محمد الرياني

بقيَ معي فائضٌ من مرتبي الشهري ، يومان ويأتي العيد، سعادةٌ غامرةٌ تنتشرُ في أنحاءِ جسدي ، اتجهتُ إلى أحدِ المعارضِ التي تبيعُ الملابس، أريدُ أن أصنعَ فرحةً لأيِّ أحدٍ أقابله، تجولتُ في المحلِّ الذي بدا شاملًا يبيعُ لكلِّ الأعمار ، وعند كلِّ توقُّفٍ لا أجدُ حرجًا في سؤالِ العائلاتِ عن المقاساتِ...
أتأملُ زرقةَ السماءِ والطيورُ تحلقُ تحتها، تخيلتُ أجنحةَ الطيورِ البيضِ نجومًا كتلك النجومِ التي أسرتْني بالليل ، أرى الزرقةَ لاحدودَ لها، الطيورٌ سابحاتٌ في كل اتجاه ، زرقةٌ كالبحرِ المعلقِ لاينكفئ على الأرض، وأنا على الأرضِ أشمُّ رائحةَ الترابِ وأستروحه، ويزدادُ حبي للثرى ونحن نغرسُ شجرةَ...
تشيرُ إلى النَّجْمِ وتسألُني!! مَن يسكنُ تحت النجم؟ كنتُ أعرفُ قصدَها ولكنني هربتُ من السؤالِ إلى سؤال، وضعتُ يدي بيني وبين النجمِ كي لا أراه، سألتُها أي نجم تقصدين؟ أنا أرى الليل ولا أرى النجم، أرى السوادَ يُغطي رأسي ورأسكِ ومعه ضوءُ وجهك، إن كنتِ تقصدين نجمَ وجهكِ ! ضحكتْ وقالت هل تمزحُ...
في أولّ يومِ دوامٍ لها بدَّل معالم وجهه، أزال شعرلحيته الممتد بين شحمتي أذنيه من الناحيتين ليجعلها مربعة الشكل، أخفى الشعر الأبيض بصبغة سوداء، تطيَّب بعطرٍ من إحدى الماركات العالمية، ارتدى جزمةً بيضاء تتناسبُ مع لباسه، قال لها وهو يفتح باب مكتبه : لايدخل عليَّ أحد إلا بعد استشارتي، دخل وأغلق على...
الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، الوقت الذي استغرقه في النوم استهلكته بسبب النوم المبكر، كل شيء حولي نائم باستثناء مروحة السقف التي تعمل ببطء وكأن عليها بعض الجزاء أوالعقوبة، أجمل شيء تعمله هذه المروحة التعيسة أنها تحرك بعض أغطية الأسرة فتحركها وسط الصمت، تحول العمر إلى عمر طفولي يراقب...
منذ أن داسته إحداهن بكعبها العالي على مؤخرة قدمه وهو لا يحب تلك الأحذية ، ظلت قدمه تؤلمه لفترة طويلة، عندما يخفُّ الألم تنتابه لحظة ألم شديدة بمجرد أن يشاهد النهاية السفلية التي ترفع الحذاء من الخلف، لا يعرف تحديدًا لمَ استمرَّ معه الألم لدرجة أن الصيدلي الذي اعتاد الابتياع منه يمازحه باستمرار...

هذا الملف

نصوص
81
آخر تحديث
أعلى