أمل دنقل

ماريّا ؛ يا ساقية المشرب اللّيلة عيد لكنّا نخفي جمرات التنهيد ! صبى النشوة نخبا .. نخبا صبى حبّا قد جئنا اللّيلة من أجلك لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلك في ظلّ الأهداب الإغريقيّة ! ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّك في ظلّ الهدب الأسود ................... ماذا يا ماريّا ؟ الناس هنا كالناس هنالك...
سيفُ جدّي على حائط البيت يبكي وصُورتُه في ثيابِ الركوب قالت امرأة في المدينة: من ذلك الأمويّ الذي يتباكى على دم عثمان؟! من قال إن الخيانة تنجب غير الخيانة؟! كونوا له يا رجال! أم تحبون أن يتفيّأ أطفالكم تحت سيف ابن هند؟! ربما ردت الريحُ -سيدتي- نصف ردّ: ضاع َوابتلعته الرمال! نحن جيل الحروب...
العينان الخضراوان مروّحتان في أروقة الصيف الحرّان أغنيتان مسافرتان أبحرتا من نايات الرعيان بعبير حنان بعزاء من آلهة النور إلى مدن الأحزان سنتان و أنا أبني زورق حبّ يمتد عليه من الشوق شراعان كي أبحر في العينين الصافيتين إلى جزر المرجان ما أحلى أن يضطرب الموج فينسدل الجفنان و أنا أبحث عن مجداف عن...
الشرطي السري الجالس فى زاوية المقهى فى نفس الكرسي أذناه مائدتان عيناه ” مفكرتان ” وفمه مطوى : الشرطى السرى الآكل لحم أخيه كى يطعم زوجته وبنيه ويعود ليطبق فمه الدموى حتى لايسقط منه فتات الخبز اليومي
لا وقت للبكاء فالعلم الذى تنكسينه .. على سرادق العزاء منكس فى الشاطئ الآخر ، والأبناء .. يستشهدون كى يقيموه .. على "تبة" ، العلم المنسوج من حلاوة النصر ومن مرارة النكبة خيطاً من الحب .. وخيطين من الدماء العلم المنسوج من خيام اللاجئين للعراء ومن مناديل وداع الأمهات للجنود : فى الشاطئ الآخر ...
لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ? أسافرُ في القَاطراتِ العتيقة, (كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ) أرفعُ صوتي ليطغى على ضجَّةِ العَجلاتِ وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ (تهدُرُ مثل الطَّواحين) لكنَّها بغتةً.. تَتباعدُ شيئاً فشيئا.. ويصحو نِداءُ الكَمان! *** أسيرُ مع...
انتظري ! ما اسمك ؟ يا ذات العيون الخضر و الشعر الثري أشبهت في تصوّري ( بوجهك المدوّر ) حبيبة أذكرها .. أكثر من تذكّري يا صورة لها على المرآة ، لم تكسر حبيبتي – مثلك – لم تشبه جميع البشر عيونها حدائق حافلة بالصور أبصرتها اليوم بعينيك اللّتين في عمري .. طفولة .. منذ اتّزان الخطو لم تنحسر *** يا...
(الإصحاح الأول) عائدون، وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة) يتقلب في الجُبِّ، أجمل إخوتهم.. لا يعود! وعجوزٌ هي القُدْسُ (يشتعل الرأسُ شيبًا) تشمُّ القميصَ فتبيضُّ أعيُنُها بالبكاء، وتخلع الثوبَ حتى يجئ لها نبأٌ عن فتاها البعيد أرضُ كنعانِ – إن لم تَكُنْ أنتَ فيها – مراعٍ من الشوك يورثها الله من شاء...
من ذلك الهائم في البريهْ ينام تحت الشجر الملتف والقناطر الخيريهْ - مولاي. هذا النيل نيلنا القديم - أين ترى يعمل أو يقيم - مولاي. كنا صبية نندس في حياضه الصيفيهْ فكيف لا تذكره؟ وهو الذي يذكر في المذياع والقصائد الشعريهْ هل كان قائدا؟ مولاي. ليس قائدا لكنما السياح في مطالع الشتاء بالأقمصة...
(1) لا تصالحْ!.. ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية...
ليت أسماء تعرف أن أباها صعد لم يمت هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد وكأن الشراب نفد و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد. ليت "أسماء" تعرف أن أباها الذي حفظ الحب والأصدقاء تصاويره وهو يضحك وهو يفكر وهو يفتش عما يقيم الأود . ليت "أسماء" تعرف أن...
أوجينــــــــــــــــى النشيد الأول القرن التاسع عشر العام التاسع والستون وأيادى الشركس تقرع أبوابا قد عنكب فيها الحزن «باسم خديوى مصر يتقدم كل رعاياه بغلال الأرض لضيوف افندينا فى حفل التدشين» وتساءل فلاح مافون: «ما التدشين؟.. وماذا يعنى التدشين؟!..» ..وانهال السوط على كتفيه يئن. .. ……...
أبانا الذي في المباحث..نحن رعاياك.. باق لك الجبروت. وباق لنا الملكوت. و باق لمن تحرس الرهبوت ***** تفردت وحدك باليسر. إن اليمين لفي العسر أما اليسار ففي الخسر إلا الذين يماشون إلا الذين يعيشون يحشون بالصحف المشتراة العيون. فيعشون. إلا الذين يشون. و إلا الذين يوشون ياقات قمصانهم برباط السكوت...
(1) حمامة حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ في كبدِ الأَشياءْ: تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ (كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ.. تَحْلُمُ في استِرخاءْ) طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ وفجأةً: دندنتِ...
جاء طوفانُ نوحْ! المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً تفرُّ العصافيرُ, والماءُ يعلو. على دَرَجاتِ البيوتِ - الحوانيتِ - - مَبْنى البريدِ - - البنوكِ - - التماثيلِ (أجدادِنا الخالدين) - - المعابدِ - - أجْوِلةِ القَمْح - - مستشفياتِ الولادةِ - - بوابةِ السِّجنِ - - دارِ الولايةِ - أروقةِ الثّكناتِ...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث
أعلى