مصطفى بيومي عبد السلام - جيرار جينيت: البويطيقا والعلاقات النصية.. مقاربة نظرية شارحة

لست بحاجة إلى أن أكرر المبادئ التي تأسست عليها البنيوية، ولكن أظن أنني بحاجة إلى أن أؤكد أن البنيوية روجت لفكرة البويطيقا. في كتابه "البويطيقا البنيوية" (1975)، الذي أسهم مع كتابات أخرى في ترويج الوعي البنيوي داخل الأكاديمية الأمريكية، يطرح "كولر" أن البويطيقا هي نظرية في القراءة ولديها تاريخ طويل يمتد إلى بيوطيقا "أرسطو"، لكن البنيوية أعادت تركيز الانتباه إلى فكرة البويطيقا بعيدًا عن تلك التقاليد، وكان ما يشغلها هو الأنساق أو الأنظمة، ويستشهد "كولر" بمقولة "جينيت" التي ترى أن الأدب "يشبه أي نشاط آخر للعقل، يتم تأسيسه على مواضعات Conventions لا يكون، مع بعض الاستثناءات، على وعي بها"([1]). هذه المواضعات أو الأنساق هي ما شغلت البويطيقا البنيوية، ولكي يتم وصف هذه الأنساق وتلك المواضعات، فإن البنيوي أو البويطيقي يقوم بعملية عزل لهذه الأنساق ليصبح الأدب كيانًا مغلقًا على نفسه، ترتد فيه النصوص الأدبية المتنوعة إلى أنساق كلية أو بنية عامة مجردة تشبه كلية العقل الإنساني، لكن "كولر" سرعان ما هجر البنيوية ومفاهيمها إلى مفاهيم ما بعد البنيوية، وتشكك كثيرًا في أن البنيوية التي طرحت مشروع البويطيقا "لم تنجح في فرض هذا المشروع، أي التقرير التنظيمي للخطاب الأدبي"([2]). أما "جينيت" فهو يؤمن بفاعلية النسق المغلق، ويثق في الطرح البنيوي لفكرة البويطيقا. هذا، ربما أتصور ذلك، ما دفع "ريتشارد ماكسي"، في تقديمه للترجمة الإنجليزية لكتابه "النصوص الموازية: عتبات التأويل" (1997)، إلى أن يصف "جينيت" بأنه "المكتشف الجسور والمثابر إلى حد كبير في زمننا للعلاقات بين النقد والبويطيقا"([3]).

فيما يخص فكرة التناص، فإننا سوف نعمد إلى ما قدمه "جِينيت" حولها، وحول غيرها من الأفكار التي تتعلق بالعلاقات بين النصوص، في كتابه "طروس: الأدب في الدرجة الثانية". ولا نعتقد أن "جينيت" قد قدم تطويرًا لفكرة التناص، وربما نعتقد أيضًا أن ما قدمه حول فكرة "النصية المتفرعة" Hypertextuality ليس تطويرًا لها. إن "جينيت" يمكن أن يوصف بأنه "بويطيقي" بالدرجة الأولى، وتصنيفه العلاقات بين النصوص هو تصنيف يقع، فيما أظن، في إطار البويطيقا، ولا نظن أنه تجاوز البويطيقا البنيوية إلى شكل مفتوح لها. وربما لا نطمئن كثيرًا إلى ما طرحه "جيرار برنس" في تقديمه للترجمة الإنجليزية لكتابه "طروس" من أن:

"اكتشاف "جينيت" يؤسس مثالاً رائعًا لما يطلق عليه البنيوية المفتوحة"، وليس بالأحرى الإلحاح على "النص ذاته"، وانغلاقه، والعلاقات داخله التي تجعله ما يكون؛ إنه (أي "جينيت") يركز على العلاقات بين النصوص، والطرق التي تعيد قراءة وكتابة نص من النصوص نص آخر، و"النقل المستمر أو الغطاء النصي المتعالى Transtextual Perfusion " للأدب. ولكن اكتشاف "جينيت" يكون مفتوحًا في وجوه أخرى، فإذا استخدم المعايير(العلائقية Relational) البنيوية لكي يصف الأنواع المختلفة للنصية المتفرعة، فإنه لا يتجاهل الأنواع الوظيفية: المحاكاة التهكمية أو الساخرة Parody والتقليد الساخر أو التحريف Travesty، والنقل Transposition، التي تنتج جميعًا من التحول النصي، في حين تنتج المعارضة Pastiche، والكاريكاتير Caricature، والتزييف أو الاختراع Forgery من المحاكاة Imitation؛ ولكن المحاكاة التهكمية والمعارضة يكون كلاهما هزليًا Ludic، والتقليد الساخر أو التحريف والكاريكاتير يكون كلاهما هجائيًا Satiric، والنقل والتزييف أو الاختراع يكون كلاهما جديًا Serious. وإذا فضل "جينيت" الطريقة المحايثة (السينكرونية) للعرض؛ فإنه لا يتجاهل التعاقب (الديكروني)... وإذا اشتغل بوصفه بويطيقيًا، فإنه يشتغل بوصفه ناقدًا"([4]).

هل ما قدمه "جينيت" في كتابه "طروس" من وصف للعلاقات بين النصوص والأنواع المختلفة للنصية المتفرعة يمكن أن يوصف بأنه انفتاح بنيوي؟ لا أظن ذلك، لأن "جينيت" كان حريصًا فقط على تطوير فكرة البويطيقا لتشمل العلاقات بين النصوص، هذه العلاقات لم تتجاوز مؤسسة الأدب ذاتها أو نص الأدب. إنني أعتقد أن "جينيت" كان مشغولاً بصناعة قوانين العلاقات بين النصوص، لكن هذا الانشغال كان يؤكد انغلاق مؤسسة الأدب على نفسها. إن انفتاح البنيوية لا يعني الانشغال بعلاقات النصوص فقط، وإنما يعني أيضًا تجاوز النسق المغلق، أي تجاوز مؤسسة الأدب إلى نصوص أخرى غيره، والانفتاح على لعبة الدال، والتأكيد على الطبيعة الخلافية الإرجائية للكتابة، والانفلات إلى فكرة النص المشيد من نصوص أخرى مجهولة الأصل يمكن أن تكون نصوص الثقافة والمجتمع برمتها.

لقد افتتح "جينيت" كتابه "طروس" باستعادة ما طرحه سلفًا في كتابه: "مدخل إلى النص الجامع" (1979) من أن موضوع البويطيقا "ليس النص المنظور إليه من خلال تفرده أو تميزه (فتلك مهمة النقد على نحو ملائم للغاية)، ولكن بالأحرى جامع النص Architext أو النصية الجامعة Architextuality، إن أراد المرء ذلك" (P.1). هذه النصية الجامعة يمكن أن يقال عنها، كما يتصور "جينيت"، إنها تشبه أدبية الأدب، وهي تعني "مجموع الأصناف العامة والمتعالية (أي أنواع الخطاب وأشكال التلفظ والتعبير، والأنواع الأدبية)، التي ينبثق منها كل نص مفـرد" (P.1). في كتابه "طروس" يعاود "جينيت" النظر في موضوع البويطيقا محاولاً أن يقدم تطويرًا لموضوعها أو بالأحرى توسعًا يشتمل على العلاقات بين النصوص، ويصبح موضوع البويطيقا ليس فقط النصية الجامعة، وإنما يخص أيضًا "النصية المتعالية" Transtextuality أو "التعالي النصي للنص"، التي تم تعريفها من قبل بطريقة أولية بوصفها "كل ما يضع النص في علاقة، سواء كانت واضحة أو خفية، بنصوص أخرى. فالنصية المتعالية تسير أبعد من ذلك وفي الوقت نفسه تفترض أو تتضمن النصية الجامعة، بالإضافة إلى أنواع أخرى للعلاقات النصية المتعالية". (P.1)

إن إلحاح "جينيت" على ربط موضوع البويطيقا بـ"النصية المتعالية" يكشف عن ثقته بالنص المغلق، فالنصية المتعالية، هي نسخة "جينيت" للتناص، لأنه يرغب أن يوظف هذا المفهوم لكي يحدد الطرق التي يمكن من خلالها أن يتم تأويل وفهم النصوص نسقيًا، ولأنه يرغب في أن يبعد مقاربته عن المقاربات المابعد بنيوية، فإنه يصوغ مصطلح النصية المتعالية لكي يغطي جميع أشكال الظاهرة موضع البحث، ومن ثم يقسمه إلى خمس تصنيفات معينة.

يمثل "التناص" النوع الأول من أنواع العلاقات الخاصة بالنصية المتعالية، ويشير "جينيت" إلى أنه تم اكتشافه من قبل "جوليا كرستيفا"، لكنه لا يحدثنا عن طبيعة الاكتشاف بل يقرر سريعًا بأنه يعرفه في معنى مقيد للغاية وهو: "علاقة حضور مشترك Copresence بين نصين أو عدة نصوص"(P.1)، أو بعبارة أخرى: "الحضور الفعلي لأحد النصوص داخل نص آخر"(P.2). إن التناص قد تم إنقاصه واختزاله إلى علاقة حضور مشترك أو حضور فعلى لنص ما داخل نص آخر، ولذلك بدا التناص مرتبطًا بالممارسة النقدية التقليدية، فهو يحيل إلى مفاهيم الاقتباس والسرقة وغيرها، ولم يعد التناص مقترنًا بالعمليات السميوطيقية للدلالة الثقافية والنصية، إن "جينيت" حين يعيد توصيف التناص في معنى محدد ومختزل فإنه يقدم إلينا علاقة تناصية تداولية يمكن تحديدها إلى حد بعيد بين عناصر معينة لنصوص مفردة. وما يقدمه "جينيت" يلغي ارتباط التناص بفكرة النصية أو لعبة الدال أولاً، ثم يقطع صلة المصطلح بفكرة الإنتاجية التي ألحت عليها "كرستيفا" ثانيًا؛ ولذلك لم يحدثنا عن "كرستيفا" و"بارت"، وإنما استدعى "مايكل ريفاتير" وحاول انتقاده (P.2-3)؛ وربما أتصور أن استدعاء "ريفاتير" له دلالته، لأن "ريفاتير" يؤمن مثل "جينيت" بفكرة أدبية الأدب والنص المغلق أو النص المكتفى بنفسه، لكن معالجته لفكرة التناص اختلفت من غير شك عن معالجة "جينيت".

والنوع الثاني من أنواع علاقات النصية المتعالية هو ما يطلق عليه "جينيت" "النص الموازي "Paratext، وهي علاقة أقل وضوحًا وأكثر بعدًا، وقد خصص لها "جينيت" كتابًا بأكمله أشرت إليه سلفًا، ويقصد "جينيت" بالنص الموازي:

"جميع المعلومات أو البيانات Data الهامشية والتكميلية التي تدور حول النص: إنه يتضمن أو يشمل (أي النص الموازي) ما قد يطلق عليه المرء العتبات المتنوعة: الخاصة بالكاتب أو المحرر(أي العناوين، والإعلانات عن المنشور، والإهداءات، والعبارات المقتبسة التي يتصدر بها كتاب أو فصل من كتاب، والمقدمات، والملاحظات)، والمرتبطة بالوسائل الناقلة Media (أي المقابلات مع الكاتب، والملخصات الرسمية)، والعتبات الخاصة (أي المراسلات والانكشافات المدروسة وغير المدروسة)، ويضاف إلى هذه الأشياء الأدوات المادية للإنتاج والتلقي"([5]).

والنوع الثالث من أنواع النصية المتعالية هو ما يطلق عليه "جينيت": النصية الشارحة Metatextuality، وهي العلاقة "الملقبة عادة بـ"التعليق" Commentary، إنها تربط نصًا معين بنص آخر، يتحدث عنه دون الاستشهاد به بطريقة ضرورية (أي بدون استدعائه)، بل أحيانًا بدون تسميته.. إنها علاقة نقدية متقنة"(P.4). ويشير "جينيت" إلى أنه تمت دراسات كثيرة حول شرح النصوص الشارحة Meta-Metatexts، ولكنه غير متأكد إن كانت هذه الدراسات قد تأملت تلك العلاقة أم لا (P.4).

والنوع الخامس من النصية المتعالية يخص النصية الجامعة التي تحدثنا عنها من قبل، وهو نوع أكثر تحديدًا وأكثر تضمنًا، ويشتمل "على علاقة تكون صامتة أو ساكنة Silent بطريقة كاملة، ويتم التعبير عنها بالتنويه النصي الموازي"(P.4)، أي ما يظهر على صفحة الغلاف مثل: قصائد، أو مقالات، أو رواية، أو قصة، أو غير ذلك. هذه العلاقة تشير إلى الخصوصية النوعية للنص وما يقوم بتحديد هذه الخصوصية ليس النص ذاته، وإنما القارئ أو الناقد أو الجمهور على وجه العموم، "فهؤلاء قد يرفضون الأوضاع المزعومة للنص عن طريق نصه الموازي"(P.4).

أما النوع الرابع، الذي تم تأخيره عمدًا لأنه المفهوم المركزي الذي يقوم عليه كتابه "طروس"، أو بتعبير "جينيت": "إنه وحده فقط الذي سوف يشغلنا مباشرة هنا"(P.5)، فإن "جينيت" يطلق عليه مسمى "النصية المتفرعة"، ويقصد به "أي علاقة تربط نصًا ما (B) (وسوف أطلق عليه النص المتفرع Hypertext) بنص سابق (A) (وبالطبع سوف أطلق عليه النص الأصلي Hypotext)"(P.5). إن هذه العلاقة تختلف عن علاقة الشرح أو التعليق، ويجب النظر إليها من زاوية أخرى، وهي زاوية التحويل. ويضرب "جينيت" مثالاً على عملية التحويل بنصي: "الإلياذة" و"عوليس"، فهما عملان متفرعان عن نص واحد أصل هو "الأوديسا". إن النصين قد تم تحويلهما من الأوديسا لكن لم يقدما شرحًا أو تفسيرًا لها (P.5-6).

لكن ما يلفت الانتباه في طرح "جينيت" للنصية المتفرعة هو إلحاحه على فكرة الأصل والفرع، اللاحق والسابق، التي تؤسس إلى حد كبير نوعاً من الهيراركية أو التراتبية التي تجعل الأصل في مرتبة أعلى من مرتبة الفرع، وعلى الرغم من أن "جينيت" لم ينص على ذلك، فإنه يمكن فهمه ضمنًا، يكتب "جينيت":

"إن ما أطلق عليه النص المتفرع هو أي نص مشتق من نص سابق إما من خلال التحويل البسيط، الذي سوف أطلق عليه منذ الآن "التحويل"، أو من خلال التحويل غير المباشر، الذي سوف ألقبه بالمحاكاة"(P.7).

إن النص المتفرع أو اللاحق يرتد إلى نص أصل أو سابق محدد، لكن هل يرتد إلى نصوص أخرى لا نهائية؟ ويرتد إلى نصوص تنتمي إلى مؤسسة غير مؤسسة الأدب؟ وهل التحويل البسيط والتحويل غير المباشر أو المحاكاة يشير إلى أن النصوص تقوم بعملية تحويل آثار لا نهائية مفقودة الأصل؟ لا أظن ذلك، ومهما حاول "جينيت" أن يقنعنا بأن "النصية المتعالية" بأنواعها الخمس التي حددها هي "أشكال للنصية"(P.8)، فإن النصية لا تخرج عن مفهوم البنية المكتفية بنفسها والمنغلقة على مركز واحد ثابت، وأقصد بالبنية المكتفية بنفسها هي بنية الأدب على جهة العموم، بنية الأصل والمركز. وإذا كنا نلمح ظلاً باهتًا لـ "كرستيفا" فيما يخص فكرة التحويل، فإن التحويل لا يعبر بطريقة أو بأخرى عن الطبيعة الإنتاجية للنصوص، أي الامتصاص والتشرب، ومن ثم نقل الأنظمة داخل نظام جديد يختلف عن تلك الأنظمة التي حولها. لقد كانت فكرة التحويل عند "جينيت" مرتبطة بفكرة المصدر أو الأصل والفرع الذي يرتد إليه، ولذلك فإن أطروحات "جينيت"، كما يطرح "كومباجنون"، "تستبدل بطريقة بسيطة للغاية التصورات القديمة لـ "المصدر" و"التأثير" المحببة إلى التاريخ الأدبي لكي تعين العلاقات بين النصوص"([6]).

إن "جينيت" فيما أعتقد، كان مخلصًا للبويطيقا وتطوير موضوعها ليشمل علاقات النصوص أو بعبارة أخرى: صناعة القوانين الخاصة بالعلاقات بين النصوص. وربما يظن المتأمل لعنوان كتابه "طروس: الأدب في الدرجة الثانية" إنه يطرح طبيعة الكتابة المنقطعة عن كل نقطة أصل وكل نقطة بدء من حيث إن "الطرس" Palimpsest هو رق من الجلد يكتب عليه ثم يمحى ويعاد الكتابة عليه في سلسلة لا نهائية، بالمعنى الذي يجعل من الكتابة مكانًا لارتحال آثار لا نهائية، لكن العنوان الشارح أو النص الموازي، إذا استخدمنا مصطلح "جينيت" نفسه، "الأدب في الدرجة الثانية" لا يشير إلى الانقطاع عن كل أصل أو عن الدرجة الأولى من الكتابة، فهو متصل بها اتصال الفرع بالأصل، اللاحق بالسابق، المعلول بالعلة، يقول "جينيت":

"دعنا نضع التصور العام لأي نص في الدرجة الثانية.. أقصد أي نص مشتق أو منبثق من نص آخر موجود سلفًا"(P.5).

ولذلك فإنه:

"ليس ثمة عمل أدبي لا يستدعي... عمل أدبي آخر، وبهذا المفهوم تكون الأعمال جميعًا متفرعة نصيًا"(P.9)

ربما أتصور أن "جينيت" كان يبعد نفسه عن التصورات الما بعد بنيوية، فهو يعيد ترتيب العلاقات بين النصوص من منظور البويطيقا، وليس من منظور التبعثر والتشظى، فالنص يعاد تأمل علاقته بغيره من منظور الفرع والأصل، اللاحق والسابق، وليس من منظور يضع النص موضع الانفجار والتبدد، أو على حــد تعبير "بارت" إن النص "ينفجر ويتبدد"([7]).




(1) Culler, Jonathan (1975), P. 116.
([2]) كولر، جوناثان (2003)، صـ 168.
(3) Genette, Gerard (1997-1), P. xii.
(4) Genette, Gerard (1997-2), P. ix-x.
وسوف نشير إلى رقم الصفحة في متن الدراسة حين الاقتباس أو الاستشهاد.
(5) Genette, Gerard (1988), P. 63.
(6) Compagnon, Antoine (2004), P. 81.

(7) Barthes, Roland (1981), P. 35.


د. مصطفى بيومي عبد السلام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى