عبدالقادر رمضان

بعد أن اكتمل الليل، صارت الشجرة سكنا، هناك يبيت طائر، طائر لا يدري، إذا ما كانت شمس ستشرق. # سوف نفرغ الهواء من ثيابنا، ونحصي اصابع الليل على ظهورنا، ونتحسس وجع السرير، السرير الذي حطموه على رؤوسنا.
ما دلني عليك سوى أنك ابنة الليل. على مهل تقودين الارصفة الميتة إلى يتمها، والملصقات التي تمتص ما تبقى من غيمة، تشعل عود ثقاب لتعبر إلى غابة نائية. لا مطارات هنا، لا أجنحة لطير المومياء الاثير. اخفضي دقات قلبك، لئلا يداهمك البلدوزرات الصفراء، تسحق دمعتك الأخيرة.
في أحضان الحانة دائما ما تشعر بالنزع الأخير، في الليالي الحارة لإمرأة حنّتْ جسدها بلعاب شيطان فائر على موقد جذع الشجرة الأولى، كلّ هذه الغابة، باقة النار تملأ رئتيك، ترتدّ بك إلى البحر عشبا فسفوريا، تعيد تحولات الطين إلى سيرته الأولى. هي مهرة النبيذ تلهث في شرايين الرخام تنفث في الروح بهاء...
اريد ان ابتعد عن نفسي قليلا، ابتعد عن الهواء المحشور في الرئة، عن الورق الذى اكوره في يدي. عن حياتي الضائعة في كومة ملابسي القديمة، عن ادويتي المتناثرة في الغرفة الباردة، عن حلقات الاصدقاء المسطحي الوجوه اريد ان اكون شجرة، تنزع جذورها من باطن الليل، اريد ان انام قليلا

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث
أعلى