جميلة شحادة

كما في كل مرَّةٍ أحتفظُ لكَ بمقعدٍ على طاولتي في مطعم بحريّْ أَحتسي قهوتي على مهلٍ أَقرأُ خطوطَ يدي... بمللٍ أَستمعُ قَسْرا لموسيقا لا تروقُني ومع نوارس البحرِ أنتظركَ فهل ستأتي؟ **** يُبهرُني مشهدُ العشاقِ منْ حَولي تَأْسرُني يدٌ، تتسللُ في ليلِ شَعْرِ تَسرِقُ مِنْ عَبيرهِ البَخورَ ومن صَقيلهِ...
كنتُ سأكونُ سعيدَه، لوْ لمْ تكُنْ لدَيَّ صِفةُ التعلُّقِ بالمكانْ. كنتُ لنْ أُصابَ بالاكتئابِ حينَ انتزَعتْني القابِلَه مِنْ رَحمِ أُمي بالقوَّه. لقدْ قَطَعَتِ الطَّريقَ بيْني وبيْنها بأسْنانِها، وتركتْني أقطعُ المسافةَ بينَ الأرضِ والسماءِ حافيةً أَبحثُ عنِ الأمانْ. ** كنتُ سأَعيشُ، لوْ لمْ...
أقفُ خلفَ نافذةِ الزمنْ أرْقبُ هطولَ ماء المطرْ يُخايلُني طيفُ أطفالٍ صغارٍ يَركضونَ مسرعينَ الى دِفءِ المقّرْ يُنشدونَ الدفْءَ والأمانْ في حضنِ ستائرِ النسيانْ * * وجوهُهُم، باسمة الى حدِّ الضَّجرْ. ضحكاتهم، عذبة لدرجةِ الخدَرْ. تغارُ الديْمةُ مِنْ براءتِهم وتقاومُ الريحَ أوتادُ خيامِهم...
دعني أخبرُكَ عنْ أحوالِ مدينَتي هذا المساءْ: اختلفَ كوكبانِ على لونِ الياسَمين في الحقلِ؛ واختلفَ أحمقانِ على الجهةِ التي ستُشرقُ منها الشمسُ في الغدِ. احتدمَ الجَدَلُ، اشتعلتِ الشُّهُبُ، نَفَذَ الصبرُ، اخترَقَتْ رصاصةٌ كَبِدَ الحَبقِ وذَبحتْ سِكينٌ جَديلةَ الزَّنبقِ زلزلتِ الأرضُ، بَكَتِ...
مَررْتُ بهِ أبحثُ عنْ عَبَقِ الحنينْ مَنحتهُ نَظرِي.. ودمعة مِنْ دَمعي السَّخينْ أعادَ لي تَقاسيمَ وَجْهي، ونَهرَني بصرخةٍ مِنْ رَحمِ الأنينْ: خُذي وْجهَكِ عَنِّي يا هذِي ولا تُعكِّري صُمودَ السِّنينْ. أنا القسطلُ يا هذي.. لا ألينْ مائي زلال، وأصْلي حَلال، وصبري مَكينْ. أنا القسطلُ يا هذي.. لا...
كنتُ أقود مركبتي متجهة الى عملي صباحًا، عندما وصلني خبر مقتل شيرين أبو عاقلة، الصحافية الفلسطينية والمراسلة الميْدانية في تلفزيون الجزيرة. لقد صعقني الخبر، فانطلقتْ من أعماقي شهقة دون استئذان، تبعتها دمعتان انهمرتا من عينيّ والمذيع يؤكد خبر استشهادها. لم ألتقي يومًا بشيرين عاقلة بشكل شخصي، لكني،...
أنْ تكونَ غريباً يَعني لا جدرانَ تَقيكَ مِنْ جمرِ عيونِ المُدُنْ. ** أنْ تكونَ غريباً يَعني أنْ تكونَ عظامُكَ صخراً تَتلقَّى حَفْرَ الفأْسِ فيها بِصمتْ ** أنْ تكونَ غريباً يَعني أنْ تَفصِلَ الملحَ كلَّ ليلةٍ عنْ دمعِكَ لتسطيعَ النوْمْ ** أنْ تكونَ غريباً يَعني أنْ تُلوِّحَ للمراكب الراسيةِ على...
الكراكي، أو الغرنوق، كما يسمى في بعض البلدان، هو أكبر الطيور المهاجرة حجما. يهاجر شتاءً الى أفريقيا بحثا عن الدفء، فيمرّ في بحيرة طبريا ويستوطن بعضه البحيرة ومحيطها قبل أن يتابع هجرته، ثم يعود ويمرّ بها مرة أخرى قبل عودته الى موطنه الأصلي في الربيع. ولعل الروائي والقاص حسن حميد، لم يختر...
منذ لم يعد مسلسل معين، وبالذات في شهر رمضان المبارك، كما كان في الماضي، في سنوات الثمانينات والتسعينات وما قبلها من القرن الماضي يجمعنا جميعًا في المساء، ونتمسْمَر أمام قنال تلفزيوني واحد لنشاهد ذات المسلسل ولتكون أحداثه في اليوم التالي محور أحاديثنا في المدرسة أو في الشارع أو في أماكن العمل؛...
ليلْ وسَهَرْ في بيروتْ عَتمي وقمرْ في بيروتْ غُرْبي ع شَطِّكْ واحْجارْ منْ ياقوتْ ومَراكبْ تِنْدَهْ ع البَحَّارَه وصَدى النِدا مْنِ القَهِرْ مكبوتْ *** توبِكْ الأبيضْ بيروتْ ما تِخْلَعي عروسةِ الفرسانْ ضَلِّي تْدَلّعي غَنّي وصوتِكْ إرفَعي بوِجِّي اللي دَمَرّوا البيوتْ ** بيروتْ مهرِكْ عَ الغريبْ...
تُزهقُ روحٌ في اللدِّ؛ فلا أتناولُ بسكويتَ الصباحِ، وأجعلُ قهوتي مُرَّة. تُقتلُ فتاةٌ في الطيرة، أو في شفا عمرو، أو في الناصرة، أو في آخر بقعة من كوكبِ الأرض؛ فأُخاصمُ أحمرَ شفاهي الزاهي، وأسجنُ يدي اليمنى؛ لأنها لم تتمردْ وترفعُ سيفَ العبوديةِ، عن رِقابِ النساءِ. يعتدي آثمٌ على مربيةٍ لم تبدأْ...
مع زُرقةِ البحرِ، كانتْ نظراتُها تُودعُ الطيورَ المهاجرة الى بلادِ اللؤلؤِ والمرجانْ * مسحتْ دمعة وخبأتْ أخرى لتكونَ زادَها في طريقِ عودتِها الى الهذيانْ * هي لمْ تثقْ بحديثِ الطيورِ عنْ مخاطر هجرتِهم بمراكبَ الريحِ وغضبِ أمواجِ البحرِ... ساعةَ الهيجانْ * هي لم تثقْ بحديثِ الطيورِ أّنّ رحلتَهم،...
أعتذرُ لكم، عنْ غيابِ البشاشةِ عن وجهي فمنذُ زمنِ الحبِّ والحربِ وعهدِ الخَسِي همستْ في أذني ابتسامتي وقالتْ: مسافرةٌ أنا؛ لكنْ لا تقلقي، سأعودُ إليكِ سأعودُ إليكِ بعدَ رحلةِ بحْثي وبعدَ أنْ أهتدي الى صبيةٍ بجديلَةٍ يغمرُها العمرُ الهَني صبية، لا تخشى صقيعَ الشتاءِ ولا رضيعَ أمِها الشّْقِي ***...
كمْ أحبُ زمردَ عينيكِ! ويَاسمينَ خديْكِ! إشتقتُكِ.. تعالي إليَّ الليلةَ نسهرْ فعندي لكِ حَكايا وأكثرْ تعالي.. لا تتردّدي واعْبُري روحي لأُقَّبلَ جبينَكِ الأطْهرْ دَعي حنانَكِ يحطُّ على صدري لأمسِّدَ شعرَكِ الأشقرْ *** ما بكِ تقفينَ ببابِ مَخْدعي مترددة؟ تقدَّمي يا حبيبتي ولا تَهابي ليليَ الأسمرْ...
يعيشُ الشاعرُ، فيُميتونَ قصيدَتهُ يجزّونَ رأسَها بالسيفِ يُطلقونَ على عجزِها الرصاص. ثمَّ؛ بسكينِ السيراميكِ مُسَمَّم الحافةِ، يقطِّعون كلماتِها حرفًا، حرفا لتغدوَ صالحةً لحلِّ لغز الكلماتِ المتقاطعةِ فقطْ. يموتُ الشاعرُ؛ يهرولون مسرعين الى صندوقٍ خبأوهُ في أقصى الزوايا المعتمة، ينقّبون فيه، كما...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى