فوزية العلوي

قليل من الكبرياء. وتنسى قليل من الاحتراق البطيئ علي جمر هذا المساء قليل من اللازورد ومن شهقة النجم إذا خاصمته بروج السماء قليل من الاحتضار لتنسى ومن وجدك الشفقي ومما يسمونه جلدا جاهليا قليل من المشي صبحا بعكس اتجاه الطريق قليل من الصمت أو من كلام بلا اي معنى ومن غض قلبك إذا بزغت وردة في الحريق...
تنتهي الحرب ونتزوج وندعوا للحفل ما تبقى من المدينة الفتاة التي بعين واحدة ستحمل ذيل فستاني والشاب الذي على العجلة سيعرف لي فوق النخل فوق والمراة التي فقدت كل أبنائها ستناديهم جميعا وسيطلون من تحت الركام برؤوس عفرها الوقت تنتهي الحرب وابوح لك بالحب وساهديك ديوان ابن زيدون وقميصا كنت خباته لك من...
قال سوف آتي مع الغيم أعددت كل الدلاء والمزاريب سألتها أن تغني والسهول وعدتها بالشقائق والتلات بالصنوبر الحلبي لكن الخريف مضى ولم يأت قال سوف اتي مع الشتاء فاعدي عدة الرياح كي نغني واوقدي موقد الطين سنسمر مع انهمار الغيث وسنشوي الكستناء على جمر لقيانا واروي لك ما فعل الليل بالسندباد...
كم جمعنا من حصى يا فاطمة وكم حلزون أجبرناه كي يخرج مجساته ويزحف على ظهر أيدينا وكم عذبة تلك الدلاء نعرضها للمزراب فيفعمها ماء ثجاجا وكم حامضا كان ذاك البرقوق وحفيا بنا ذلك القمر السكران هل كبرنا يافاطمة أم أن الأرض هي التي اتسعت فلم نعد نقدر على لم أطرافها هل كبرنا أم أن الأشجار سافرت سحرا...
تباعدنا مثل غمامتين غريبتين في أفق عاصف توادعنا يوم قلنا سنقطف معا من ذاك الزهر الاصفر المجهول الاسم قلت ستظفر لي منه اكليل الملائكة هكذا كنت تسميه تقول لي أنت النقية كدمع المحار وانا غجري جرحته المواني وصبغت رئتيه السجائر المهربة الرخيصة. كنا نغني كمجذوبين ونمعن في الخصام والضحك الطفولي...
مازال علي يأتينا عند اشتداد القيظ وما زالت الساقية العجوز تثرثر لا أحد أعلم من أين تنبع ولا أين يذهب ماؤها تهمس الزهراء : في آخرها حيث يكتث القصب والصفصاف تعوم الجينات. بشعورهن الطويلة الصفراء ونهودهن التي تشبه الاجاص نرتجف نحن من الخوف وتقشعر جلودنا الطفلة ونستحلفها أن تكفّ عن ذكر الجنيات علي...
ها أنا في المدار البعيد أستبيح دمي وأعد الرقى رقية رقية كي يجيء القصيد غنني يا غزال الصدى لم يعد بيننا من مدى كي نحب اليمام أو نحط الغمام فوق كف الرعود . ها أنا اقتفي لغتي جذوة جذوة في قناني المجاز اشتهي قمرا عابرا في سماء الحجاز امتطي املا نافرا كي يظل السراج موقدا هاهنا وتسح المنى...
ألقاه عند باب الجنة حتما مادمت شهيدة عينيه وقتيلة الغرة التي في لون القمح والبلج الذي كانكسار الماء بالمجذاف في فجر غير مسمى شهيدة وتتلقاني الملائكة مع شهداء الارض والوطن المحروق والاطفال السنابل الذين يقضون معفرين بلا سبب وعند الانهار كالحيتان التي تنتحر من الغبن والرمان الذي يسقط ملتاعا لان...
اوحيدا كصفصاف ليل وحبل غسيل على شرفة نائيه يجالسني كلّما سقطت نجمة في العراء ويقرئني شعر لوركا… يشاركني ملحه وبعض دخان يهرّبه المارقون من المغرب العربيّ… وكان إذا حزنت لغتي يشاطرني دمعة لا تسيلٌ ولكنّها تحطّ على رمشه مثل ظلّ خطافْ وكان يخافٌ من المخبرين إذا وقفوا في الزّقاق القريب، يسمّيهمُ...
علمتني الطير والغيم العابر والنجوم التي لم تكف أبدا عن مشاكستي انا المرأة الراحلة دوما على جناح القصيدة والباحثة في مهمه الكلمات عن رائحة تشبهني وصوت فيه طعم الزيتون الشعراء يتعارفون ويلتقون كعادتهم رغم المكان المرتج والاوقات العائمة يجلسون في المقاهي المفتوحة على البحر والشرفات المفضية إلى...
ماذا في الحبر حتي يحترق دمنا هكذا؟ وماذا في الكلمات كي نصطف مشدوهين كسرب السنونو علي خيوط الأحلام في الحبر جمرة المعنى أيقونة القلب والمتردد من حشرجات الروح في اللفظ لحمنا الممزق بين القبائل توتنا المنسي تحت الشجرة الأولي ما بقي من ورق لم نخصفه علي أحزاننا بركة الدم التي ترك قابيل ما لم...
بالاحاسيس التي لا بد منها لاستفاقات القمر بالمطر وهو ينثال على كفيك وردا وزهر بامانيك عذابا أن يظل الغصن إما زرتني خببا حلوا مباحا وترانيم وتر بالخزامى والعبارات اليتامى صاغها الشعر دروسا وعبر بالحميا خمرة الوجد سلافا بالثريا تنثر الضوء خلاسيا عليا بالحداء في فلاة الصب غبا بالنداء إذ تغيب فيظل...
عرفناك ميتا ايا امرئ القيس ميتا ككل الطيور التي يبست في رؤوس الجبال وكل الظباء التي سكنت في سديم الخيال عرفناك ميتا واودعتنا في صدور الرواة كلاما وحملتنا وزر هذي المعاني واهديتنا في عيون المثاني رفوفا من الطير ظماى وراحا قراحا وابقيت من نشوة العشق نشقا حبيسا يوسوس في غابرات الدنان .... عرفناك...
الرجال الاشداء المماليك قالوا : نحن حراس الجبل لن يجرؤ عليكن غول .مارد .أو شيطان ها نحن نوقد الحطب ونصطلي وندخن نارجيلة الأعشاب حتى إذا بلغ دخانها المردة خروا غشيانا مصفدين في الشتاء يدثرنا صوف انعامكن ونحسو حسوة القمح والفرماس ونأكل خبز الذرة المالح ونستمرئ نقيع النجوم حتى إذا جاء الصيف...
تسألني عنك الطواويس فتتلون كفاي والشقائق فلا يبقى شباك الا ويذوب من الخجل لنخلاتك المساء الاخضر ولي حفيفهن البعيد ووعد بحلاوة الرطب. امس تدانينا فانفطر قلب المدينة وتعانقت كل الكراسي والاطفال مال بهم حجر الرصيف فتارجحوا ممسكين بذيول امهاتهم. ما للباعة بكل هذا الكرم والشاي بكل هذا الرخاء ورائحة...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى