يعقوب عبدالعزيز - لم يألفوا خدّيك يا فانوصة اللاّزورد...

قبل اختراع الفضيّة كانت الأسرار تتكئ على الدخان
والبيوت لم تشتكي
الذكام يومًا
كانت الحوجة بيّنة مثل حدبة في الظّهر
وفانوصة اللاّزورد تغنّي
لنهارها
كان الغجر ينفخون في نحاسهم كلّما نزل
اللّيل مرقاة
وأنت تضيئين شطآنك
وحيدة
وحين نزلتِ إلى أرضهم لم يألفوا خدّيك
كان النّعنع جارهم الوفيّ لذا قلّموك
بمقص الإشاعة
حتي عندما كنتِ في حديقة الرّب
كنتِ التفّاحة التي
لا تحترم الحُمرة
يالنهارك الذي ضلّ شعاعه ؛ النّهار يسترق
الرؤى
من نظّارة الشيخ الطّاعن في الضباب
والطّرق وعرة
الجسور كلها تنتهي عند الهاوية والجميع يمشي
علي الهشاشة
يا لطفولتك المصابة بالرّبو
ودميتك الملائكيّة
التي صاغوها من اللّعاب
لقد مرروا الموسيقي في ساق حبّارك
واتّهموك
بالخشونة
جرّدوك من رمالك وشمسك وتركوا لك
الصوارى علي الطّاوِلة
في فلسفة العناق
تأخذ الأضلاع مقاعد البدلاء
ومن يعانق بأذرع هشّة قابلة للطّي
لكنك فضّلتِ الموت في ساحة "الطرقعة"
ولذا باعوك للبستاني الذي لايفهم
في سياسة الرّبت
سوي التشذيب
وها هي ذي أطرافك منزوعة وتسيل دمائك
علي الطّرقات
هاهم أطفالك مشرّدين ومجهولي
الهويّات
وها هو محّارك يُشاك الحفاء
لقد زارك الجوع مرّتين في دارك القديمة
وانتحرت البغبغاوات
اللواتي كلما مرّ خريفٍ قلدناه
حين فشلن أن يقلّدن صوتي..
صوتي الذي يجري في وريدك مثل الماء
على الحجارة
كان حاداً
كان بارداً كجثّة
كان دافئًا كخبر موتٍ
كان عتيقًا كسرير أمومة
صوتي الذي انتظرك في ضمير المنادى حتّى
تسلّقه الشّيب كمراهقة
في ظهر الأربعين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى