكْلِ ولاَ تُكَثِّر

٢٤١ - فَإِنَّهُ يَجِيءُ ذَا إِعَانهْ ... لِحُرْقَةِ البَوْلِ مَعَ المَثَانَهْ

٢٤٢ - يُوكَلُ قَبْلَ الأَخْذِ فِي الغِذَاء ... وَبَعْدَه مَكَانَ شُرْبِ المَاءِ

٢٤٣ - أَعْطِه للمَحْرُوقِ من مِزَاج ... فَإِنَّه أَشْبَه بِالعِلاَجِ

٢٤٤ - وَمَنْ يكُن مزاجُه ذَا بَرْدِ ... فَلْيَقْتَصِرْ عَنْ أَكْلِهِ بالقَصْد

٢٤٥ - يَضُرُّ كُلَّ بَارِدٍ فِي الحَلْقِ ... وَالشيخ والمَرْأَةِ بعد الطَّلْقِ

القول في البطيخ

٢٤٦ - اُحْكمْ عَلَى البَطيخِ قَبْلَ الأكْلِ ... طويلِه والمستدير الشكل

٢٤٧ - بالمَيْل لِلبَرْدِ مَع التّلْيِين ... ثَانِيةً فِي دُرَجِ التَّمْرِينِ

٢٤٨ - أنواعُه ثلاثةٌ في الجِنْس ... عُدَّتْ لَهَا مَنَافِعٌ لِلإِنْسِ

٢٤٩ - مِنْ مستدير زانه تطريزُ ... أثْقَنَهُ مُدَبِّرٌ عَزِيزُ

٢٥٠ - هَذَا مِزَاجُه غَلِيظُ الجَوْهَرِ ... مُلَزِّجٌ يَلَذُّ مِثْلَ السُّكَّرِ

٢٥١ - والثاني فِي تَدْويره طويلُ ... وَلَحْمُهُ مُرَمَّلٌ قَلِيلُ

٢٥٢ - وهْو لِطِيفٌ مُسْرِعُ الإِحاله ... لِأنّه ذو نُدوة سيّاله

٢٥٣ - وَمِنْ طَوِيلٍ أَصْلُهُ القِثَّاءُ ... مَلْسُ القِوامِ يَجْرِي مِنْهُ المَاءُ

٢٥٤ - مِزَاجُهُ يَجْرِي فِي التَّوَسُّطِ ... بَيْنَ المُديرِ والطويل المُفْرِط

٢٥٥ - وَكُلُّهُ يَمِيلُ للفَسَادِ ... وجَالِبِ الحمَّى إِلى الأجْسَاد

٢٥٦ - إِنْ صَادَفَ المَعْدَةَ فِيها مرَّه ... أو بلغمًا مال لَهُ بِمَرَّه

٢٥٧ - وَقَدْ رَأَيْتُ قَوْلَ جَالينُوس ... فِي حَالَةِ البَطِّيخ والمجوس

٢٥٨ - فأنّه يُوَرِّثُ السُّموما ... إن صَارَ فِي فَسَادِه مَذْمومَا

٢٥٩ - وَهْوَ مَتَى يَصير للصَّلاَحِ ... مِنْ أَفْضَلِ الأَغْذِيَةِ المِلاَح

٢٦٠ - مُلَطِّفٌ مُبردُ الغِذَاءِ ... وَمُشْرِقُ اللَّوْنِ عَلَى الأَعْضَاءِ

٢٦١ - وَبِزْرُهُ مِنْ أَفْضَلِ النَّبَاتِ ... مُدِرُّ بَوْلٍ مُخْرِجُ الحَصَاة

٢٦٢ - وَشَحْمُه مُنّعِشٌ لِلْقَلْبِ ... وَمُجْلِي مَا دَاخِلَهُ مِنْ كَرْبِ

٢٦٣ - وَلَحْمُهُ والقِشْرُ مُجْلِيَان ... لِوِسَخ مِنْ بِشْرَةِ الإِنْسانِ

٢٦٤ - وَرِطْبِ اليَدَيْنِ لِلجَوَارِي ... بِشَحْمِهِ ذَاكَ مع القِشَار

٢٦٥ - إِصْلاحُه مُسْتَعْجِلاً يَكُونُ ... لِكُلِّ مَحْرُور سَكَنْجَبِينُ

٢٦٦ - وَبَارِدُ المِزَاجِ فَلْيَسْتَعْمِلِ ... جَوَارِشَ الفُلْفُلِ أو قُرُنْفُل

٢٦٧ - وجنِّبِ انْ أَكَلْتَهُ القُشورَا ... وَرَاعِ إِنْ أَرَدْتَهُ أُمُورَا

٢٦٨ - أوَّلها الأكْلُ عَلَى الخَلاَءِ ... وَالصَّبْرُ عَنْ تَنَاوُلِ الغِذَاءِ

٢٦٩ - فإِنَّهُ سَرِيعُ الانْحِدَارِ ... بِسُرْعَةٍ تَجرِي عَلَى المَجَارِ

القول في البَلَح

٢٧٠ - وكل ما تثمرُه النَّخِيل ... مِنْ بَلَح فباردٌ ثقيل

٢٧١ - ومثلُه البُسُرُ مع البُرُوده ... وشأْنُه تَقْوِيَةٌ لِلْمَعده

٢٧٢ - مُخْتَلِفٌ في الشكْل وَالمَذاقِ ... والطبْع عند جُمْلة الحُذَّاقِ

٢٧٣ - ما كان منه صَادِق الحَلاَوة ... يميلُ للحرِّ مع النَّداوه

٢٧٤ - وكل عافص شديد القَبْضِ ... وَخِلْطُهُ مُنْتَسِبٌ لِلأَرْضِ

٢٧٥ - غذاؤه في هَضْمِه عسيرٌ ... وللسعال ضرُّه كثيرُ

٢٧٦ - لكنَّه يَنْفَعُ للَّثَّاتِ ... وللمعى من المقوِّياتِ

٢٧٧ - أخيره الأكلُ على الغِذَاءِ ... ومصُّه من أفْضلِ الأَشْياءِ

٢٧٨ - وَيُرْتمَى بثُفْلِه فِي الحِينِ ... إصلاحُه بالمرَقِ السّمين

القول في الرُطَب

٢٧٩ - وإن أردتَ القولَ في طَبعِ الرُّطبْ ... فطَبْعه الحَرُّ فِي أُولى الرتب

٢٨٠ - وتُفْضَل الجَزِيّة الرَّطُوبَه ... فِي وَسَط الأُوْلَى لَهُ مَحْسُوسَه

٢٨١ - مُلَزَّجٌ غِذَاؤُه كَثير ... وهضمُه مُلزِّزٌ عَسِيرُ

٢٨٢ - ويُسْهِل الطَّبعَ مِن الإنْسان ... يَضُرُّ بِاللِّثَاتِ وَالأَسْنَانِ

٢٨٣ - ويُحْدث الشِّدَّةَ فِي الطِّحال ... وَكَبِدٍ يَنْفَعُ للسُّعَالِ

٢٨٤ - يَضُرُّ بِالمحرُورِ مِنْ أُنَاسِ ... مُنَفِّخٌ مُصَدِّعٌ لِلرَّاسِ

٢٨٥ - غِذَاؤُه ذُو فُضْلَةٍ مُسْتَكْثَرَهْ ... بِها تَرَى تَغْيِيرُه لِلحُنْجُرَه

٢٨٦ - يَكْفِيكَ فِي الرَّطَبِ مِنْ إِفَادَه ... فَإِنَّهُ يُسَهِّلُ الْوِلاَدَهْ

٢٨٧ - وَمَأْمَنٍ مِنْ مَرَضِ القُولَنْجِ ... وَأَكْلُهُ مِنَ الحَصَاةِ يُنْجِي

٢٨٨ - وَتَمَّ مَا قَصَدْتُه لِلَّه ... مُنَبِّهًا لِغَافِلٍ وَسَاه

٢٨٩ - مِن سِنة الجهْل بالاغْتداء ... مُوَبِّدًا فِي الصُّبْحِ وَالمَسَاء

٢٩٠ - لِكَيْ يَرَى عَجَائِبَ الجَبَّارِ ... فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَ الأَسْرَار

٢٩١ - سبحانه عَزَّ وَجَلَّ اللَّهُ ... لَيْسَ لَنَا مِنْ رَاحِمٍ سِوَاهُ

٢٩٢ - ونسألُ الله ونَسْتهْدِيهِ ... فِي نَظَرٍ فِي القَوْلِ وَالبَدِيه

٢٩٣ - هَوَاطِلَ التَّسْلِيمِ والصَّلاةِ ... لِلْمُصْطَفَى وَآلِهِ الهُدَاةِ

انتهى بحمد الله تعالى وحسن عونه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الآخر وعلى آله

وصحبه وسلم تسليماً بعظمة كل ذلك في كل وقت وحين.



تأليف: أبو الحسن علي بن إبراهيم الأندلسي المراكشي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى