د. أيمن دراوشة - قراءة نقدية في ومضة قصصية للكاتب المصري إبراهيم الشابوري- قراءة - د. أيمن دراوشة

إبراهيم الشابوري - "تواكل"

"حلقت به الأحلام؛ أسقطه الواقع."



أهم العناصر الجمالية في الومضة القصصية:

  • العنوان:
  • يضيف العنوان "تواكل" بعمق إلى معنى الومضة القصصية حيث يمكن فهم "تواكل" كفعل يعني التقاعس والكسل على مبدأ ان كل شيء من الله، فلا يمكن مثلا ان أجلس ببيتي وأقول أنا عاطل عن العمل لأن الله سبحانه وتعالى وأنتظر أن يأتيني إلى البيت كتب لي هذا بدلا من البحث عن العمل ولو كان الأمر صعبًا أو مستحيلا، وبالتالي فالتوكل على الله مع الجد والاجتهاد والصبر والتعب هو ما يحقق الأحلام والأمنيات.
  • فبدلا أن أكون متواكلا عليَّ أن أكون متوكلا حتى أستطيع الوصول إلى أهدافي.

  • اختزال جميل:
  • تعبِّر الومضة عن تناقض مؤلم بين الحلم والواقع، مما يلقي الضوء على الصراعات الشخصية والتحديات التي يواجهها الفرد في مواجهة تحقيق أحلامه وتحقيقها في الواقع، وقد تم ذلك في خمس كلمات باختزال رائع وجميل.
3- النهاية الصادمة:

تتناول الومضة موضوع الصراع بين الحلم والواقع بشكل مؤثر، إذ تبدأ القصة بصورة رائعة تصف الحالة المثالية حيث يحلم الشخص ويحلق بأفكاره وآماله، ولكن بعد ذلك يتبعها الكاتب بجملة مفزعة تُبرز اصطدام هذه الأحلام بالواقع الذي لا يعترف سوى بالإنسان المجد والمجتهد وليس بالاتكالية.

4- التناقض العميق بين الجملتين:

تبدأ الومضة بالأمل "حلقت" وتنتهي بالفشل " أسقطه" وكيف أن الواقع القاسي قد يقضي على الأحلام والتطلعات، ويمكننا فهمها أَيضًا على أنها تمثل الصراع الدائم الذي يواجهه الإنسان بين آماله وأحلامه الجميلة وبين تحقيقها في ظل الظروف الواقعية والتحديات سواء بالتوكل أو التواكل.

5- توظيف التشبيهات:

يصور الكاتب الأحلام كالطيور الجميلة مستخدمًا القرينة اللفظية "حلَّقت" فيما أبدع في تصويره للواقع الذي يمكننا أن نصوره بالصخور الثقيلة التي يمكن لها أن تسحق الطيور الضعيفة، هذا التناقض بين الضعف والقوة يضيف بعمق إلى تجربة الإنسان وصراعاته مع الواقع.

6- الأسلوب:

يتميز الأسلوب بالبساطة والقوة في نفس الوقت، حيث يستخدم الكاتب كلمات قليلة لكنها قوية لنقل الرسالة، إضافة إلى اعتماده على التناقض بين الأحلام والواقع، هذا الأسلوب الفني المحكم يجذب انتباه القارئ ويثير اهتمامه.

7- الصراع الداخلي:

تمثل الصراع الداخلي للإنسان بطريقة جذابة ومثيرة للاهتمام، وتم ذلك من خلال تصوير الأحلام كطيور تحلق بحرية، مما يضيف إلى الإيجابية والحيوية، بينما تم تصوير الواقع بأنه قوة تسقط تلك الأحلام، ولكن هذا التصوير السلبي سببه كسل الإنسان عن الجد والاجتهاد في تحقيق أحلامه.

8- كلمة أخيرة:

نجح الكاتب في ومضته لغة وأسلوبًا، وبشكل فعَّال لإيصال رسالة إيجابية وملهمة حول الثبات والصمود والإيمان في حالة التوكل على الله ، والفشل الذريع في حالة التواكل والتقاعس عن النشاط والتعب على اعتبار أن كل شيء مكتوب من عند الله جلَّ وعلا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى